القباب الصغرى.. قرية بلا بطالة بالدقهلية وأهلها يحولون الغاب إلى تراث حي

الأحد، 30 نوفمبر 2025 01:00 ص
القباب الصغرى.. قرية بلا بطالة بالدقهلية وأهلها يحولون الغاب إلى تراث حي  البوص يحولولنه إلى سبت

الدقهلية شريف الديب

في قلب مركز دكرنس بمحافظة الدقهلية، تقع قرية القباب الصغرى التي تحولت إلى نموذج فريد للقرى المنتجة، حيث لا تعرف البطالة طريقًا إليها، بعدما جعل أهلها من صناعة السبت والسدة من الغاب الطبيعي مصدر رزقٍ وتراثٍ يتوارثونه جيلاً بعد جيل منذ أكثر من مائة عام.

 

تحويل الغاب الطبيعي إلى سلال وسبت 

بين شوارع القرية الصغيرة، يعمل الرجال والنساء والأطفال جنبًا إلى جنب، يحملون الغاب الطبيعي ويحولونه إلى سلال وسبت وسُدَد بأيديهم الذهبية، في مشهد يجسد حب العمل والانتماء للمهنة القديمة التي أصبحت علامة مميزة للقرية.

ويقول محمد أبو الشحات، أحد أقدم صناع الغاب في القرية، إنه ورث المهنة عن أجداده منذ أكثر من 35 عامًا، مؤكدًا أن العمل في الغاب ليس مصدر رزق فقط، بل تراث يسعى الجميع للحفاظ عليه من الاندثار.
وأضاف: «تخصصت في صناعة السدة لأنها رمز البيت الريفي وذاكرة الماضي، كانت تُستخدم في الأسقف والأسطح ومكانًا للمواشي والدواجن، فهي تمنح برودة في الصيف ودفئًا في الشتاء، وكأنها مكيف طبيعي مستوحى من الغاب».

أما خالد رخا، أحد أبناء القرية، فيروي قائلاً: «نشأت بين أُسَر تعمل جميعها في صناعة السبت من الغاب الطبيعي. أعمل أنا وزوجتي معًا منذ الفجر، نجمع الغاب ونبدأ العمل أمام منازلنا، السيدات يقمن بالتقشير والتنظيف ونحن نصنع السلال والسبت بمختلف الأحجام والأشكال».
ويضيف أن بعض المقاهي والمحال تطلب منهم تصميمات خاصة للديكور من الغاب، مشيرًا إلى أن أنواع الغاب تختلف حسب الاستخدام، فهناك الغليظ المسمى “لفة”، والمتوسط “قوايم”، والرفيع “أراضي”.

ويتابع السيد أبو الشحات، 45 عامًا: «أفنيت عمري في تحويل الغاب الطبيعي إلى تحف فنية من السبت بأنواعه المختلفة. المنتج الذي يخرج من يدي ليس مجرد قطعة غاب، بل قطعة من حياتي».
ويؤكد أن القرية لا يخلو فيها بيت من صناعة الغاب، وأنهم يسعون لتعليم المهنة للشباب للحفاظ عليها من الاندثار.

وتتميز القباب الصغرى أيضًا بمبادراتها الاجتماعية، حيث أسس الأهالي لجنة زكاة لتقديم خدمات طبية وتعليمية وخيرية داخل القرية، كما جرى تطوير مركز الشباب لدعم الأنشطة الثقافية والرياضية.

ورغم بساطتها، تبقى القباب الصغرى قرية غنية بتراثها الإنساني، نموذجًا مصريًا يحتذى به في العمل والإبداع، لتؤكد أن الغاب في أيدي أهلها ليس مجرد نبات... بل حياة تصنع من الطبيعة فنًا وتراثًا لا يذبل.

يحولون الغاب إلى تراث حي
يحولون الغاب إلى تراث حي

 




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب