كشف تقرير مصور لقناة "القاهرة الإخبارية" عن الأزمة الإنسانية الصامتة التي يعيشها سكان "الجزر العائمة" (المعروفة محليًا باسم "تشار") في شمال بنجلاديش، حيث يواجه الملايين تهديدًا مستمرًا بفقدان منازلهم وأراضيهم بسبب انجراف ضفاف الأنهار، وهي ظاهرة فاقمها تغير المناخ بشكل كبير.
يسلط التقرير الضوء على الحياة اليومية للمزارعين على ضفاف نهر "براهمابوترا"، الذين يضطرون إلى تفكيك منازلهم وإعادة بنائها عدة مرات في العام الواحد. وتُظهر المشاهد المؤثرة العائلات وهي تنقل ما تبقى من ممتلكاتها على قوارب صغيرة، للبحث عن مأوى جديد على جزر طينية حديثة التكوّن وغير مستقرة، بعد أن ابتلع النهر أراضيهم الزراعية التي كانت مصدر رزقهم الوحيد.
وينقل التقرير شهادات حية للسكان المحليين، حيث وصف أحد المزارعين عملية الانتقال المستمر بأنها "أصبحت جزءًا من مهنتنا اليومية"، مشيرًا إلى أن هذا المصير الموروث عن الأجداد يزداد سوءًا. فيما عبر آخر عن حجم المأساة قائلًا: "حتى قبور أجدادنا جرفها النهر، لم نعد نملك حتى موطنًا نهائيًا لراحتهم الأخيرة".
علميًا، يوضح التقرير أن هذه الظاهرة ناتجة عن عاملين رئيسيين: الكميات الهائلة من الرواسب التي تحملها الأنهار من جبال الهيمالايا، والطبيعة المسطحة والضحلة لمجرى النهر في بنجلاديش. ووفقًا لخبراء، فإن تغير المناخ يلعب دورًا حاسمًا في تسريع هذه العملية من خلال تغيير أنماط هطول الأمطار وزيادة تدفق المياه، مما يؤدي إلى تآكل الضفاف بشكل أسرع.
ويخلص التقرير إلى أن تجربة بنجلاديش تمثل تحذيرًا صارخًا للعالم أجمع، خاصة مع اقتراب مؤتمر المناخ COP30. فعلى الرغم من الجهود المحلية التي تبذلها بنجلاديش للتكيف، مثل بناء السدود وتحسين أنظمة الإنذار المبكر بالفيضانات، إلا أن هذه الخطوات تظل محدودة الأثر دون دعم دولي كافٍ وتمويل مناخي عادل لحماية أرواح الملايين العالقة بين الماء والطمي.