أمريكا تجفف منابع الإرهاب وتبدأ حصار الإخوان.. ترامب يمهل إدارته 45 يوما لإدراج الجماعة بقوائم الكيانات الإرهابية.. الخطوة تشمل أفرع التنظيم فى مصر والأردن.. ومصادر التمويل والأذرع الإعلامية فى مقدمة الأهداف

الثلاثاء، 25 نوفمبر 2025 10:00 م
أمريكا تجفف منابع الإرهاب وتبدأ حصار الإخوان.. ترامب يمهل إدارته 45 يوما لإدراج الجماعة بقوائم الكيانات الإرهابية.. الخطوة تشمل أفرع التنظيم فى مصر والأردن.. ومصادر التمويل والأذرع الإعلامية فى مقدمة الأهداف ترامب

كتبت: نهال أبو السعود

لم يمض يومان على تصريحات دونالد ترامب التي توعد من خلالها جماعة الاخوان بضربة قوية قريبة، وانهي الرئيس الأمريكي شهور من التلميحات حول وضع الجماعة في الولايات المتحدة ووجودها من عدمه ضمن قوائم الإرهاب بتحول سياسي كبير من المكتب البيضاوي.

حسم دونالد ترامب جدل استمر طويلا حول افضل الطرق للتعامل مع إرهاب الاخوان وفروعها المتطرفة، بتوقيع امر تنفيذي في 24 نوفمبر وجه من خلاله وزارة الخارجية والخزانة لبدء عملية تصنيف الاخوان منظمة إرهابية اجنبية وارهابيين عالميين مصنفين بشكل خاص، متجنبا الأخطاء الهيكلية التي اعاقت الجهود الأمريكية السابقة لاستهداف الاخوان خاصة خلال ولايته الرئاسية الاولي.

لسنوات، انقسمت واشنطن حول كيفية مواجهة الجماعة، دفع أحد الجانبين باتجاه تصنيف شامل على مستوى الحركة، مع التعامل مع الجماعة ككيان واحد مترابط، بينما دعا الجانب الآخر إلى استراتيجية مستهدفة قائمة على الفروع، يتم من خلالها ادراج فروع الاخوان التي تتجاوز حدود التطرف إلى الإرهاب في القائمة السوداء، وهي الاستراتيجية التي تبنها الامر التنفيذي الذي يركز على اطار تصنيف قادر على الصمود أمام التدقيق القضائي ويبسط إجراءات التنفيذ ولعقود، صور الإخوان أنفسهم كحركة عالمية موحدة، ولطالما بالغ هذا التصور في تقدير مدى سلطتهم المركزية، لكنه أصبح اليوم بلا ثقل.

 

 

تقول مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات ان جماعة الاخوان الإرهابية عبارة عن  شبكة مترامية الأطراف من الفروع الوطنية، والحلفاء الأيديولوجيين، والهيئات التابعة المستقلة التي تشترك في إرث تاريخي، ولكنها تفتقر إلى سلسلة قيادة موحدة حيث ينخرط البعض ف السياسات الداخلية والبعض الآخر يحتفظ بأجنحة مسلحة، والعديد منها يعمل في المنطقة الرمادية بين النشاط والتشدد.

وتقول المؤسسة ان الانقسام الداخلي في الجماعة ليس عرضيا، الا انه سمة الجماعة الإرهابية وادراكه ضروري لصانعي السياسات الأمريكيين الساعين لمواجهة التهديدات التي تشكلها الاخوان.

 

ترامب يتخذ اولي الخطوات في طريق تصنيف الاخوان منظمة ارهابية

امر ترامب التنفيذي يوجه كبار المسؤولين إلى دراسة ما إذا كان ينبغي تصنيف بعض فروع جماعة الإخوان كمنظمات إرهابية أجنبية وفرض عقوبات عليها ككيانات إرهابية عالمية، وفقا لمجلة نيوزويك، أمر ترامب وزيري الخارجية والخزانة، بالتشاور مع المدعي العام ومدير الاستخبارات الوطنية، إلى إعداد تقرير عن إمكانية تصنيف فروع الجماعة في دول مثل مصر ولبنان والأردن، واتخاذ الإجراءات المناسبة خلال 45 يومًا إذا توافرت مبررات التصنيف.

وتقول الإدارة إن هذه الخطوة جزء من جهد أوسع لمواجهة الشبكات المتطرفة التي تتهمها بإثارة عدم الاستقرار ودعم الهجمات ضد شركاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط

أشار التقرير الى ان ترامب حدد التوجيه جدولًا زمنيًا صارمًا لإجراءات الإدارة، فبموجب الأمر الجديد، أمام وزيري الخارجية والخزانة 30 يومًا للتشاور مع وكالات الاستخبارات وتقديم تقرير مشترك حول فروع الجماعة، وبعد تقديم التقرير، على المسؤولين اتخاذ الإجراءات المناسبة بشأن التصنيفات خلال 45 يومًا.

