كشفت المايسترو إيمان الجندي، أول سيدة مصرية صعيدية تقود أوركسترا، عن التحديات الكبيرة التي واجهتها في بداية مسيرتها الفنية، مؤكدة أن الموهبة والإصرار كانا سلاحها للتغلب على الصعوبات المجتمعية في مجال كان حكرًا على الرجال، لتصنع لنفسها ولفريقها مكانة مرموقة في عالم الموسيقى.
البداية.. موهبة فطرية في بيت فني
أوضحت المايسترو إيمان الجندي أن شغفها بالموسيقى بدأ كموهبة فطرية، نشأت في كنف أسرة محبة للفنون في الصعيد. وقالت: "كانت البداية موهبة طبعًا، في أسرة بتحب الفن، وعندي بيانو في البيت وإخواتي بيعزفوا عليه، فكان لازم أتأثر بيهم". وأضافت أنها بعد أن كبرت، التحقت بكلية التربية الموسيقية لصقل موهبتها بالدراسة الأكاديمية، وشاركت في بداياتها كعضو في كورال خلف كبار المطربين.
تحديات القيادة.. سيدة صعيدية في مواجهة الرجال
اعترفت المايسترو إيمان الجندي، خلال حلولها ضيفة ببرنامج ستوديو إكسترا المذاع على قناة إكسترا نيوز، بأن رحلتها لم تكن سهلة، خاصة عند توليها قيادة الفرقة القومية للموسيقى العربية في بني سويف، وصرحت: واجهت تحديات كبيرة، خصوصًا إني سيدة ومن الصعيد، وفي الوقت ده مكنش فيه سيدات في المجال ده.
وأضافت المايسترو إيمان الجندي أن معظم أعضاء الفرقة كانوا من الرجال، وكان وجود قائدة سيدة، وهي الأصغر سنًا بينهم، أمرًا صعبًا في البداية. وتابعت: كانت مشكلة كبيرة جدًا، كلهم رجال وكانوا بيكتبوا حاجات من ورايا إنهم مش عايزين السيدة دي.
من الرفض إلى الاحتضان.. قصة نجاح وعِشرة
أكدت المايسترو إيمان الجندي أن الإصرار والاستمرار في العمل كانا مفتاح النجاح. ومع مرور الوقت والمشاركة في مهرجانات كبرى مثل مهرجان الموسيقى العربية، وتقديم حفلات ناجحة في أماكن متنوعة، بدأ أعضاء الفرقة يتقبلون قيادتها ويحبون العمل معها. وقالت: لما استمريت معاهم وبدأنا ندخل مهرجانات، حبوا القصة معايا، وبقت عشرة وسفر وحب، وبقوا يعتبروني أختهم، ولما أكون تعبانة يقولوا لا يا مايسترو إحنا معاكي.
رحلة ملهمة نحو العالمية
تُعد قصة المايسترو إيمان الجندي نموذجًا ملهمًا للمرأة المصرية والصعيدية، حيث استطاعت بعزيمتها وموهبتها أن تتجاوز التحديات المجتمعية وتثبت جدارتها في مجال فني دقيق، لتصل بفرقتها إلى المشاركة في محافل كبرى مثل حفل افتتاح المتحف المصري الكبير، وتؤكد أن العقل المبدع والشخصية القوية هما ما يجذبان الناس ويفرضان الاحترام والتقدير.