تتواصل أعمال قمة المناخ COP30 في مدينة بيلِم البرازيلية وسط أجواء تجمع بين التفاؤل والقلق، حيث أصبحت الغابات المطيرة — ولاسيما الأمازون — محوراً مركزياً للنقاش الدولي حول مستقبل المناخ العالمي. القمة، التي تُعقد على أرض واحدة من أكبر الرئات البيئية للكوكب، تشهد زخماً سياسياً وإعلامياً غير مسبوق، لكنّها في الوقت ذاته تكشف الكثير من التوترات بين طموحات الدول ومصالح الصناعات الكبرى.
المشاركة فى التزام جديد لمكافخة التضليل المناخى
وأشارت صحيفة انفوباى الأرجنتينية إلى أن أبرز ملامح القمة هذا العام هو اعتماد الدول المشاركة التزاماً جديداً لمكافحة التضليل المناخي، في خطوة تُعدّ الأولى من نوعها داخل مؤتمرات المناخ. هذا الملف اكتسب أهمية بعدما اتهمت جهات دولية جماعات مصالح بعرقلة التحول الأخضر عبر حملات منظّمة تُشكّك في العلم المناخي وتُضعف ثقة الشعوب في القرارات البيئية.
في الوقت نفسه، أشارت تقارير مستقلة إلى أنّ لوبيات الوقود الأحفوري باتت الأكثر حضوراً داخل القمة، إذ تجاوز عدد ممثليها وفود غالبية الدول المشاركة، وهو ما أثار انتقادات واسعة واعتبره خبراء “تهديداً مباشراً لجدّية المفاوضات.
الضغوط على الاتحاد الأوروبى
وعلى صعيد الحضور الدولي، يبرز غياب القادة الكبار من الدول الأكثر تلويثاً للبيئة — مثل الصين والولايات المتحدة والهند — ما يزيد الضغوط على الاتحاد الأوروبي ليضطلع بدور أكبر. ورغم إعلان أوروبا التزامها بالقيادة المناخية، تتصاعد شكوك حول امتلاكها الإرادة السياسية الكافية، خصوصاً بعد تسريبات عن توافق داخلي أوروبي على تخفيف بعض الأهداف البيئية بدلاً من تعزيزها.
احتجاجات شعوب السكان الأصليين
القمة شهدت أيضاً احتجاجات لشعوب السكان الأصليين أمام المقر الرئيسي للمؤتمر، اعتراضاً على سياسات يرون أنها تُقصيهم من إدارة موارد الغابات وتفاقم التهديدات على أراضيهم. هذه الاحتجاجات تسلط الضوء على البعد الإنساني والحقوقي داخل ملف المناخ، وتؤكد أن التحديات لا تقتصر على انبعاثات الكربون فحسب، بل تشمل العدالة البيئية ودعم المجتمعات الأكثر تضرراً.
وبين تضارب المصالح الدولية، وتزايد التحذيرات من فقدان السيطرة على الاحترار العالمي، ورمزية المكان باعتباره قلب الأمازون، تبدو COP30 لحظة حاسمة: إمّا تعزيز التحرك العالمي نحو بيئة آمنة، أو استمرار دوامة الوعود غير المنفّذة التي تهدد مستقبل الكوكب.