الجبال تنزف.. والمكسيك تدفع الثمن مع تراجع كارثي في الأنهار الجليدية

السبت، 29 نوفمبر 2025 01:00 ص
الجبال تنزف.. والمكسيك تدفع الثمن مع تراجع كارثي في الأنهار الجليدية ذوبان الجليد

فاطمة شوقى

حذرت لورا فيرونيكا إمبورجيا، المتخصصة في برنامج الأمم المتحدة لتقييم الموارد المائية العالمي (اليونسكو)، من أن الأنهار الجليدية ومياه الجبال تواجه خطراً حرجاً، مؤكدة أن المكسيك ليست بمنأى عن هذا التهديد،  وجاءت تصريحاتها خلال عرض إصدار 2025 من تقرير الأمم المتحدة العالمي لتنمية الموارد المائية، ضمن فعاليات المؤتمر السنوي السابع والثلاثين ANEAS 2025 في مدينة ليون بولاية جواناخواتو.

 

فقدان 80% من الجليد 

وأوضحت إمبورجيا أن البيانات تظهر أن أعلى الجبال في المكسيك فقدت نحو 80% من غطائها الجليدي منذ ستينيات القرن الماضي، معتبرة أن هذا التراجع مقلق للغاية بسبب تأثيره المباشر في إمدادات المياه واستقرار النظم البيئية.

وأضافت أن الجبال والأنهار الجليدية هي أبراج المياه في العالم، وتدعم حياة مليار شخص يعيشون أسفل مجاري الأنهار.

 

وضع حرج فى أمريكا اللاتينية

وأشارت إلى أن الوضع فى أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبى ، حيث تنتج الجبال أكبر كمية من المياه لكل وحدة مساحة مقارنة بأى منطقة آخر ، أصبح خطيرا بشكل خاص ، فقد اختفى العديد من الأنهار الجليدية وأصبح على وشك الاختفاء ، مما يهدد إنتاج محاصيل زراعية عالية القيمة مثل القهوة والكاكاو ،إضافة إلى الأثير على توليد الطاقة الكهرومائية.

وعلى مستوى العالم، تخزن هذه النظم البيئية نحو 60% من المياه العذبة المتجمدة، وتوفر المياه الصالحة للشرب والزراعة وتوليد الطاقة لمناطق واسعة.
ودعت إمبورجيا الدول إلى تحمّل مسؤولياتها في حماية موارد جبالها وأنهارها الجليدية قبل أن تختفي بالكامل. وذكّرت بأن الأمم المتحدة أعلنت عام 2025 السنة الدولية لحفظ الأنهار الجليدية، فى حين أكدت قرار سابق يعود لعام 2022 على ضرورة تعزي استدامة المناطق الجبلية.

 

تدهور بيئي متسارع

كما نوّهت المتخصصة إلى أن 57% من المساحات الجبلية في العالم تتعرض لضغوط وتدهور بيئي شديد، خصوصًا في المناطق المنخفضة التي تتركز فيها الأنشطة البشرية. وتفقد الغابات — التي تغطي 40% من المناطق الجبلية — قدرتها الطبيعية على حماية أحواض المياه.

وفي الجانب العالمي، حذرت من أن الاستهلاك العالمي للمياه سيزداد بنسبة 1% سنويًا خلال الثلاثين عامًا المقبلة، وهي زيادة، إلى جانب تغيّر المناخ، ستفاقم أزمة شح المياه حتى في المناطق الرطبة تاريخيًا، مثل وسط أفريقيا وأجزاء من أمريكا الجنوبية.
كما أشارت إلى أن هذه الأنظمة البيئية الهشة تعاني من ظروف معقدة تجعل مراقبة جودة المياه صعبة، وقد تؤدي إلى تلوث غير قابل للعكس.

 

ما الحلول؟

أكدت إمبورجيا ضرورة تبنّي مجموعة من الإجراءات، من بينها:

- حوكمة مشتركة وتعاون دولي
- حماية واستعادة منابع الأحواض المائية
- حلول قائمة على الطبيعة
- مراقبة وتمويل كاف
- التعليم وتقليل الانبعاثات
- زيادة البيانات والبحث العلمى لفهم أفضل للمناطق الجبلية




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب