أحمد العامرى: مصر فى قلب حاكم الشارقة ووجدان العرب.. ومشاركة 200 دور نشر مصرية بمعرض الشارقة للكتاب.. نحن نؤمن أن من بين زوار المعرض يولد كتاب المستقبل.. والمتحف المصري الكبير فخر العرب

الإثنين، 10 نوفمبر 2025 07:00 م
أحمد العامرى: مصر فى قلب حاكم الشارقة ووجدان العرب.. ومشاركة 200 دور نشر مصرية بمعرض الشارقة للكتاب.. نحن نؤمن أن من بين زوار المعرض يولد كتاب المستقبل.. والمتحف المصري الكبير فخر العرب أحمد العامرى

حاوره من الشارقة أحمد منصور

في قلب الشارقة، وبين أروقة تتنفس بالكتب وتضج بالحكايات، يعيش زوار الدورة الـ44 من معرض الشارقة الدولي للكتاب تجربة ثقافية تفيض بالحياة، من أجنحة تكتظ بالإصدارات العربية والعالمية، إلى أمسيات فكرية تجمع رموز الأدب والعلم، يتجدد الموعد السنوي مع المعرفة كما أراده الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، أن يكون الكتاب جسراً للإنسان والعالم.

في هذه الدورة التي حملت في طياتها تنوعًا عربيًا ودوليًا لافتًا، كان لـ "اليوم السابع"، هذا الحوار مع أحمد بن ركاض العامري، الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للكتاب، الذي تحدث بشفافية عن المشاركة المصرية، وضيف الشرف اليونان، وحضور العلماء والمبدعين، كما توقف عند رؤيته لمستقبل النشر والذكاء الاصطناعي في عالم الكتاب.. إلى نص الحوار..

 

ــ بداية.. كيف تقيم المشاركة المصرية في الدورة الرابعة والأربعين من معرض الشارقة الدولي للكتاب؟

لمصر مكانة خاصة في قلب الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، كما أن لها مكانة كبيرة في قلوب العرب جميعًا، وفي دولة الإمارات العربية المتحدة بشكل خاص، هذا العام، تعد المشاركة المصرية من أكبر المشاركات بعد دولة الإمارات، إذ تجاوز عدد دور النشر المصرية المشاركة 200 دار نشر، إلى جانب مجموعة كبيرة من الكتاب المصريين الذين يثرون فعاليات المعرض وبرامجه، ومن بين الضيوف البارزين هذا العام الفنان الكبير خالد الصاوي، وعالم الآثار الكبير زاهي حواس، والدكتور وسيم السيسي وغيرهم الكثير، كما أن اختيار الكاتب والأديب محمد سلماوي شخصية العام الثقافية يعكس عمق وثراء التجربة الثقافية المصرية.

 

ــ حضور العلماء والمفكرين المصريين لفت الأنظار في هذه الدورة.. هل كان ذلك مقصودًا بعد افتتاح المتحف المصري الكبير؟

بالتأكيد نحن فخورون جدًا بافتتاح المتحف المصري الكبير وبوجود هذه التحفة الوطنية العظيمة، ولا ننسى أن الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي قام بإعادة مجموعة كبيرة من الآثار التي كانت قد خرجت من بعض الدول إلى مصر، وهي الآن معروضة في المتحف المصري الكبير.

أما فيما يخص المعرض، فقد أولى الفريق التنظيمي هذا العام اهتمامًا خاصًا بالعلماء والكتاب المصريين في هذا المجال، مما أتاح تنوعًا كبيرًا في الآراء وأثرى الجانب المعرفي، وفي اليوم الأخير، سنخصص جناح الكتاب المفتوح الذي يتيح للزوار الاطلاع على مختلف أنواع الآراء والتوجهات، ليكون مصدر إلهام للكتاب والمثقفين والمبدعين، ويحفّز مخيلاتهم على التجديد والإبداع.

 

ــ لنتحدث عن مشاركة الدول الأخرى.. كيف تحققون هذا التنوع العربي والعالمي في المعرض؟

المعرض منصة شاملة لكل الأصوات العربية، كل الدول من موريتانيا إلى الخليج ممثلة في المعرض، يشارك كتابها ودور نشرها ليجعلوا من الشارقة ملتقى عربيًا جامعًا، كما أن من بين المفاجآت المثيرة في هذه الدورة حضور بعض الشخصيات العالمية المهمة، مثل ويلي سميث، مما يضيف بعدًا دوليًا واضحًا على المعرض.

 

ــ لماذا تم اختيار اليونان ضيف شرف هذا العام؟

لدينا علاقة طويلة وممتدة مع اليونان على سبيل المثال، إذا دخلتم إلى ميناء الشارقة فستجدونه بني بواسطة شركة يونانية، والعلاقة بين الإمارات واليونان ليست حديثة، بل تمتد لسنوات طويلة، وهناك العديد من المباني التي صممتها شركات يونانية وتم تنفيذها هنا في الإمارات.

