افتتح قداسة البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، صباح اليوم الثلاثاء، فعاليات المؤتمر السنوى لمجمع كهنة كنائس منطقة "الأرشيديوسس" (شمالي كاليفورنيا والساحل الغربي للولايات المتحدة الأمريكية).
ويُعقد المؤتمر في مركز لوجوس الثقافي بدير القديس الأنبا بيشوي العامر بوادي النطرون، ويأتي ضمن حرص الكنيسة القبطية الأرثوذكسية على تعميق الروابط الروحية والإدارية بين المقر البابوي وخدمة الكهنة في بلاد المهجر.
"الأرشيديوسس": ربط الكنيسة الأم بخدمة المهجر
يُعد مؤتمر كهنة الأرشيديوسس من أهم اللقاءات الدورية التي تعقدها الكنيسة لخدمة مناطق الانتشار القبطي في الغرب، وتُشرف منطقة الأرشيديوسس على كنائس حيوية تخدم أعداداً متزايدة من الأقباط في ولايات الساحل الغربي للولايات المتحدة، وتؤدي دوراً محورياً في الحفاظ على الهوية الروحية والثقافية للمصريين المقيمين هناك، وقد أكد الحضور أهمية المؤتمر كفرصة لتبادل الخبرات وتوحيد الرؤى الخدمية تحت مظلة المقر البابوي.
البابا يقدم محاضرة بعنوان "قلوب كاملة نحو الرب"
ركزت المحاضرة الافتتاحية لقداسة البابا تواضروس الثاني على أهمية الخدمة الرعوية المستنيرة والقلب الكامل المتجه نحو الله. وجعل قداسته الآية الكتابية: "لأَنَّ عَيْنَيِ الرَّبِّ تَجُولاَنِ فِي كُلِّ الأَرْضِ لِيَتَشَدَّدَ مَعَ الَّذِينَ قُلُوبُهُمْ كَامِلَةٌ نَحْوَهُ" (٢أخ ١٦: ٩)، موضوعاً رئيسياً للقاء، مُشدداً على أن القلب المستعد والكامل هو أساس كل نجاح في العمل الكهنوتي.
لقاء أبوي مفتوح يسوده المحبة
عقب المحاضرة، تحول اللقاء إلى جلسة حوارية أبوية مفتوحة، حيث استمع قداسة البابا إلى أسئلة الآباء الكهنة واستفساراتهم حول التحديات الرعوية والإدارية التي تواجههم في الخدمة بأمريكا. وتميز اللقاء، الذي شارك فيه عدد كبير من كهنة الأرشيديوسس، بجو من المحبة الصادقة والشفافية، ما يعكس حرص قداسة البابا على المتابعة الدقيقة لشؤون الكنيسة في المهجر وتوفير الدعم الروحي والرعوي اللازم للآباء. ومن المقرر أن تستمر فعاليات المؤتمر لعدة أيام قادمة بمشاركة أساقفة وكهنة المنطقة.