تسريح موظفين آبل: إعادة هيكلة تهدف للوصول لمزيد من العملاء

الأربعاء، 26 نوفمبر 2025 12:00 ص
تسريح موظفين آبل: إعادة هيكلة تهدف للوصول لمزيد من العملاء أبل

كتبت رنا أمين

فى خطوة غير معتادة من شركة آبل، قررت الشركة تسريح عشرات الموظفين من قسم المبيعات العالمى خلال الأسابيع الماضية، فى وقت تتجه فيه نحو واحد من أقوى أرباحها المالية منذ سنوات، القرار فاجأ العاملين داخل الشركة، خصوصًا أن آبل نادرًا ما تلجأ إلى تخفيضات واسعة فى الوظائف، بينما تصر الإدارة على أن الخطوة تهدف إلى التواصل مع عدد أكبر من العملاء وليست مؤشرًا على ضغوط مالية.

 

تسريحات تشمل أقسامًا حساسة داخل المبيعات

وفقًا لتقرير “بلومبيرج”، التغييرات شملت مديرى حسابات يتعاملون مع كبار العملاء من الشركات والمؤسسات التعليمية والهيئات الحكومية، إضافة إلى فرق تعمل داخل مراكز العروض الخاصة التى تستقبل العملاء الكبار لتجربة منتجات آبل. ورغم عدم كشف الشركة عن العدد الحقيقى للوظائف التى تم إلغاؤها، أكدت مصادر أن عدة فرق تأثرت بالقرار.

وفى بيان رسمى مقتضب، قالت آبل:“للوصول إلى عدد أكبر من العملاء، نجرى بعض التغييرات داخل فريق المبيعات تؤثر على عدد محدود من الوظائف، ما زلنا نوظف، ويمكن للموظفين المتأثرين التقديم على وظائف جديدة.”

الرسالة الداخلية تشير إلى رغبة الشركة فى إعادة تنظيم الهيكل وتقليل تداخل الأدوار بين فرق المبيعات المختلفة.

 

الاعتماد أكثر على الموزعين الخارجيين

بينما تصر الإدارة على أن الخطوة جزء من خطة توسعية، يرى بعض الموظفين الذين شملهم القرار تفسيرًا مختلفًا:التحول إلى الاعتماد بشكل أكبر على “قناة الموزعين” - وهى شركات إعادة البيع المعتمدة - بهدف خفض التكاليف دون التأثير على حجم المبيعات، وبحسب هؤلاء، فإن السماح للموزعين بالتعامل مع الشركات والمؤسسات يُخفّض من أعباء التوظيف، ويخدم نفس نوعية العملاء.

 

فرق حكومية وخبرات طويلة ضمن المتأثرين

وجاءت هذه الجولة بعد تخفيضات محدودة فى أستراليا ونيوزيلندا شملت نحو 20 وظيفة، أما الموجة الحالية فطالت حتى موظفين قضوا عقودًا فى الشركة، ومن أكثر الفرق تضررًا فريق المبيعات الحكومى المسؤول عن حسابات مهمة مثل وزارة الدفاع ووزارة العدل الأمريكية، ويعانى هذا الفريق أصلاً من ضغط كبير نتيجة الإغلاق الحكومى الطويل مؤخرًا، وتقييد الإنفاق من قبل “وزارة كفاءة الحكومة” التى فرضت قواعد صارمة للحد من المصروفات.

 

مهلة حتى 20 يناير وإتاحة وظائف بديلة

الموظفون الذين أُلغيت وظائفهم أمامهم حتى 20 يناير للعثور على وظائف داخل الشركة، وفى حال عدم النجاح فى الانتقال، ستقدم آبل حزم تعويض، الشركة بدأت بالفعل فى الإعلان عن وظائف جديدة داخل قسم المبيعات، إلا أن كثيرين يرون أن طبيعة هذه الشواغر لا تتوافق مع خبراتهم السابقة.

 

إعادة تنظيم بقيادة تيم كوك ومايك فنغر

قسم المبيعات فى آبل يخضع مباشرة لإشراف الرئيس التنفيذى تيم كوك، ويقوده مايك فنغر، أحد قيادات الشركة المخضرمين. وشهد القسم تغييرات كبيرة هذا العام، أبرزها توسيع صلاحيات نائبه فيفيك ثاكار ليشرف على مبيعات الشركات والتعليم حول العالم، وهى خطوة تتماشى مع عملية إعادة الهيكلة الجارية.

 

قرارات صعبة فى عام مليء بتغيرات السوق

ورغم تجنب آبل غالبًا لعمليات تسريح واسعة، فإن العام الأخير شهد إلغاء مشاريع ضخمة مثل مشروع السيارة الذاتية ومبادرات فى تقنية الشاشات، ما أدى إلى فقدان وظائف فى فرق الهاردوير والذكاء الاصطناعى والخدمات، ومع ذلك، تبقى تقليصات آبل متواضعة مقارنة بالشركات الكبرى: أمازون سرّحت أكثر من 14 ألف موظف مؤخرًا، وميتا خفّضت مئات الوظائف داخل فرق الذكاء الاصطناعي.

وتأتى التغييرات الحالية بينما تستعد الشركة لطرح حاسوب محمول جديد منخفض التكلفة يستهدف توسيع انتشار منتجات آبل لدى قطاعى الأعمال والتعليم، ما يعكس توجهًا استراتيجيًا جديدًا داخل الشركة.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب