احتفلت إسبانيا بمرور 50 عاما على رحيل الديكتاتور الإسبانى فرانسيسكو فرانكو ، حيث في 20 نوفمبر 1975، أعلن رئيس الحكومة الإسبانية آنذاك كارلوس أرياس نافارو، بصوت مرتجف أصبح جزءًا من ذاكرة البلاد: أيها الإسبان… لقد مات فرانكو، كان الديكتاتور البالغ من العمر 83 عامًا يعيش أيامه الأخيرة في مستشفى لا باز بمدريد، بعد أن حكم البلاد بلا منازع منذ نهاية الحرب الأهلية عام 1939، وقاد أحد أكثر الأنظمة قمعًا في أوروبا القرن العشرين.
وأشارت صحيفة 20 مينوتوس الإسبانية إلى أنه رغم مرور نصف قرن على رحيله، ما تزال 4,500 مقبرة جماعية في إسبانيا دون نبش، تضم آلاف ضحايا نظامه. لكن الأكثر إثارة للقلق هو أن أكثر من 20% من الشباب الإسبان ينظرون اليوم بإيجابية إلى حكمه الشمولي، وفق أحدث استطلاعات مركز الدراسات الاجتماعية (CIS).
فرحة وحزن… وبداية التحوّل
تلقى جزء كبير من الإسبان خبر وفاته بفرح عارم، فيما استقبلته فئات أخرى بحزن بسبب الخوف من المجهول الذي سيأتي بعد سقوط النظام. ولكن موته مهّد لمرحلة جديدة: الانتقال الديمقراطي، وعودة الحريات، وفتح باب الاعتراف بالمنفيين والمضطهدين.
كان فرانكو قد عين الملك خوان كارلوس الأول خلفًا له لضمان بقاء الملكية، لتبدأ بعدها رحلة طويلة انتهت بقيام ملكية برلمانية وتعاقب سبعة رؤساء حكومة وملكين، آخرهم الملك فيليبي السادس.
شباب يدافعون عن ديكتاتور ميت
على الرغم من إرثه الدموي، ما تزال مجموعات هامشية مثل الفالانخي تدافع عن فرانكو. واللافت أن 17% من الشباب يرون أن الديمقراطية الحالية أسوأ من الديكتاتورية الفرنكوية.
حملة حكومية لمنع النوستالجيا الفاشية
ولتدارك انتشار خطاب تمجيد الحكم الشمولي، أطلقت الحكومة عبر وزير الذاكرة الديمقراطية أنخيل فيكتور توريس سلسلة أنشطة توعوية تستهدف الشباب الذين لم يعيشوا تلك الحقبة، قائلاً:الخطر الحقيقي هو تربية الأجيال على قبول الفكر التوتاليتاري. نريد أن يفهموا معنى الحرية ومعنى فقدانها.
فجوة الذاكرة… آلاف الأسر تبحث عن ذويها
لا تزال المقابر الجماعية جرحًا مفتوحًا في ذاكرة الإسبان، إذ تم العثور على 6,000 مقبرة منذ نهاية الحرب، لكن لم يُفتح منها سوى 1,500.
ويؤكد إيميليو سيلفا، من جمعية استعادة الذاكرة التاريخية، أن منظمته تمكنت خلال 25 عامًا من استخراج رفات 1,700من ضحايا القمع، لكن الآلاف ما زالوا تحت التراب بلا اسم.