فيسبوك
واتساب
بحيرة قارون من أهم البحيرات، فى محافظات مصر، تقع فى شمال مدينة الفيوم على بعد حوالي 27 كم من القاهرة، وتعد وجهة سياحية بيئية بارزة، حيث توفر أنشطة مثل ركوب القوارب وصيد الأسماك، ويحيط بها العديد من المنتجعات السياحية، وخاصة بعد نجاح الجهود التى بذلتها الدولة لحمايتها، بما في ذلك تحسين جودة المياه ومحاربة التلوث، بالإضافة إلى خطط لتنمية السياحة البيئية المستدامة، وتنفيذ مشروعات لإعادة التوازن البيئي للبحيرة، و إنزال يرقات الأسماك والجمبري الامر الذى اعاد الحياة للصيادين وبدأت الانتعاشة الاقتصادية لهم.
خلال هذا التقرير نرصد خصوصية بحيرة قارون البيئة وأهم التحديات التى واجهتها والحلول البيئية التى نفذتها البيئة وبعض الوزرات الأخرى لتعود بحيرة قارون كسابق عهدها.
فى البداية قال الدكتور عمرو هيبة مدير ادارة المحميات بمحافظة الفيوم سابقا. فى تصريحات خاصة لليوم السابع ، ان بحيرة قارون هي بحيرة طبيعية من أقدم البحيرات في العالم، حيث يصل عمقها، حوالى 43 متر تحت مستوى سطح البحر.
ويؤكد هيبة أن بحيرة قارون كانت في الماضي بحيرة مياه عذبة تتغذى من النيل، لكن أصبحت الآن بحيرة مالحة بعد تبخر المياه وتركز الأملاح فيها، وموطن لأنواع متنوعة من الأسماك والطيور المهاجرة، كما تعد وجهة سياحية هامة و جزء من تاريخ مصر وثقافتها.
وأوضح هيبه أن بحيرة قارون كانت معروفة قديماً باسم بحيرة موريس في عصور الفراعنة. وكانت جزءاً من مشروع ري ضخم خاص بإدارة مياه فيضان النيل، وكانت مياهها عذبة تماما، ثم بعد ذلك تحولت البحيرة إلى مياه مالحة تدريجياً بسبب انخفاض مستواها عن سطح البحر، اضافة الى تراكم الأملاح في المنطقة بسبب تغير مسارات مياه نهر النيل وتزايد الجفاف في أوقات مختلفة، وحاليا أصبحت بحيرة داخلية، يتم تغذيتها بمياه المصارف الزراعية مثل مصارف البطس والوادى وحوالى اثني عشر مصرفاً فرعيا".
فيما قال الدكتور أسامه الجبالى مدير مشروعات صون وحماية الطبيعة بوزارة البيئة، ان البحيرة تعد أحد النماذج الطبيعية التى يتعدد فيها التنوع البيولوجي. حيث يعيش فيها أنواع مختلفة من الأسماك، بعضها أصلي مثل البلطي، والبعض الاخر تم نقله للتأقلم مع المياه المالحة مثل البوري والموسى والجمبري الأبيض، مشبرا الى انه تعد البحيرة موطناً مهما للطيور المهاجرة والنادرة التي تأتي إليها من أوروبا وآسيا.
وفى سياق مختلف واجهت بحيرة قارون مؤخرا عدد من التحديات البيئية، منها التلوث من المصارف الزراعية وتناقص معدلات المياه بسبب التبخر، الأمر الذى أدى إلى انخفاض حاد في صيد الأسماك، الأمر الذى أثر بشكل مباشر على حياة الصيادون فى بحيرة قارون، وهم مجتمع اعتمد على البحيرة لصيد الأسماك منذ عصور قديمة، حيث ارتبط دائما اسم بحيرة قارون بالصيد والمزارعين، اذ كانت البحيرة مصدرًا للأسماك والطيور، إلا انها عانت من تدهور بيئي كبير لسنوات، مما أثر على الثروة السمكية وتسبب في توقف مزادات الاسماك، وبناء عليه بذلت الدولة جهودا كبيرة لاستعادة الثروة السمكية بعد سنوات من التدهور البيئي، وبذل محاولات لإعادة التوازن البيئي لها وكلل بالنجاح،
صيادو بحيرة قارون واجهتهم بعض التحديات في استخدام شباك الجر المخالفة، ووضعت لهم الدولة بعض التسهيلات كالإعفاء من الرسوم وتشجيع عودة الإنتاج السمكي. من خلال مشروعات إعادة التوازن البيئي، وتم دعم الصيادين، من خلال الإعفاء من رسوم جمعية تنمية الثروة السمكية وتشجيعهم على العودة للعمل، وإعادة الأمل مرة اخرى للبحيرة واستعادت رونق الصيد بها، حيث شهدت المنطقة مؤخرا إعادة إحياء لمزادات بيع الأسماك.
وشهدت بحيرة قارون فى وقت سابق غزو نوع من الطفيليات البحرية التى كانت تعلق بقاع السفن ثم تنمو لتهدد الأسماك وتدخل من خلال الخياشيم وتقطع السنه السمك، وبعد تطهير البحيرة من هذه الطفيليات القاتله، وضخ يرقات للاسماك، عاد بريق البحيرة والحياة البحرية والسياحية مرة أخرى، لتتآلق كمقصد سياحى بيئى اقتصادى.
الحكومة تمنح الصيادين تسهيلات فى الإعفاء من الرسوم وتشجيع عودة الإنتاج السمكي
الصيادين في بحيرة قارون
بحيرة قارون
تشجيع عودة الإنتاج السمكي
صياد في بحيرة قارون
مشروعات إعادة التوازن البيئي أعادت الحياة لبحيرة قارون