 

ماذا جاء في أمر ترامب التنفيذي ضد الاخوان؟

يتهم نص الأمر الجناح العسكري لفرع الإخوان في لبنان بالتحالف ضد المصالح الامريكية في المنطقة، كما قال ان الاخوان في الاردن قدموا الدعم لجماعات متطرفة بينما دعت في مصر صراحة بالعنف ضد شركاء الولايات المتحدة.

بموجب القانون الأمريكي، يتطلب تصنيف المنظمة الإرهابية الأجنبية استيفاء ثلاثة معايير واضحة، وهي أن تكون المنظمة أجنبية وأن تشارك أو تحتفظ بالقدرة والنية على المشاركة في الإرهاب وأن تهدد أنشطتها المواطنين الأمريكيين أو الأمن القومي للولايات المتحدة، هذه المعايير القانونية، المنصوص عليها في المادة 219 من قانون الهجرة والجنسية، صارمة عمدًا وتم وضعها لضمان استهداف التصنيفات للتهديدات الفعلية بدلا الشبكات الأيديولوجية الواسعة ذات الانتماءات غير المترابطة.

وهذا القانون يفسر فشل المحاولات السابقة لتصنيف جماعة الإخوان منظمة إرهابية حيث لم تستطع واشنطن الإشارة إلى مقر مركزي، أو هيكل قيادي واحد، أو سلسلة متصلة من التحكم العملياتي وتعثرت محاولات عام 2015 خلال إدارة ترامب الأولى لهذه الأسباب تحديدًا.

 

مطالب بتحقيقات مع منظمة "كير" الأمريكية لارتباطها بـ"الإخوان"

أمر ترامب التنفيذي تلافى تلك الأخطاء حيث يحدد عملية مشتركة بين الوكالات لتوسيع نطاق هذا الإطار ليشمل فروعا إضافية للإخوان تستوفي بشكل مستقل معايير تصنيف المنظمات الإرهابية الأجنبية أو الإرهاب العالمي المصنف بشكل محدد.

ويقدم الإطار العديد من المزايا، منها اتاحة اتخاذ إجراءات فورية ضد فروع الجماعة المتورطة في الإرهاب او الصراعات المسلحة الي جانب الأنظمة الإعلامية والمالية التي تمولها أولًا، ما يبني تسلسل انطلاقًا من أوضح الحالات، مما يعزل العملية عن نقاط الضعف في الأدلة التي قوّضت المحاولات السابقة. ثالثًا، يحافظ على نزاهة سلطات مكافحة الإرهاب الأمريكية من خلال ضمان تطبيق أدوات تصنيف المنظمات الإرهابية الأجنبية والإرهاب العالمي بشكل محدد على المنظمات التي تستوفي المعايير القانونية بالفعل، بدلًا من حركة أيديولوجية غير محددة المعالم، والنقطة الأهم ان قرار ترامب الأخير يسهل التنسيق مع الحلفاء الذين سبق للعديد منهم تصنيف الاخوان كمنظمات إرهابية.

 

القرارات الأولى فور تصنيف الاخوان منظمة ارهابية

وبحسب التقرير، اذا تم اعتماد التصنيفات رسميًا، فسيجري تصنيف هذه الفروع كمنظمات إرهابية أجنبية وإرهابيين عالميين مدرجين بشكل خاص وهذا الوضع يتيح للحكومة الأمريكية تجميد الأصول، وعرقلة المعاملات المالية، وملاحقة الأفراد الذين يقدمون دعمًا ماديًا للمنظمات المصنفة.

وتقول الإدارة الامريكية إن الهدف النهائي لهذه السياسة هو حرمان هذه الفروع من الموارد وإعاقة قدرتها على تنفيذ عمليات تزعزع استقرار المنطقة.

والآن يقع دور كبير في تصنيف الاخوان منظمة إرهابية على ماركو روبيو وزير الخارجية وسكوت بيسينت وزير الخزانة ، فبعد توقع ترامب للأمر التنفيذي بدأت مهمتهما في جمع سجلات الأدلة، ومتابعة التصنيفات بالتتابع، والحفاظ على الانضباط الذي استعصى على الجهود السابقة.

تتطلب الاستراتيجية الأمريكية المستدامة إدراك أن جماعة الإخوان ليست منظمة واحدة، بل شبكة من الفروع، بعضها يلبي بلا شك المتطلبات القانونية لتصنيف المنظمات الإرهابية الأجنبية أو الإرهاب العالمي، ويكمن التحدي في استهداف هذه الفروع بشكل مباشر ومنهجي.

 




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب