ذكرى اخيتار البابا شنودة الثالث بالقرعة الهيكلية.. نقطة فاصلة فى تاريخ الكنيسة الأرثوذكسية.. قيادة حكيمة استمرت لأكثر من 40 عاما.. مسار تعليمى وروحى طويل ودور وطنى بارز وداعم لقضايا الوطن والأمة

الجمعة، 31 أكتوبر 2025 04:30 م
ذكرى اخيتار البابا شنودة الثالث بالقرعة الهيكلية.. نقطة فاصلة فى تاريخ الكنيسة الأرثوذكسية.. قيادة حكيمة استمرت لأكثر من 40 عاما.. مسار تعليمى وروحى طويل ودور وطنى بارز وداعم لقضايا الوطن والأمة البابا شنوده

كتبت بتول عصام

كان يوم 26 أكتوبر 1971 نقطة فاصلة في تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، حينما تم اختيار ثلاثة مرشحين للجلوس على الكرسى البابوي بعد نياحة البابا كيرلس السادس. من بين هؤلاء الثلاثة كان نظير جيد روفائيل، المعروف فيما بعد بالبابا شنوده الثالث، الذي تميز بخبرته اللاهوتية، ليصبح أحد أبرز الشخصيات الروحية والوطنية في مصر خلال القرن العشرين.

ذكرى اختيار البابا شنودة الثالث بالقرعة الهيكلية

في يوم الأحد الموافق 31 أكتوبر 1971، خاض البابا شنوده الثالث الاختيار النهائي للكرسى البابوي عبر القرعة الهيكلية، وهو طقس فريد يتبع في الكنيسة القبطية لضمان اختيار قديس عادل وملتزم بمبادئ الكنيسة، ويكرس اختياره لقيادة رعية واسعة ومؤسسات دينية وتعليمية تتطلب حكمة وبصيرة. هذا اليوم شكل بداية مرحلة جديدة في تاريخ الكنيسة القبطية، حيث لم يكن الاختيار مجرد منصب، بل مسؤولية عظيمة تجاه شعبه ووطنه.

نشأة البابا شنودة.. بداية عطاء ورحلة مؤثرة

البابا شنوده الثالث وُلد في 3 أغسطس 1923 بقرية سلام بمحافظة أسيوط، وبدأ حياته التعليمية في مدن عدة منها دمنهور والإسكندرية وأسيوط وبنها، قبل أن يُتم دراسته الثانوية بمدرسة الإيمان الثانوية بجزيرة بدران بشبرا مصر. منذ بداياته، تميز بحبه للعلم والتعليم، إذ بدأ خدمته في مدارس التربية الكنسية عام 1939، وواصل دراسته الجامعية في كلية الآداب بجامعة فؤاد الأول، حيث حصل على ليسانس الآداب قسم التاريخ، قبل أن يلتحق بالأكليريكية ويتخرج منها عام 1949، مؤسسًا لمسار طويل في التدريس والخدمة الكنسية.

منذُ الرهبنة عام 1954، بدأ البابا شنوده الثالث حياته الرهبانية التي اتسمت بالتصوف والبحث العلمي، ليصير أمينًا لمكتبة دير السريان ويبدأ حياة الوحدة في 1956. بعد سيامته قسًا عام 1958، ثم أسقفًا للتعليم عام 1962، أسس مشاريع تعليمية وروحية متعددة، شملت مدارس الأحد ومجلة الكرازة، لتكون بداياته الحقيقية في إدارة الشأن الكنسي وتوجيه الرعية.

البابا شنودة بابا الكنيسة.. محطة تاريخية هامة

اختياره للكرسى البابوي لم يكن مجرد محطة تاريخية، بل بداية لعهد دام 40 سنة و4 أشهر و4 أيام، شهدت خلالها الكنيسة القبطية تحديثات وتوسعات في التعليم والخدمة، وإقامة مؤسسات ثقافية وعلمية، وإطلاق قنوات فضائية، وتأسيس إيبارشيات جديدة داخل مصر وخارجها. كما لعب دورًا وطنيًا مميزًا، داعمًا لقضايا الوطن والأمة، ومشاركًا في جهود السلام والمسكونية على الصعيد الدولي.

رحلة البابا شنوده الثالث من ضمن الثلاثة المرشحين إلى اختياره بالقرعة الهيكلية تمثل نموذجًا حيًا لالتزام الكنيسة بالتقاليد الروحية والعدل الإلهي في اختيار قياداتها، وتؤكد أن القيادة ليست مجرد منصب، بل خدمة متواصلة للكنيسة والوطن على حد سواء.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب