إسلام الكتاتني: الإخوان تستغل مناخ الحريات بفرنسا لتتمكن اجتماعيا

أوضح إسلام الكتاتني، الخبير في حركات الإسلام السياسي، أن ظاهرة انتشار جماعة الإخوان والجماعات الدينية المتطرفة في فرنسا وأوروبا بشكل عام هي نتاج عقود طويلة من العمل المنظم، مشيرا إلى أن هذه الجماعات تأسست وترسخت عبر أربعة أجيال من المهاجرين المسلمين منذ منتصف الخمسينيات، مستغلةً هذه الفترة الطويلة لتمديد نفوذها الفكري داخل الجاليات العربية والمسلمة، التي تشكل حوالي 10% من سكان فرنسا، مما يجعل الإسلام الديانة الثانية في البلاد.

التمكين المجتمعي كستار للتمدد

فسر إسلام الكتاتني، الخبير في حركات الإسلام السياسي، خلال مداخلة لقناة إكسترا نيوز، أن هذه الجماعات تستغل مناخ الحريات والقوانين في فرنسا لتنفيذ استراتيجية "التمكين المجتمعي"، التي تعتمد على التسلل والتغلغل داخل المجتمع من خلال أنشطة المجتمع المدني، فهم يقومون بإنشاء المدارس والأندية والمساجد ومنظمات المجتمع المدني، ومن خلالها يقدمون خدمات للجماهير كوسيلة لاختراق المجتمع الفرنسي ونشر أفكارهم.

قلق فرنسي متزايد وإجراءات غير كافية

أشار إسلام الكتاتني، الخبير في حركات الإسلام السياسي إلى أن هذا التمدد أثار قلقًا متزايدًا لدى المفكرين والمتخصصين في فرنسا، مستشهدًا بتقرير معهد "إيفوب" الذي أظهر أن 70% من الفرنسيين قلقون من انتشار هذه الظاهرة.

وأكد على ضرورة التفريق بين الإسلام كديانة، والذي تُكفل حريته، وبين الإسلام السياسي الذي تمثله هذه الجماعات، محذرا من أن الإجراءات التي تتخذها الحكومة الفرنسية حاليًا، مثل ضبط الخطاب الديني، قد لا تكون كافية، وأن الحل يكمن في حظر هذه الجماعات بشكل كامل وتضييق الخناق على أنشطتها بالكلية، كما حدث في ولاية تكساس الأمريكية.

الإسلاموفوبيا واليمين المتطرف.. تغذية متبادلة

لفت إسلام الكتاتني، الخبير في حركات الإسلام السياسي الانتباه إلى أن هذه الجماعات تستغل خطاب الإسلاموفوبيا وادعاء وجود حرب على الإسلام لتبرير أنشطتها، في حين أن صعود اليمين المتطرف في أوروبا يتغذى هو الآخر على وجود هذه التيارات المتطرفة، مؤكدا أن كلا الطرفين يخدمان أجندة بعضهما البعض، مما يخلق حالة من الاستقطاب تضر بالمجتمع الفرنسي الذي من حقه الحفاظ على هويته العلمانية وثقافته في مواجهة فكر "أسلمة المجتمع" الذي تروج له هذه الجماعات.