فى حضرة الحب والتاريخ.. سياح أجانب يستعيدون ذكريات الزواج من الحضارة المصرية.. رمسيس ونفرتارى قصة عشق خالدة على ضفاف النيل.. الفرعون المصرى بنى معبدا للحب.. وهب قلبه لامرأة فرفعها لمصاف الآلهة.. صور

الثلاثاء، 28 أكتوبر 2025 03:00 ص
فى حضرة الحب والتاريخ.. سياح أجانب يستعيدون ذكريات الزواج من الحضارة المصرية.. رمسيس ونفرتارى قصة عشق خالدة على ضفاف النيل.. الفرعون المصرى بنى معبدا للحب.. وهب قلبه لامرأة فرفعها لمصاف الآلهة.. صور صور العاشقين أمام معبد أبو سمبل

أسوان – عبد الله صلاح

على مسافة تبعد أكثر من 300 كيلو متر، جنوب مدينة أسوان، يقع معبد أبوسمبل، على ضفاف النيل، وكان قد بناهما الملك رمسيس الثانى قبل آلاف السنين، ليجسد خلالهما معانى القوة والسيطرة والقدرة على كسب المعارك وهزيمة جيوش الأعداء ومع ذلك أيضا جانب آخر فى حياة الفرعون المصرى وهو قصة عشقه لزوجته نفرتارى التى بنى لها معبدا صغيرا بجوار معبده الكبير فى مدينة أبوسمبل.

وفى الوقت الحاضر، يأتى الزائرون من شتى أنحاء العالم إلى جنوب مصر، لاستعادة الذكريات والتقاط الصور التذكارية والسيلفى بين العشاق أمام معبدى رمسيس ونفرتارى بمدينة أبوسمبل ويبدو المشهد وكأنه لوحة زمنية تمتزج فيها رومانسية الحاضر بعظمة الماضى.

هنا تتجلى الحضارة المصرية فى أبهى صورها ويحتضن المعبد الفرعونى القديم آلاف الزائرين كل عام، بعضهم جاءوا بدافع الشغف بالتاريخ، وآخرون جاءوا ليعيشوا لحظة حب فى حضرة من جسّد الحب نفسه قبل آلاف السنين.

شباب وفتيات يبتسمون أمام معبد رمسيس الثانى، ثم يتبادلون النظرات أمام معبد نفرتارى المجاور، وكأنهم يحيّون الملك والملكة اللذين أعلنا أن الحب يمكن أن يُخلّد فى الحجر.
 

حكاية معبدين.. أحدهما للمجد والآخر للحب

تحدث الأثرى الدكتور أحمد مسعود، مدير آثار أبوسمبل، لـ"اليوم السابع"، عن قصة معبدى رمسيس بأبوسمبل، موضحاً أن الملك رمسيس الثانى شيد معبدين منحوتين فى الصخر خلال القرن الـ12 قبل الميلاد، أحدهما له والآخر لزوجته المحبوبة نفرتارى، الأول ضم التماثيل الأربعة العملاقة التى تُعد من أعظم رموز مصر القديمة، بينما الثانى – الأصغر حجمًا والأكثر شاعرية – كان مكرسًا بالكامل للملكة الجميلة التى أسرته بقلبها وعقلها.

يقول مسعود: رغم أن رمسيس كان له 24 زوجة و100 من الأبناء، إلا أن نفرتارى ظلت الزوجة المفضلة، لذا قرر أن يضعها بجواره وبنى لها معبدا صغيرا "معبد للحب"، فى سابقة لم يعرفها التاريخ الفرعونى من قبل"، ولم يكتفِ الملك بأن يبنى لها معبدًا، لكنه جعلها تظهر فى واجهته فى موضع الندّ له، إذ تتكون الواجهة من ستة تماثيل ضخمة، أربعة لرمسيس واثنان لنفرتارى، وكل تمثال بارتفاع عشرة أمتار تقريبًا، أما النقوش الداخلية فابتعدت عن مشاهد الحروب والمعارك المعتادة، وامتلأت بصور للملكة وهى تتزين وتشارك زوجها الطقوس الدينية، وكأن المعبد يروى قصة حب كتبت على جدران التاريخ.
 