والعلاقة بين اليونان ودول البحر الأبيض المتوسط تمتد أيضًا إلى الأدب والثقافة، فهناك تشابه لغوي ومفردات مشتركة، إضافة إلى التراث الأدبي الغني، واليونان ليست فقط موطن الفلاسفة أو السلطة اليونانية كما يظن البعض، بل هي حضارة وتاريخ طويل.

وأعتقد أن كلًّا من الحضارة العربية والحضارة اليونانية قد ساهمتا في إثراء بعضهما البعض، فلو لم يقم العرب بترجمة الأعمال اليونانية في الماضي، لكانت هذه المعرفة قد ضاعت إلى الأبد، ولما عرف العالم سقراط أو الميثولوجيا اليونانية أو علوم الرياضيات والفلك، لقد لعب العرب دورًا كبيرًا في حفظ هذه الحضارة ونقلها ونشرها.

قبل عامين، كانت الشارقة ضيف الشرف في مدينة سالونيك باليونان، وهناك شاهدنا جمال الأدب اليوناني وعظمته، ونحن نؤمن اليوم أن هذه العلاقة يجب أن تستمر وتنمو، وقد قال نائب الوزير اليوناني إنه سيضمن حضور المزيد من الناشرين من اليونان في العام المقبل، بعدما لاحظوا نمو السوق هنا وأهميته للعالم العربي والأفريقي.

المعرض لا يخدم العالم العربي فقط، بل يشمل أيضًا الناشرين والمؤلفين الأفارقة، وهذا ما يعكس التنوع الفريد الذي يميزه. لن تجدوا مثل هذا التنوع في أي مكان آخر في العالم.

 

ــ ما رؤيتكم المستقبلية للمعرض ولتأثيره في الأجيال القادمة؟

ــ نطمح اليوم أن يكون لكل زائر من زوار معرض الشارقة الدولي للكتاب، صغيرًا كان أم كبيرًا، قصته الخاصة مع الكتاب، أن يكتب هو بنفسه فصلًا جديدًا من علاقته بالقراءة، فنحن نؤمن أن من بين زوار هذا المعرض يولد كتاب المستقبل ومؤلفو الغد وناشرو الأجيال القادمة.

لقد شهد المعرض منذ دوراته الأولى ولادة عدد كبير من الكتاب الإماراتيين الذين أصبحوا اليوم جزءًا من المشهد الثقافي وصناعة النشر في الدولة. ومن خلال كل شعار نختاره، نسعى لأن يكون انعكاسًا لرسالة الإمارات والشارقة إلى العالم رسالة حب للكتاب، وإيمان بالقراءة، وثقة بأن الكلمة قادرة على أن تصنع فرقًا.

 

ــ كيف تصفون علاقة الشارقة بالكتاب؟

بين الشارقة والكتاب قصة عشق تمتد لأكثر من مئة عام، منذ تأسيس أولى مكتباتها التي كانت منارات للعلم والمعرفة وأسهمت في تكوين شخصية حاكمها، لقد أنعم الله علينا في دولة الإمارات بقيادة تحب الكتاب وتؤمن بقيمته، قيادة عشقت الأدب والشعر وجعلت الثقافة جزءًا من الهوية الوطنية.

وهذه الألفة مع الكتاب لا تقتصر على الشارقة أو الإمارات فقط، بل تمتد إلى كل العرب، فالعرب بطبيعتهم عشاق للكلمة وصناع للحكايات، وليس غريبًا أن تكون أول آية نزلت في القرآن الكريم هي "اقرأ"، فهي نداء خالد لأمة كتب عليها أن تكون أمة القراءة والمعرفة.

وكل عام، حين يلتقي القراء والكتاب والناشرون في معرض الشارقة الدولي للكتاب، فإنهم يثبتون للعالم أن أمة "اقرأ" لا تزال تقرأ وتكتب وتبدع. وهكذا تستمر القصة بين الشارقة والكتاب، قصة عشق لا تنتهي.

 

ــ لاحظنا هذا العام حضورًا واسعًا من الناشرين من أمريكا اللاتينية.. ماذا يمثل ذلك للمعرض؟

لدينا عدد متزايد من الناشرين من أمريكا اللاتينية يشاركون في المعرض ومؤتمر الناشرين. هذا العام، استقبلنا ممثلين من الأرجنتين والبرازيل وتشيلي وبيرو والمكسيك وكولومبيا وغيرها من الدول.

خلال السنوات الماضية توسعت شراكاتنا مع الناشرين من أمريكا اللاتينية بشكل كبير، ويشارك الكثير منهم في المؤتمر لشراء وبيع حقوق النشر واستكشاف فرص الترجمة والمشاريع المشتركة، كما لدينا دور نشر متخصصة في الأدب اللاتيني والإسباني، مما يساهم في تقديم مؤلفين من تلك المنطقة إلى القراء العرب.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب


الموضوعات المتعلقة