الشيخ خالد الجندي: استروا عوراتكم تأمنوا غضب ربكم

قال الشيخ خالد الجندي عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، إن الدلالة الأولى في قصة آدم وحواء بعد نزولهما من الجنة كانت مرتبطة بستر العورة، موضحًا أن الرمزية هنا عميقة؛ فبعد أن عصيا ربهما وانكشفت سوءاتهما، جاء التحذير الإلهي للبشر كافة بألا يكرروا ما فعله أبواهم. واستشهد بقوله تعالى: "يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسًا يواري سوءاتكم وريشًا ولباس التقوى ذلك خير".

تحذير صريح من الشيطان ورفع الحياء

وأضاف الشيخ خالد الجندي عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، خلال حلقة اليوم من برنامج لعلهم يفقهون، والذى يذاع على فضائية DMC، أن الله عز وجل حذّر بني آدم من فتنة الشيطان، مؤكدًا أن العقوبة التي لحقت بآدم وحواء كانت "رفع الحياء"، لقوله تعالى: "يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوءاتهما"، ليُذكر الله البشر بأن الحياء والستر خط دفاع أول أمام غواية الشيطان.

قضية الملبس في موضع مقدس

وأشار الشيخ خالد الجندي عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، إلى أن السياق القرآني كرّر الرسالة نفسها بعد عدة آيات، إذ قال تعالى: "يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد"، لافتًا إلى أن الآية تؤكد أن قضية اللباس والستر ليست مجرد مظهر، بل عبادة وأدب مع الله.

قصة ابني آدم.. والغراب الذي علّم الستر قبل الدفن

وتابع الشيخ خالد الجندي عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، موضحًا أن رمزية الستر ظهرت مجددًا في قصة ابني آدم في سورة المائدة، حيث قُتل أحدهما الآخر، فبعث الله غرابًا ليُعلِّم القاتل كيف يستر سوءة أخيه. وقال: إن الله لم يقل "جثة أخيه" أو "جسد أخيه"، بل قال: "سوءة أخيه"، مما يؤكد أن الدرس هو ستر العورة قبل تعلم الدفن أو أي شيء آخر.

رسالة القصة: الحياء شعبة من الإيمان

وأكد الشيخ خالد الجندي عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، أن القاتل ندِم وقال: "يا ويلتا أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوءة أخي"، موضحًا أن ختام القصة يرسخ الدرس الأكبر: الحياء والستر، فهما سبب لرضا الله، مضيفًا: "استروا عوراتكم تأمنوا غضب ربكم، الحياء شعبة من الإيمان، وإن لم تستح فاصنع ما شئت".