أشادت الصحف العالمية من الأرجنتينية إلى الإسبانية والإيطالية بافتتاح المتحف المصري الكبير في الجيزة، مشيرة إلى أهميته الكبيرة في إعادة تعريف فهم العالم للحضارة الفرعونية. هذا الصرح الثقافي، الذي يعد أحد أكبر المشاريع المتحفية في العالم، يقع بالقرب من أهرامات الجيزة، ما يجعله نقطة جذب تاريخية وثقافية لا مثيل لها. يمتد المتحف على مساحة 50 هكتارًا ويضم أكثر من 50,000 قطعة أثرية تمثل شتى جوانب التاريخ المصري القديم، من المقتنيات الملكية إلى الأدوات اليومية التي كان يستخدمها الفراعنة.
الآثار المصرية: نافذة جديدة على التراث الحضاري
سلطت صحيفة "كلارين" الأرجنتينية الضوء على أهمية المتحف، الذي سيصبح مركزًا ثقافيًا عالميًا، ليس فقط للآثار، بل أيضًا للمساهمة في تعزيز دور مصر في الحفاظ على التراث الثقافي العالمي. في هذا السياق، ركزت الصحيفة على القطع الأثرية التي سيتم عرضها في المتحف، مثل حجر رشيد الشهير ورأس نفرتيتي، إلى جانب العديد من القطع الأخرى التي تمثل الحضارة المصرية بكل جوانبها. أما صحيفة "إنفوباى" الأرجنتينية، فقد أكدت أن المتحف يمثل فرصة ذهبية لاستعادة القطع الأثرية التي تم نقلها إلى دول أخرى في فترات سابقة، مثل تلك التي استعادت مصر من الولايات المتحدة وألمانيا.
وأضافت صحيفة "لا ناثيون" الأرجنتينية أن المتحف ليس مجرد معرض للآثار بل هو تجسيد لمصر الحديثة، التي تسعى إلى تعزيز مكانتها العالمية عبر الحفاظ على إرثها الثقافي. يعكس هذا المشروع الطموح الرغبة في جعل مصر وجهة ثقافية عالمية، مما يعزز فهم العالم لعمق تاريخ هذه الحضارة العريقة.
استعادة الكنوز: من المتحف المصري الكبير إلى المعارض الدولية
تُعتبر الآثار المصرية، بما تحتويه من قطع نادرة وتاريخ عريق، كنوزًا تجذب اهتمام العالم. هذا الاهتمام الدولي ترجم إلى معارض حول العالم، أبرزها في روما حيث يتم عرض 130 قطعة أثرية مدهشة في "سكوديري دي كويرينالي". الصحيفة الإيطالية "آرتي بون" تناولت أهمية هذا المعرض الذي يضم مجموعة مختارة من التحف الفنية التي تجسد روعة الحضارة المصرية القديمة، بما في ذلك الذهب المقدس والتماثيل الملكية، فضلاً عن الأدوات الجنائزية.
المعرض في روما ليس مجرد فرصة للتعرف على التاريخ المصري، بل هو أيضًا منصة تعكس التعاون الثقافي بين مصر وإيطاليا، مما يساهم في تعزيز العلاقات بين البلدين من خلال الفن والثقافة. ويعد هذا المعرض جزءًا من جهود موسعة لتعزيز التعاون العلمي والثقافي بين مصر والدول الأوروبية.
التكنولوجيا: قلب الابتكار في المتحف المصري الكبير
فيما قالت صحيفة برينسا ليبرى الإسبانية حول التقنيات المستخدمة في المتحف المصري الكبير، فقد أحدث الافتتاح ضجة عالمية بسبب استخدام تكنولوجيا مبتكرة بشكل غير مسبوق. الصحف الإسبانية أكدت أن المتحف أصبح مركزًا للابتكار التكنولوجي، حيث تم دمج تقنيات مثل الفن الرقمي، التصوير ثلاثي الأبعاد، والطائرات المسيرة (الدرونز)، إضافة إلى تأثيرات الإضاءة المتطورة. وذكرت الصحيفة أن هذه التقنيات أضافت بعدًا جديدًا في كيفية عرض تاريخ مصر القديم بطريقة تفاعلية وغامرة.
من خلال هذه التقنيات، يمكن للزوار الاستمتاع بعروض مبهرة، مثل الإسقاطات المعبأة التي تغطي واجهات المتحف، والتي تخلق تأثيرًا بصريًا فريدًا يمزج بين الماضي والحاضر. كما يمكنهم مشاهدة الطائرات المسيرة التي تضيء سماء الجيزة بأشكال رمزية للآلهة المصرية والأهرامات. باستخدام هذه التكنولوجيا المتقدمة، يقدم المتحف تجربة استثنائية تتيح للزوار التفاعل مع القطع الأثرية بطريقة غير تقليدية.
إعادة إحياء التراث الثقافي: رسالة من مصر إلى العالم
يعد افتتاح المتحف المصري الكبير خطوة مهمة في إطار سعي مصر لاستعادة مكانتها العالمية كمركز ثقافي وحضاري. هذا المشروع ليس مجرد استعراض لآثار الماضي، بل هو أيضًا تجسيد لإرادة مصر الحديثة في استخدام أحدث التقنيات لتعزيز فهم العالم لحضارتها العريقة. من خلال المعارض العالمية التي تعرض فيها الآثار المصرية، بالإضافة إلى التقنيات المبتكرة في المتحف، تعكس مصر عزمها على استعادة تراثها الثقافي وتحقيق مكانة عالمية رائدة في المجال الثقافي.
من حجر رشيد إلى رأس نفرتيتي، ومن المتحف المصري الكبير في الجيزة إلى المعارض الدولية مثل المعرض في روما، تشهد مصر على قدرتها على الجمع بين الحفاظ على تراثها الثقافي واستخدام التكنولوجيا الحديثة لتقديمه للعالم بطريقة مبتكرة.