حقق مركز البحوث الزراعية إنجازات هامة فى مجال تقاوى قمح الديورم ("المكرونة")، حيث نجحت مصر فى تحقيق فائض جيد تم تصديره إلى الدول العربية فى الموسم قبل الماضى بعد تغطية احتياجات المزارعين.
ويؤكد هذا الإنجاز قدرة المراكز البحثية المصرية على مضاعفة إنتاجية التقاوى لتلبية خطط الدولة الرامية إلى التوسع فى المساحات المنزرعة من هذا الصنف وتقليل الفجوة الإنتاجية.
5 أصناف متداولة حاليًا من قمح الديورم
ويشير المركز إلى أن هناك 5 أصناف متداولة حاليًا من قمح الديورم، مع العمل على إنتاج أصناف حديثة بمعدلات إنتاجية ومواصفات جودة أعلى بشكل دوري.
وتتركز زراعة قمح الديورم، الذى يستهدف إنتاج المكرونة، فى مناطق مصر الوسطى والعليا، حيث تبلغ المساحة المنزرعة نحو 400 ألف فدان تتوزع على محافظات المنيا، بنى سويف، الفيوم، أسيوط، وسوهاج.
المنيا فى صدارة الترتيب
وتحتل المنيا صدارة الترتيب من حيث إجمالى المساحة المنزرعة ومعدلات الإنتاجية المحققة.
ويعد السبب الرئيسى لتركز زراعة الديورم فى هذه المناطق هو ارتفاع درجة الحرارة التى تلائم طبيعة هذا النوع من الأقماح، مما يضمن الوصول إلى أعلى معدلات الإنتاجية والجودة المطلوبة. وفى المقابل، يفضل أصحاب المساحات الصغيرة فى هذه المناطق زراعة قمح الخبز لتلبية متطلباتهم المعيشية، بينما تتركز زراعة الديورم فى المساحات الخاصة بالمزارعين المتعاقدين مع هيئة السلع التموينية ومصانع المكرونة.
قمح المكرونة غير مناسب لمناطق الوجه البحري
ويشدد المركز، على أن زراعة قمح المكرونة غير مناسبة لمناطق ومحافظات الوجه البحرى حيث يؤدى انخفاض درجات الحرارة وزيادة معدلات الرطوبة فى الدلتا إلى انخفاض جودة حبوب الديورم بشكل كبير، بسبب زيادة معدلات النشوية ففى حين يمتاز قمح المكرونة بلون الحبة الكهرمانى الشفاف، فإن زراعته فى الوجه البحرى تغير خصائصه، ما يجعله أقل ملاءمة لإنتاج السيمولينا المطلوبة فى الصناعة ولذلك، فإن الخريطة الصنفية المعتمدة للوجه البحرى تشمل أصنافًا مثل "مصر 3، 4" و"سخا 95، 96" و"جيزة 171" و"سدس 14، 15"، بينما يُسمح فى مصر الوسطى والعليا بزراعة هذه الأصناف بالإضافة إلى أصناف المكرونة المعتمدة مثل "بنى سويف 5، 7" و"سوهاج 5"، مع اعتماد أصناف أخرى مستقبلًا مثل "بنى سويف 8".
ولضمان نجاح المحصول، أكد المركز، على أن جودة الإنتاج لا تتوقف على الصنف المزروع فحسب، بل ترتبط بالالتزام الصارم بالمعاملات الزراعية.
ويأتى فى مقدمة هذه الإرشادات أهمية استخدام التقاوى المعتمدة التى تضمن خلو المحصول من بذور الحشائش والأمراض الفطرية.
كما تلعب طريقة الرى والتسميد دورًا أساسيًا فى تحسين خصائص العجين وكمية البروتين فى الحبوب، محذرًا من أن الإفراط فى الرى أو التسميد غير المتوازن قد يؤدى إلى تراجع الجودة.
واختتم المركز بالتشديد على أن اتباع الدورة الزراعية المتوازنة هو الحل الأمثل للحفاظ على خصوبة التربة وزيادة إنتاجية القمح على المدى الطويل، بخلاف زراعة القمح فى نفس الأرض لعدة مواسم متتالية، التى تؤدى إلى استنزاف العناصر الغذائية وإنهاك التربة.