نجل مكتشف مقبرة توت عنخ آمون فى حوار خاص لـ«اليوم السابع»: عرض قصة والدى فى افتتاح المتحف المصرى الكبير رد اعتبار طال انتظاره..قاد العالم لأعظم كشف أثرى فى التاريخ.. كان عمره 12 سنة عندما اكتشف مدخل مقبرة توت

الثلاثاء، 04 نوفمبر 2025 01:51 م
نجل مكتشف مقبرة توت عنخ آمون فى حوار خاص لـ«اليوم السابع»: عرض قصة والدى فى افتتاح المتحف المصرى الكبير رد اعتبار طال انتظاره..قاد العالم لأعظم كشف أثرى فى التاريخ.. كان عمره 12 سنة عندما اكتشف مدخل مقبرة توت نجل مكتشف مقبرة توت عنخ آمون

حوار - محمود العمرى

فى أمسية مهيبة وبين أضواءٍ سطعت لتُعلن للعالم ميلاد صرح حضارى جديد اسمه المتحف المصرى الكبير، كان مشهد الفيلم التوثيقى الذى عرض قصة اكتشاف مقبرة الملك توت عنخ آمون أحد أكثر اللحظات تأثيرًا فى الحفل.. مشهد أعاد الحياة لاسمٍ مصرى ظل غائبًا عن الذاكرة لأكثر من قرن، اسم الطفل الصغير من الأقصر الذى قاد العالم لأعظم اكتشاف أثرى فى التاريخ.. حسين عبدالرسول.

«اليوم السابع» أجرت حوارا خاصا مع نجله نوبى حسين عبدالرسول، الذى تابع العرض بعينين دامعتين، وملامحٍ امتزج فيها الفخر بالحنين، ليحكى عن تلك اللحظة التى شعر فيها بأن والده نال أخيرًا حقه بعد مائة عام من التجاهل.
 

فى البداية.. كيف استقبلت عرض قصة والدك خلال افتتاح المتحف المصرى الكبير؟

أنا ماقدرتش أتمالك نفسى وأنا بتفرج على الفيلم التوثيقى اللى عرضوه فى الافتتاح، حسّيت إن الزمن رجع بيا مية سنة لورا، والدى اللى كان مجرد طفل فى الثانية عشرة من عمره، بيقف فى وادى الملوك ويمسك بإيده حجر صغير يغيّر مجرى التاريخ.

«اللحظة دى بالنسبالى كانت رد اعتبار حقيقى، مش بس لوالدى، لكن لكل العمال المصريين اللى اشتغلوا فى الحفائر وتجاهلهم التاريخ». «أخيرًا اسم حسين عبدالرسول اتقال قدام العالم كله، واتعرضت قصته فى أهم حدث ثقافى وأثرى فى القرن الحادى والعشرين».

ما الذى دار فى ذهنك أثناء مشاهدة الفيديو عن قصة والدك؟

«كنت متأثر جدًا، وكل لقطة كانت بتفكرنى بحكايات والدى اللى كان بيحكيهالى عن الشغل فى وادى الملوك، لما شفت صورته وسط العمال، حسّيت إن التعب اللى تعبوه زمان ماراحش هدر».

أنا بكيت، وافتكرت كلماته لما كان يقول: «اللى يشتغل فى حضن طيبة عمره ما يمشى إلا وهو سايب أثر».

المتحف المصرى الكبير النهاردة مش مجرد مبنى، ده اعتراف بفضل الناس دى، والدى وأمثاله اللى صنعوا مجد الآثار المصرية بأيديهم.

والدك كان طفلًا وقت الاكتشاف.. كيف جرت تفاصيل تلك اللحظة من وجهة نظركم كأسرة؟

«حسب ما كان بيحكى والدى، هو كان بيشتغل مع العمال فى البعثة البريطانية بقيادة هوارد كارتر، وكان دوره بسيط جدًا، يجلب المية ويخدم الفريق، لكن فى يوم من الأيام، وهو ماشى على أرض وادى الملوك، لاحظ وجود حجر مختلف الشكل عن الأرض اللى حواليه. حاول يحرّكه بإيده الصغيرة، وظهر تحت منه أول درجة من السلم اللى نزله بعد كده للمقبرة.. اللحظة دى كانت البداية الفعلية لأعظم كشف أثرى فى القرن العشرين، بس للأسف، التاريخ ماكتبش إن الطفل المصرى هو اللى اكتشف المدخل، بل نُسبت القصة كلها للعالم البريطانى كارتر».

هل شعرت بأن والدك ظُلم تاريخيًا؟

أكيد الوالد عاش ومات وهو حاسس إن حقه اتاخد منه، مش بس هو، لكن كمان كل العمال اللى كانوا بيشتغلوا معاه، واللى كان ليهم دور كبير فى الاكتشاف وهوارد كارتر أخد المجد كله، بينما الأيادى المصرية اللى حفرت وبنت وساهمت ماتذكرتش، لكن اللى حصل فى المتحف المصرى الكبير عدّل الصورة دى شوية، النهاردة لما أشوف اسم والدى مذكور فى فيلم بيُعرض للعالم كله، بحس إن التاريخ بدأ ينصف الناس دى.

