مارادونا.. خمس سنوات على الرحيل وما زال الجدل لا يهدأ

الأربعاء، 26 نوفمبر 2025 03:30 ص
مارادونا.. خمس سنوات على الرحيل وما زال الجدل لا يهدأ الأسطورة الأرجنتينية مارادونا

فاطمة شوقى

تمرّ الذكرى الخامسة لوفاة دييجو أرماندو مارادونا، وما زالت حياته، وحتى وفاته، تثير موجات متجددة من الجدل والانبهار. فالرجل الذي عاش كقصة خارقة للعادة، رحل أيضًا محاطًا بعلامات استفهام، سواء في تفاصيل لحظاته الأخيرة أو في عاداته الشخصية التي لم يكن أحد يجرؤ على تقليدها. ومن بين أغرب هذه التفاصيل وأكثرها تداولاً إصراره على ارتداء ساعتين في كلتا يديه، ووزن قلبه غير المعتاد الذي كشف عنه بعد وفاته.

 

عادة الساعتين توقيتان وحياة واحدة

كان مشهد مارادونا وهو يلوّح للجمهور بساعتين يزينان معصميه جزءًا من صورته الاستثنائية أينما ذهب. ولم يكن ذلك مجرد استعراض أو موضة فريدة، بل عادة بدأت عام 2004 وأصرّ عليها حتى أيامه الأخيرة.

السبب وراء ذلك، كما كشفته تقارير أرجنتينية، أن مارادونا كان يضبط إحدى الساعتين على توقيت الأرجنتين بينما يضبط الأخرى حسب توقيت الدولة التي يتواجد فيها. بالنسبة له، لم تكن الساعتان مجرد أداة لمعرفة الوقت، بل وسيلة رمزية يربط بها نفسه ببلده مهما ابتعد.

وبالرغم من أنه عاش في زمن أصبحت فيه الهواتف الذكية تقدم كل شيء بضغطة زر، ظل مارادونا متمسكًا بالساعات التقليدية. كان يشعر أنها تمنحه إحساسًا بالسيطرة والانضباط، وربما تساعده نفسيًا على تقليل شعور الاغتراب عندما يسافر.

ولم تُنس هذه العادة في مونديال روسيا 2018، حين ظهر مرتديًا ساعتين أثناء مباراة الأرجنتين وكرواتيا، في لقطة أثارت السخرية والفضول في آن واحد، لكنها كانت في الواقع جزءًا أصيلاً من شخصيته.

 

قلب أكبر من قلوب البشر.. حرفيًا

الدهشة لم تتوقف عند عاداته الغريبة في حياته، بل انتقلت إلى ما بعد وفاته،  إذ أثارت التقارير الطبية ضجة كبيرة عندما كشفت أن قلب مارادونا كان أكبر من الطبيعي بشكل لافت.

ففي أثناء تشريح الجثة، تبين أن قلبه بلغ وزنه حوالي 500 جرام، أي ما يعادل تقريبًا ضعف وزن القلب الطبيعي الذي يدور حول 300 جرام، هذا الاكتشاف لم يمر مرور الكرام، وفتح الباب أمام تساؤلات عديدة: هل كان التضخم نتيجة سنوات طويلة من الجهد البدني الهائل؟،  أم بسبب مشكلات صحية تراكمت خلال حياته المضطربة؟، أم أنه نتيجة لعقود من الاعتماد على المنشطات والكحول ومشكلات القلب المزمنة؟

يرى بعض الأطباء أن تضخم القلب كان يمكن أن يكون عاملًا أساسيًا في تدهور حالته الصحية في سنواته الأخيرة، خصوصًا مع نمط حياة مرهق ووضع طبي غير مستقر.

 

ما بين الحقيقة والأسطورة.. مارادونا لا يموت

كان مارادونا بطلاً شعبيًا بامتياز، ليس فقط بموهبته الكروية، بل بأسلوب حياته الذي جمع بين العبقرية والفوضى. تفاصيل حياته الخاصة، عاداته غير المألوفة، وحتى وزن قلبه بعد وفاته،  كلها تحولت إلى عناصر في أسطورة رجل لطالما تجاوز المقاييس.

وفي الذكرى الخامسة لرحيله، تبدو هذه التفاصيل الصغيرة – الساعتان، القلب الضخم، والخلافات التي لم تهدأ – جزءًا من إرثه الأكثر تعقيدًا. إرث يجمع بين الموهبة الخارقة والجدل المستمر، بين الإنسان الذي عاش حياته على الحافة، والرمز الذي لا يغيب عن ذاكرة جماهير الكرة حول العالم.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب