أشهرهم الفسطاط و الأزهر بارك ..كانت ثم سارت .. استبدال القبح بالجمال سيمفونية لتطوير مقالب قمامة عشوائية لمتنزهات وحدائق عامة ومطاعم سياحية .. 8 مواقع للمخلفات وسط القاهرة والمحافظات اصبحت متنفس للمصريين مسطحات خضراء تسر العين والقلب
كانت مصر تعاني على مر العقود من وجود العديد من مقالب القمامة العشوائية والكبيرة، وكانت القمامة بتراكماتها تشكل عائقا وتحديا بيئيا، إلا أن الدولة نفذت خلال السنوات الماضية خطة لإغلاق وإعادة تأهيل الكثير منها، وتحويلها إلى مدافن صحية هندسية أو حدائق عامة، حيث نجحت وزارتى البيئة بالتعاون مع التنمية المحلية فى وضع حلول جذرية للقضاء على أزمة تراكم القمامة والمخلفات وبؤر المقالب العنومية العشوائية، لتحولها من تجمعات لمخلفات الهدم والبناء وكل انواع القمامة، تسبب مشكلات صحية وبيئية للقاطنين بالمناطق المجاورة لها، إلى أماكن سياحية ومتنزهات عامة تسر العين والقلب معا، ومتنفس ورئة من المسطحات الخضراء للاستمتاع بها فى وسط القاهرة وأطرافها والمحافظات، لتكون نموذج لاستبدال القبح بالجمال، حتى يصبح دعوة دائمة لتحسين العالم من حولنا وداخلنا، سواء على المستوى المادي أو المعنوي، وتحويل السلبية إلى إيجابية والخلق من العدم.
استبدال القبح بالجمال
خلال هذا التقرير نرصد أبرز هذه الأماكن لتجمعات للمخلفات التى كانت وسط الاحياء والمناطق السكنية، أو على أطراف العاصمة، أو كبريات المدن كيف كانت وإلى أين سارت، وكيف نالت يد التطوير من القبح واستبدلته بالجمال، فاستبدال القبح بالجمال يعني المقاومة الفنية والجمالية ضد ما هو قبيح أو سلبي، ويمكن تحقيقه من خلال الإبداع الفني مثل الشعر والرسم، أو من خلال مشاريع إعادة التأهيل والتطوير التي تحول المواقع القبيحة إلى أماكن جميلة.
معلومات حول حديقة تلال الفسطاط
المساحة التى أنشأت عليها حديقة الفسطاط كانت تجمع لكل أنواع المخلفات، بمنطقة مصر القديمة، على مساحة تفوق الـ500 فدان حيث تعد من أكبر الحدائق فى منطقة الشرق الأوسط، وتم تمويل مشروع التطوير من صندوق التنمية الحضرية، التابع لرئاسة مجلس الوزراء، من خلال الجهاز المركزى للتعمير، لزيادة نصيب الفرد من المسطحات الخضراء، وخلق فرص عمل للشباب.
معلومات حول حديقة تلال الفسطاط
مشروع تطوير حديقة تلال الفسطاط بالقاهرة التاريخية يضم 8 مناطق، وله 14 بوابة تريخية لحقبات زمنية متنوعة منها الأبواب المعاصرة، والأبواب التاريخية، والأبواب الحدائقية، وحرصت الدولة خلال خطة التطوير أن تكون بمثابة إحياء للتراث المصرى عبر مختلف العصور الفرعونية والقبطية والإسلامية والحديثة، ليعيد الاعتبار للسياحة الثقافية والبيئة معا، بما يتماشى مع جهود الدولة لمواجهة التغيرات المناخية، كما تضم أنشطة متنوعة ثقافية ومطاعم، وخدمات متنوعه ونوافير ومطاعم وكافيتريات، وفندق سياحى يجعلها مؤهلة لاستقبال الاحتفالات على مدار السنة، كما تضم منطقة تلال ووديان متباينة الارتفاعات، يمر بينها ممر مائى وبينهم عدد من المصاطب على حافة النهر، وتنتهى عند قمة التلة.
ولم ينته التطوير عند هذا الحد وانما سيتم تطوير منطقة "تلة الحفائر" لإظهار أول عاصمة إسلامية لمصر بمدينة الفسطاط القديمة، تمهيدا لتحويلها لمزارا أثريا سياحيا ثقافيا، وتنفيذ ممشى بطول 1 كم حول المدينة الأثرية لربط المبانى الخدمية السياحية بالموقع العام.