كيف كانت علاقتكم بالجهات الأثرية خلال السنوات الماضية؟

إحنا دايمًا على تواصل مع المسؤولين فى الأقصر، شاركنا فى أكتر من مناسبة لتوثيق قصة والدى، وقدّمنا كل الصور والمستندات اللى عندنا، كمان شاركنا فى أفلام وثائقية وبرامج تليفزيونية بتحكى عن تاريخ العائلة.

عيلة عبدالرسول معروفة فى الأقصر من أيام الجدود، لأن أغلبنا اشتغل فى الحفائر والتنقيب، وكانت العلاقة بينا وبين البعثات الأجنبية دايمًا مبنية على الاحترام.

حدثنا عن شخصية والدك كما عرفته فى حياتك اليومية؟

«والدى كان إنسان بسيط جدًا، متواضع، لكن كان عنده كرامة وفخر مايتوصفوش كان بيحب الشغل فى الآثار، وكان يقول: «كل حجر فى طيبة ليه روح، واللى ما يحسش بيها عمره ما يفهم سر الفراعنة»، كان مؤمن إن الآثار دى مش مجرد حجارة أو تماثيل، دى حياة كاملة حفرها المصريون القدماء وسبوها لينا أمانة، كان بيصحى بدرى جدًا، يروح المواقع الأثرية حتى بعد ما كبر فى السن، كأنه بيروح يزور أهله.

كيف ترى مبادرة الدولة لإعادة الاعتبار لعمال الحفائر المصريين؟

أنا شايفها خطوة عظيمة، الناس دى اشتغلت فى ظروف صعبة جدًا، فى حر الصحرا، وتحت خطر الانهيارات، ومع ذلك كانوا بيشتغلوا بحب وإخلاص، دلوقتى لما الدولة تقرر تكرمهم وتوثق أسماءهم، ده دليل على إن مصر بتعرف قيمة أولادها، المتحف المصرى الكبير مش بس بيعرض تماثيل وكنوز، ده كمان بيحكى حكايات الناس اللى حفروا عشان الكنز ده يظهر.

هل تتوقع أن يسهم هذا التكريم فى تصحيح الرواية التاريخية عالميًا؟

«أكيد، وده أهم ما فى الموضوع، العالم طول عمره سامع إن كارتر هو اللى اكتشف المقبرة، لكن لما يشوف فى المتحف المصرى الكبير فيلم بيحكى عن الطفل المصرى اللى بدأ القصة، لازم يغيّر نظرته، إحنا محتاجين نكتب تاريخنا بإيدينا، ونقول للعالم إن ورا كل كشف أثرى مصريين تعبوا وساهموا، وده بيخلينى فخور إن المتحف بدأ بالفعل يصحح المفاهيم دى».

كيف استقبلت عائلتكم مشهد عرض القصة فى الحفل؟

«كلنا كنا قاعدين قدام الشاشة، والدموع فى عيوننا، أحفاد حسين عبدالرسول شافوا جدهم أخيرًا بيتكرم بعد سنين من النسيان، حتى الأطفال الصغيرين فى العيلة بقوا يقولوا: جدى هو اللى اكتشف مقبرة الملك توت، الإحساس بالفخر ده لا يوصف، واللحظة دى هتفضل محفورة فى قلبنا طول العمر».

جدّك محمد عبدالرسول كان له دور مهم فى واحدة من أعظم الاكتشافات الأثرية.. فما تعليقك عن تلك القصة؟

جدى محمد عبدالرسول هو اللى عثر على خبيئة الدير البحرى، واللى كانت من أهم الاكتشافات الأثرية فى تاريخ مصر.

«الخبيئة دى ضمّت حوالى 40 مومياء ملكية، من بينها الملكة حتشبسوت والملك رمسيس الثانى وغيرهم من ملوك الدولة الحديثة،
الحدث ده غيّر فهم العالم كله لتاريخ التحنيط والدفن فى وادى الملوك، واتوثّق بعد كده فى فيلم «المومياء» للمخرج شادى عبدالسلام اللى جسّد القصة الحقيقية لعائلة عبدالرسول واكتشافهم العظيم، وده كمان بيرجع لعلاقة العيلة الوثيقة بالبعثات الأجنبية فى القرن الـ19 وبداية الـ20، لأنهم كانوا أصحاب خبرة كبيرة فى جغرافيا وادى الملوك ومناطق الآثار فى الأقصر، وده اللى خلاهم دايمًا جزء أساسى من تاريخ التنقيب والاكتشاف فى مصر».

 



أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب