هل سيناريو العراق 2003 يتجدد فى الكاريبى؟.. فنزويلا تتهم الولايات المتحدة بتبرير حربها المحتملة بأكاذيب غزو العراق.. ترامب يهدد باللجوء للقوة وواشنطن تواصل حشدها العسكرى.. 3 سيناريوهات أمام الرئيس الأمريكى

الأربعاء، 19 نوفمبر 2025 02:00 ص
هل سيناريو العراق 2003 يتجدد فى الكاريبى؟.. فنزويلا تتهم الولايات المتحدة بتبرير حربها المحتملة بأكاذيب غزو العراق..  ترامب يهدد باللجوء للقوة وواشنطن تواصل حشدها العسكرى.. 3 سيناريوهات أمام الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ونيكولاس مادورو

فاطمة شوقى

تتصاعد المخاوف الدولية والإقليمية من مواجهة وشيكة فى منطقة الكاريبى، حيث تتهم الحكومة الفنزويلية بقيادة نيكولاس مادورو الولايات المتحدة بالسعى لخلق ذرائع كاذبة لشن عمل عسكرى محتمل، مستخدمة أكاذيب شبيهة بتلك التى استُخدمت لغزو العراق عام 2003، يأتى هذا التحذير فى وقت تواصل فيه إدارة الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب حشدها العسكرى غير المسبوق فى المنطقة، ما يثير تساؤلات جدية حول مدى تشابه الوضع مع مرحلة ما قبل حرب الخليج الثانية.

 

الضغط العسكرى المتصاعد والتهم المتبادلة

تبنت إدارة ترامب استراتيجية الضغط الأقصى على كاراكاس، متخذةً خطوات تصعيدية مزدوجة تجمع بين التهديد العلنى وتكثيف الحصار.


الحشد الأمريكى الأكبر: وصلت حاملة الطائرات النووية يو إس إس جيرالد فورد، أحدث وأكبر منصة قتالية بحرية، إلى المنطقة للمشاركة فى تدريبات، مما رفع عدد الجنود الأمريكيين المنتشرين إلى نحو 15 ألف عسكري. وتتم هذه العمليات تحت مظلة عملية رمح الجنوب (Lanza del Sur) المعلنة لمكافحة المخدرات.


تهمة المخدرات كذريعة: يتهم مادورو واشنطن باستخدام تهمة مكافحة المخدرات كذريعة لتغيير النظام والسيطرة على النفط الفنزويلى، مؤكدًا أن التاريخ سيثبت كذب هذه المزاعم كما حدث مع مبررات حرب العراق.


تصنيف إرهابي: تخطط الخارجية الأمريكية لتصنيف أحد الكارتلات الفنزويلية، التى تربطها بمادورو، كـ منظمة إرهابية أجنبية، فى خطوة تمهد لمزيد من الإجراءات العقابية والتدخلات.

التناقض بين الحوار والتهديد المزدوج

يبرز التناقض بشكل حاد فى تصريحات ترامب الذى أعلن عن إمكانية الحوار مع مادورو فى وقت ما، وهو ما رحب به الرئيس الفنزويلى مشترطًا أن يكون اللقاء "وجهًا لوجه، إلا أن هذا التفاؤل الحذر خيمت عليه التهديدات الصارخة:
عدم استبعاد القوة: أكد ترامب أنه لا يستبعد أى شيء، بما فى ذلك إرسال قوات على الأرض فى فنزويلا، مستخدمًا لغة قاسية واتهامات غير مدعومة بأدلة حول قيام مادورو بإرسال مجرمين ومهاجرين إلى الولايات المتحدة.


تهديد المكسيك: امتدت التهديدات لتشمل المكسيك، حيث صرح ترامب بأنه مستعد لتفويض شن هجمات عسكرية أمريكية داخل الأراضى المكسيكية ضد كارتلات المخدرات، فى خطوة تشير إلى تطبيع الضربات العابرة للحدود بذريعة "الحرب على المخدرات".

 

مادورو يتهم وسائل التواصل بالحرب النفسية

واتهم الرئيس مادورو وسائل التواصل الاجتماعى بالمشاركة فى الحرب النفسية ضد فنزويلا، مؤكدًا أن الولايات المتحدة تسعى لتبرير أى عمل عسكرى محتمل بأكاذيب مشابهة لتلك التى سبقت حرب العراق عام 2003. وقال مادورو:لا ننتظر عقودًا حتى تظهر الوثائق التى تكشف أن مزاعم مكافحة المخدرات كانت كاذبة، وفى الوقت نفسه، عزز الجيش الفنزويلى مستوى التأهب العسكرى عبر تدريبات وطنية على نطاق واسع.

 

انقسام المعارضة حول التحركات الأمريكية

تظل المعارضة الفنزويلية منقسمة حول أى تحرك أمريكى يتجاوز غرق قوارب المخدرات المفترضة. أبرز المؤيدين للبيت الأبيض من المعارضة، الحائزة على جائزة نوبل للسلام ماريا كورينا ماتشادو، توقعت ساعات حاسمة، بينما أكد إدموندو جونزاليس أورتويا على اعترافه بالفوز فى انتخابات يوليو 2024، مشيرًا إلى أن الدفاع عن حقوق الشعب لا يمكن أن يتعارض مع التضامن الدولي

 

3 سيناريوهات أمام الرئيس الأمريكى

1- ضربات الموجهة ضد تجار المخدرات

الفعالية المحتملة: يمكن لهذه الضربات أن تكون فعالة فى تفكيك بعض المدرجات والمرافق التى يستخدمها المهربون داخل فنزويلا.


التحدى الأكبر: يشير التحليل إلى أن هذا الخيار لن يعالج جوهر المشكلة، حيث أن معظم المخدرات تأتى من كولومبيا المجاورة، وتجار المخدرات لديهم "قدرة مذهلة على التكيف" مع الضربات وإعادة تشغيل عملياتهم. طالما أن الأرباح هائلة والطلب مرتفع فى السوق الأمريكى، سيكون من الصعب تفكيك هذه الشبكات بشكل دائم.

 

2- الضربات المُستهدفة لتفكيك نظام مادورو

الهدف: استخدام ضربات مستهدفة ضد أصول حكومة نيكولاس مادورو، خاصة ضد الأصول العسكرية، بهدف تفكيك سلطته.


التجربة السابقة: تم اختبار هذا النهج بالفعل فى عام 2019 عندما دعمت الولايات المتحدة احتجاجات واسعة ومحاولة تمرد قادها زعيم المعارضة خوان غوايدو. ومع ذلك، فشلت تلك المحاولات فى إزاحة مادورو، الذى خرج من الأزمة بسلام. هذا يقلل من احتمالية نجاح تكرار هذا الخيار دون تغيير فى الاستراتيجية.

 

3- الغزو البرى (الخيار الأكثر استبعادًا)

المخاطر والقيود: يعتبر هذا الخيار هو الأكثر استبعادًا. فالولايات المتحدة ببساطة لا تملك الموارد العسكرية الكافية المنتشرة فى المنطقة لتنفيذ عملية غزو برى واسعة النطاق.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب