الدئيب وادى منخفض جنوب صحراء البحر الأحمر.. لوحة خضراء مع حلول الشتاء بفضل السيول.. تسكنه الحيوانات البرية وظهر به الضبع المرقب النادر.. ارتباط السكان بالرعى يكشف سر خصوبته.. والعشار أشهر نباتاته الطبية.. صور

الثلاثاء، 18 نوفمبر 2025 04:00 ص
الدئيب وادى منخفض جنوب صحراء البحر الأحمر.. لوحة خضراء مع حلول الشتاء بفضل السيول.. تسكنه الحيوانات البرية وظهر به الضبع المرقب النادر.. ارتباط السكان بالرعى يكشف سر خصوبته.. والعشار أشهر نباتاته الطبية.. صور الدئيب أكثر الأودية خصوبة

البحر الأحمر - عماد عرفة

 

تتغير ملامح الصحراء الشرقية بشكل جذري مع بداية فصل الشتاء، حيث تعود الحياة إلى العديد من الأودية الجبلية بعد شهور طويلة من الجفاف، وتتحول مساحات شاسعة من الأراضي الجرداء إلى ما يشبه المزارع الخضراء والحدائق الطبيعية، خاصة داخل نطاق المحميات البيئية، ويعد وادي الدئيب واحدًا من أبرز هذه المواقع التي تعكس جمال الطبيعة فى جنوب البحر الأحمر، كونه أكبر الأودية الجبلية وأكثرها خصوبة وتميزًا.

 

موقع فريد داخل قلب الصحراء

يقع وادي الدئيب جنوب غرب مدينة شلاتين بنحو 150 كيلومترًا، داخل عمق الصحراء الشرقية، ويصنف كأطول وأوسع الأودية الجبلية في المنطقة، ويمثل أحد أهم أجزاء محمية علبة الطبيعية، وتتميز المنطقة بتنوع مناظرها وتعدد أنظمتها البيئية، ما يجعلها وجهة مفضلة للباحثين والمهتمين بالحياة البرية.

 

السيول والأمطار.. سر الخصوبة وجمال الوادي

كشف على أدم سعد الله أحد أبناء قبيلة العبابدة، إن الخصوبة الاستثنائية للوادي تعود إلى مرور السيول به بشكل متكرر، ما يجعل تربته من أغنى الأراضي الجبلية في الصحراء الشرقية، موضحا أن مع قرب حلول هطول الأمطار وكذلك سقوط السيول ينتظر الاهالى ليكتسى  الوادى بالأخضر، وذلك بعد تجمع المياه داخل مجرى الوادي والتى تعمل على تغذية التربة، فينمو الغطاء النباتي بشكل واضح وسريع ويصبح مصدرًا مهمًا لغذاء السكان وحيواناتهم.

 

الزراعة بين أيدي البشارية والعبابدة

يعتمد سكان المنطقة من قبيلتي البشارية والعبابدة على زراعة أراضي الوادي فى التوقيت الحالى مع اقتراب موسم الأمطار، ويبدأون في تجهيزها خلال هذه الفترة، ومن أبرز المحاصيل التي يزرعونها البطيخ والقمح، حيث تسهم مياه السيول في منح الأراضي خصوبة لا مثيل لها، ما يجعل المحاصيل أكثر جودة وقدرة على تحمل الظروف الصحراوية.

 

حياة بدوية قائمة على التنقل والرعي

وتقطن عدة أسر بدوية وادي الدئيب، حيث ينشئ السكان بيوتًا بسيطة من أخشاب الأشجار وأغصانها، وتكون مأوى لهم خلال فصل الشتاء، ومع تحسن ظروف الرعي في المناطق المجاورة، ينتقلون مع مواشيهم طوال الموسم، ثم يعودون إلى الوادي في الصيف للاعتماد على بئر المياه المعروف باسم “بئر الدئيب”.

 

أحد أنهار مصر الجافة ذات الأهمية البيئية

يمثل الوادي أحد أكبر أحواض تجمع السيول في المنطقة، ويُعد من أكبر أنهار مصر الجافة، إذ يحتوي باطنه على كميات كبيرة من المياه الجوفية الناتجة عن الأمطار المتراكمة، وتنتشر على ضفافه أشجار جبلية مختلفة تخلق بيئة غنية ومتنوعة يعتمد عليها السكان في الغذاء والمأوى واستخدامات الحياة اليومية.

 

معنى اسم الوادي ونباتاته المميزة

كلمة الدئيب في لغة قبائل البجا تعني المنخفض الكبير عن سطح الأرض، وهو وصف دقيق لطبيعته التي تتجمع فيها مياه الأمطار، ومن بين أشهر نباتاته العشار، الذي رغم سميته، يُستخدم في الطب الشعبي لعلاج بعض الأمراض مثل البواسير، وفق ما يؤكده باحثو البيئة في محمية علبة.

 

رصد ظهور الضبع المرقب لأول مرة

في يونيو الماضي، تم رصد ظهور الضبع المرقب داخل الوادي لأول مرة في تاريخ منطقة حلايب وشلاتين، ويعد ظهوره مؤشرًا قويًا على التنوع البيولوجي الكبير الذي يتمتع به وادي الدئيب، وقدرته على جذب الكائنات البرية النادرة بفضل استعادة بيئته الطبيعية بشكل مستمر.

الدئيب أكثر الأودية خصوبة
الدئيب أكثر الأودية خصوبة
سمى بذلك الاسم لانخفاضه عن مستوى الارض
سمى بذلك الاسم لانخفاضه عن مستوى الارض
 
 
وادى الرئيب بمحمية جبل علبه
وادى الرئيب بمحمية جبل علبه

 




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب