تحمل مصر العديد من المقومات التي ترفع من مكانتها بين دول العالم، وتعكس مدى جمال حضارتها التاريخية التي تضم ثلث حضارة العالم، والتي تجمع منها مايقرب من 100 ألف قطعة أثرية داخل المتحف المصرى الكبير، ليس مجرد مبنى يضم أثار مصرية، بل هو حلم خرج من أعماق التاريخ.
وينتظر العالم لحظة افتتاحه، ويترقب الجميع رؤية هذا الصرح الثقافي العملاق الذى يروى قصة أعظم حضارة عرفتها البشرية.
يحمل يوم افتتاح المتحف أهمية بالغة؛ لأن مصر ستستقبل رؤساء وقيادات العالم ، حيث سيغير الخريطة السياحية المصرية، ويسهم فى ترسيخ مكانة مصر السياحية في قلب العالم النابض بالتاريخ والثقافة. فمن قلب محافظة الجيزة وبجوار الأهرامات وأبو الهول يظهر هذا الصرح الذى يبرز العظمة والرقي بين الماضى والحاضر .
المتحف المصرى الكبير طريق مصر الذهبي وبوابتها السياحية
سيحدث المتحف المصرى الكبير تغييرًا في خريطة مصر السياحية، من عدة محاور هامة منها ظهور منظومة سياحية متكاملة تربطه بالمنطقة السياحية المحيطة به من الأهرامات وأبو الهول والممشي السياحى بطول 1.5 كيلومتر، والفنادق المحيطة ومطار سفنكس لتسهيل وصول السائحين.
كما أن التكنولوجيا الحديثة التي يعمل بها المتحف من وسائط متعددة وتقنيات تفاعلية تجعل زيارة المتحف مغامرة مثيرة بين 100 ألف قطعة أثرية.
ويعد المتحف مرفقا للترفيه والثقافة والسياحة الداخلية وخاصة العائلية التي تستقطب الكثير من الفئات العمرية والفئات الاجتماعية المختلفة .
المتحف المصري الكبير منصة عالمية للحوار الثقافي
ويعتبر المتحف المصري الكبير منصة عالمية للحوار الثقافي، ما جعله محط أنظار العالم أجمع من محبى الحضارة المصرية، حيث يضم المتحف كنوز لم تعرض من قبل كتمثال توت عنخ آمون بالكامل ولأول مرة، المسلة المعلقة، وتمثال رمسيس الثانى بارتفاع 11 مترًا ووزن يقارب 83 طنًا، ومركب الملك خوفو، إلى جانب آثار تُعرض لأول مرة من اكتشافات البعثات المصرية الحديثة، منها خبيئة التوابيت فى منطقة العساسيف بالأقصر، وأربع برديات كاملة بعد أكثر من 125 عامًا من آخر اكتشاف لبردية مماثلة، احدى هذه البرديات بلغ طولها 16 مترًا وتتناول “كتاب الموتى” فى 113 فصلًا. إلى جانب آلاف القطع الأثرية النادرة الأخرى، وهذا ما يجعل المتحف محط أنظار العالم لاستقطاب ملايين السياحئين سنويًا مما سيرفع أعداد الزائرين إلى مصر .
ووفقًا لعدة تقارير إعلامية أوروبية صدرت مؤخرًا، فإن المتحف المصرى الكبير لا يمثل مركزًا لعرض الكنوز الأثرية المصرية فقط، بل هو منصة عالمية للحوار الثقافى بين الشعوب، ومقصدًا سياحيًا فريدًا يضيف بعدًا جديدًا لصناعة السياحة المصرية، حيث أكدت صحيفة الباييس الإسبانية على أن افتتاح المتحف يعيد مصر إلى واجهة المشهد الثقافى الدولى، بينما وصفت لا ريبوبليكا الإيطالية المشروع السياحى بأنه جوهرة العمارة الحديثة التى تحرس ذاكرة الإنسانية.
عودة المتحف للجمهور 4 نوفمبر
وأغلق المتحف أبوابه أمام الزوار في 15 أكتوبر، تمهيدًا للاستعدادات النهائية، ثم يُعاد فتحه للجمهور في 4 نوفمبر، عقب الاحتفالية الكبرى المقررة يوم 1 نوفمبر. وسيتبع الاحتفال يومان 2 و3 نوفمبر مخصصان لبعض الفعاليات الخاصة والزيارات الخاصة لضيوف مصر من الوفود الأجنبية. وسيفتح المتحف للجمهور يوم 4 نوفمبر، وهو اليوم الذى يصادف ذكرى اكتشاف مقبرة الملك توت عنخ آمون عام 1922، وهو ما يمنح الافتتاح طابعًا رمزيًا مميزًا.
المتحف المصرى الكبير ليس مجرد وجهة للزيارة، بل هو رسالة قوية إلى العالم تؤكد أن مصر، برصيدها الحضاري الهائل وإرادتها القوية، قادرة على استعادة دورها الريادي، ورفع مكانتها لتكون في صدارة الدول الجاذبة للسياحة العالمية.