حديقة الأزهر بارك بصلاح سالم
حديقة الأزهر تعتبر هى الأشهر على الإطلاق فى السابق كنموذج لنجاح تحويل مقالب القمامة لحدائق عامة، فكانت المنطقة مقلب مخلفات يزيد عمرها عن ألف عام، ثم بدأ مشروع تطويرها عام 1984 واستمر تنفيذها لفترة طويلة تجاوزت 7 أعوام، حتى تم فتحها للزائرين عام 2005، بتكلفة إجمالية تجاوزت الـ100 مليون جنيه، حيث تحملت الدولة تكلفة رفع أطنان المخلفات والتراكمات التى تكونت عبر اكثر من 500 عام، وخلال رحلة تطوير المقلب الازلى، تم اكتشاف سور أثرى يعود للقرن الثانى عشر للحقبة الأيوبية فى عهد صلاح الدين الأيوبى، وبعض الأحجار الثمينة ذات النقوش والكتابات هيروغليفية وصل طول بعضها إلى متر، وتم استخدامها فى بناء السور للمدينة الأيوبية.
مقلب قمامة شرق مدينة نصر
القاهرة الكبرى والتى تضم ثلاثة محافظات القاهرة والقليوبية والجيزة، كانت اكثر المحافظات تتراكم فيها المخلفات وتتكون فيها المقالب العشوائية، ومنها مقلب قمامة شرق مدينة نصر بالقرب من اتحاد نقابات المهن الطبية، والذى وصل فيه حجم المخلفات لأكثر من 20 طنا تم رفعها، وإعادة تأهيل الموقع ليصبح هو الآخر حديقة عام يستمتع بها سكان شرق مدينة نصر.
مقلب قمامة كوم العرب بسوهاج
من قلب القاهرة الكبرى للمحافظات، نجحت خطة الدولة التى تنفذها وزارات التنمية المحلية والبيئة والزراعة والإسكان، فى القضاء على المقالب العشوائية والعمومية ضمن منظومة تنظيم وإدارة ملف المخلفات، ومنها مقلب القمامة الذى كان يعانى منه أهالى قرية كوم العرب حيث كانت توجد وسط الكتلة السكنية بمركز طما فى سوهاج، وبعد رفع المخلفات منها وتطويرها وتحويلها إلى تم إلى حديقة عامة.
مقلب قمامة سكة حديد دمنهور
بالقرب من المنطقة الواقعة بين شركة مياه الشرب وخط سكة حديد "دمنهور- دسوق" فى محافظة البحيرة، كانت يوجد أحد المقالب الوسيطة لتجميع المخلفات، بشكل عشوائى، تم إغلاقه وتطويره وتحويله لحديقة بمساحة 600 وعمل بوابات لها وجعها متنفس لأهالى المنطقة.
مقلب مدخل أبوتيج بأسيوط
الأجهزة التنفيذية بمركز ومدينة أبوتيج فى محافظة أسيوط فى طريقها الآن لإزالة ما تبقى من المخلفات وتلال القمامة المتراكمة فى مدخل مدينة أبوتيج، من خلال منظومة المخلفات التى تتبنها وزارة البيئة وتوفير المعدات والسيارات لنقل القمامة، تمهيدا لإنشاء حديقة عامة.
قائمة المقالب الأشهر
وهناك أمثلة واقعية وتطبيقات ظهرت فى مشاريع التطوير الحضري، لتحويل مقالب القمامة الملوثة إلى حدائق عامة، فمن أبرز وأهم مقالب القمامة التي كانت موجودة في مصر، والتى بعضها تم إغلاقه أو إعادة تأهيله مؤخراً، مقلب الوفاء والأمل بالقاهرة، والذى كان يعتبر واحداً من أكبر وأخطر مقالب القمامة في مصر، حيث كان يحتوي على تراكمات تقدر بـ13 مليون طن من المخلفات، تم تنفيذ خطة لإغلاقه ونقل المخلفات إلى مدافن صحية آمنة.
تلال الفسطاط
كان هذا الموقع عبارة عن مكب ضخم للمخلفات بأنواعها وبؤرة للتلوث لعقود طويلة، واليوم اصبح إنجاز بيئي وعمراني كبير، حيث تم تحويله بالكامل إلى "حديقة تلال الفسطاط"، وهي الآن واحدة من أكبر الحدائق المركزية والوجهات السياحية والحضرية في الشرق الأوسط.
مقلب السلام
كان مقلباً كبيراً للقمامة في منطقة السلام، وقد شملته خطط الإغلاق وإعادة التأهيل أو النقل إلى مدافن صحية.
مقلب شبرامنت بالجيزة
أحد المدافن التي كانت تستقبل كميات كبيرة من المخلفات في نطاق محافظة الجيزة، وتم التعامل معه ضمن خطط الدولة لإدارة المخلفات.
مقلب أبو زعبل بالقليوبية
كان يمثل نقطة تجمع رئيسية للنفايات في محافظة القليوبية، وشملته أيضاً خطط المعالجة والتأهيل.
مقالب دكرنس والسنبلاوين بالدقهلية
كانت من المقالب الكبيرة في محافظة الدقهلية، وبدأت جهود لنقلها وإغلاقها.
فى النهاية باختصار، استبدال القبح بالجمال هو دعوة دائمة لتحسين العالم من حولنا وداخلنا، سواء على المستوى المادي أو المعنوي، وتحويل السلبية إلى إيجابية والخلق من العدم.