بينما يروج الرئيس لولا دا سيلفا للبرازيل كقائدة للعدالة المناخية فى أمريكا اللاتينية، تكشف الممارسات على الأرض عن صراع صارخ بين الخطاب الأخضر والسياسات الفعلية، حيث تواصل الحكومة البرازيلية فتح مساحات جديدة للتنقيب عن النفط والغاز فى قلب الأمازون، واحدة من أكثر المناطق البيئية هشاشة فى العالم، ما يثير تحذيرات بيئية واقتصادية وسياسية على حد سواء.
ومنذ بدء استغلال احتياطات ما قبل عام 2010، تضاعف إنتاج النفط فى البرازيل ليصل إلى أكثر من 1.5 مليار برميل سنويًا، مما يجعلها من أكبر مصدرى النفط عالميًا.
تقرير: البرازيل مسئولة عن 45% من مشاريع النفط بأمريكا اللاتينية
وتشير تقارير معهد أراييارا والمنظمة الألمانية أورجفالد إلى أن البرازيل مسئولة عن نحو 45% من توسع مشاريع النفط والغاز فى أمريكا اللاتينية، بما فى ذلك إنشاء أكثر من 3 آلاف كيلومتر من خطوط الأنابيب لربط مناطق الإنتاج بالموانئ والصناعات الساحلية.
مخاطر بيئية تهدد شواطئ ومياه الأمازون
ويحذر خبراء الطاقة من أن هذه الاندفاعة نحو الوقود الأحفورى تمثل رهانًا خطيرًا على نموذج اقتصادى قديم، خصوصًا فى وقت يسعى العالم للتحول إلى الطاقة النظيفة، وتشمل المخاطر البيئية تسربات نفطية محتملة وتلوث شواطئ ومياه الأمازون الغنية بالتنوع البيولوجى، ما يهدد شعوب الأمازون والمجتمعات الساحلية التي تعتمد على الصيد كمصدر رئيسى للعيش.
وتأتي هذه الخطوة قبل أسابيع من مؤتمر المناخ الدولى COP30 فى مدينة بيلم البرازيلية، ما يجعل القرارات الحكومية تحت مجهر المجتمع الدولي. بينما تواصل البرازيل تأجيل الانتقال الطاقى لصالح عوائد قصيرة المدى، ويرى محللون أن المستقبل البيئي والسياسي للبلاد على المحك.