نفرتارى.. سيدة القلب والمعبد والمقبرة

يستكمل مدير آثار حديثه قائلاً: لم يكن من عادة المصريين القدماء أن يبنوا معابد للزوجات، فالمعابد كانت للإلهة أو للملوك بعد وفاتهم، إلا أن مكانة نفرتارى عند رمسيس جعلته يشذ عن القاعدة ولم يقتصر تقديره لها على المعبد وحده، لكنه شيّد لها مقبرة تُعد من أجمل ما عُثر عليه فى وادى الملكات، مكتملة الألوان والزخارف والرموز، تجسد أنوثة الملكة ومكانتها الفريدة.


وتابع: كانت نفرتارى تشاركه المراسم الرسمية والاحتفالات الكبرى، وحضرت معه توقيع أول معاهدة سلام فى التاريخ مع الحيثيين، وذُكر اسمها إلى جوار اسمه فى كثير من النقوش الملكية، إنها لم تكن مجرد زوجة لفرعون، بل نصفه الآخر الذى خُلد فى التاريخ.
 

الزمان يتغير.. والمكان شاهد

ومع مرور القرون، تغيرت ملامح الزمان، لكن المعبد بقى شاهدًا على الحب، وتحوّل إلى ملجأ للرحالة فى فترات الهجر والنسيان، وأوقدوا النيران فى داخله طلبًا للدفء، فتركوا آثار السخام على جدرانه، حتى الجنود الإنجليز الذين مروا به أثناء حملاتهم تركوا أسماءهم منقوشة عليه، وبعضهم دفن بجواره.


ثم جاء خطر الغرق مع بناء السد العالى، حين ارتفع منسوب المياه فى بحيرة ناصر، فكادت معابد أبوسمبل تغرق إلى الأبد، لولا عملية الإنقاذ العالمية التى تكلفت 40 مليون دولار، وانتهت بنقل المعبدين قطعة قطعة إلى موقعهما الحالى عام 1968 وكما صمد الحب فى وجه الزمن، صمد المعبد أيضًا فى وجه الغرق والنسيان.
 

الحب الذى لا يموت


واليوم، يقف السائحون أمام المعبدين مبهورين بعظمة الفن القديم، ولهذا السبب يتوافد المحبون إلى أبوسمبل ليأخذوا صورة أمام معبد رمسيس ونفرتارى، وكأنهم يعلنون أن العشق يمكن أن يكون أبدياً، إذا كتب بالحجر وصدق فى القلب.

صور-العاشقين-أمام-معابد-أبوسمبل-(2)
صور-العاشقين-أمام-معابد-أبوسمبل 

 

صور-العاشقين-أمام-معابد-أبوسمبل-(3)
صور-العاشقين-أمام-معابد-أبوسمبل 

 

صور-العاشقين-أمام-معابد-أبوسمبل-(4)
صور-العاشقين-أمام-معابد-أبوسمبل 

 

صور-العاشقين-أمام-معابد-أبوسمبل-(5)
صور-العاشقين-أمام-معابد-أبوسمبل 

 

صور-العاشقين-أمام-معابد-أبوسمبل-(6)
صور-العاشقين-أمام-معابد-أبوسمبل 

 

صور-العاشقين-أمام-معابد-أبوسمبل-(7)
صور-العاشقين-أمام-معابد-أبوسمبل 

 

صور-العاشقين-أمام-معابد-أبوسمبل-(8)
صور-العاشقين-أمام-معابد-أبوسمبل 

 

صور-العاشقين-أمام-معابد-أبوسمبل-(9)
صور-العاشقين-أمام-معابد-أبوسمبل 

 

صور-العاشقين-أمام-معابد-أبوسمبل-(10)
صور-العاشقين-أمام-معابد-أبوسمبل 

 

صور-العاشقين-أمام-معابد-أبوسمبل-(11)
صور-العاشقين-أمام-معابد-أبوسمبل 

 

صور-العاشقين-أمام-معابد-أبوسمبل-(12)
صور-العاشقين-أمام-معابد-أبوسمبل 

 

صور-العاشقين-أمام-معابد-أبوسمبل-(13)
صور-العاشقين-أمام-معابد-أبوسمبل 

 

معبد-رمسيس
معبد-رمسيس

 

معبد-نفرتارى
معبد-نفرتارى

 




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب