بنج الأسنان.. شعبة الأدوية تكذب نقابة أطباء الأسنان: لا أزمة فى المحلى ويتهمها بـانتهاج سياسة "لوى الذراع" لرفع الأسعار.. ونقيب الإسكندرية يكشف: الأزمة مفتعلة والمصنع أوقف التوريد للفرعية لصالح شركة واحدة

• النقابة: آخر شحنة إسبانية وصلت منذ شهرين.. ولا توريد جديد قبل الموافقة على السعر.. وتعقد اجتماعا مع هيئة الدواء
   

تصاعد الجدل بشأن أزمة بنج الأسنان، بعد أن أصدرت النقابة العامة لأطباء الأسنان بيانا تحذيريا حول نقص هذا المنتج الاستراتيجى الذى لا غنى عنه فى العيادات والمستشفيات، إلا أن شعبة الأدوية باتحاد الغرف التجارية نفت وجود أى أزمة حقيقية، حيث أكدت النقابة أن أزمة نقص بنج الأسنان بدأت منذ أشهر، وبينت النقابة أن أسباب الأزمة ترجع إلى توقف الاستيراد بسبب ارتفاع الأسعار العالمية وتجاوز تكلفة الاستيراد لسعر البيع الجبرى، وظهور السوق السوداء التى تجاوز فيها السعر الرسمى بأكثر من ألف جنيه، وتصدير 80% من الإنتاج المحلى، إضافة إلى تعطل خط إنتاج الشركة القومية التابعة لقطاع الأعمال.

وطالبت النقابة بتحركات عاجلة تشمل تسهيل استيراد البنج وعقد اجتماع عاجل مع وزير قطاع الأعمال ورئيس هيئة الدواء ورئيس الشركة القابضة للأدوية لبحث الحلول، وأشارت إلى أن الاجتماع سيعقد مطلع الأسبوع المقبل، مؤكدة التزامها بمتابعة الأزمة وإصدار تحديثات دورية عبر قنواتها الرسمية.

الدكتور على عوف

وتعليقا على الأمر، نفى الدكتور على عوف رئيس شعبة الأدوية باتحاد الغرف التجارية بشكل قاطع ما أعلنته نقابة أطباء الأسنان عن وجود أزمة فى بنج الأسنان، واصفا البيان الصادر عن النقابة بأنه عار تماما من الصحة، ومؤكدا أن وراءه سياسة لوى ذراع للدولة لفرض وجود البنج الإسبانى المستورد بأسعار مرتفعة، وأوضح عوف أن الشركتين المحليتين تنتجان بنج الأسنان المصرى، وأن شركة إسكندرية للأدوية التابعة للدولة وحدها قادرة على إنتاج 100% من احتياجات السوق المصرى، مشيرا إلى أنه تواصل مع الشركة قبل ثلاثة أيام فقط وأكدت له أنها تعمل بالطاقة القصوى ولا يوجد أى نقص فى الإنتاج، كما أن الشركة الأخرى وسعت طاقتها الإنتاجية مؤخرا.

وفند رئيس شعبة الأدوية، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، بشكل مباشر ما ورد فى بيان النقابة من أن الشركات المصرية تصدر 80% من إنتاجها، مؤكدا أنه تواصل مباشرة مع رئيس مجلس إدارة شركة إسكندرية للأدوية الذى نفى التصدير تماما، قائلا أن الشركة لا تصدر بنج الأسنان حاليا رغم أن لها سوقا جيدا بالخارج، لكن الأولوية للسوق المحلى، ولا يتم تصدير حتى واحد أو اثنين % من الإنتاج.

وكشف عوف حقيقة الأزمة، موضحا أنها تكمن فى رغبة شركة البنج الإسبانى المستورد فى رفع السعر والضغط على هيئة الدواء لقبول الزيادة، فخرجت نقابة الأسنان بهذا البيان للضغط على الهيئة ورفع المسؤولية عنها، بحجة أن المصرى يصدر ونحن نريد الإسبانى، وأشار إلى أن توزيع بنج الأسنان يتم عبر قناتين رئيسيتين هما الشراء الموحد للمستشفيات، وشركة توزيع "خاصة" تأخذ من إسكندرية للأدوية وتوزع على الصيدليات والعيادات والنقابة، لافتا إلى أن المشكلة قد تكون فى التوزيع وليس الإنتاج.

وأضاف رئيس شعبة الأدوية، أن البنج الإسبانى يمثل 20 إلى 25% من السوق، فلو قل الإسبانى قد لا يغطى المحلى الفجوة فورا، لكن المصرى موجود ويغطى 80% من السوق، مشيرا إلى أن كثيرا من الأطباء يفضلون المستورد حتى لو كان سعره ضعف المحلى لأنهم يحملون التكلفة على المريض فى النهاية، وشدد على أن هيئة الدواء لن تسمح بالتصدير فى حال وجود نقص محلى، قائلا: أن رئيس هيئة الدواء لن يترك السوق فارغا، فالتصدير يحتاج موافقة الهيئة، ومستحيل أن يصدر والبلد فيها مشكلة، منتقدا نهج النقابة، قائلا إن البيان الصادر عن النقابة خطأ، ووراءه سياسة لوى ذراع للدولة لفرض وجود بنج الأسنان المستورد لزيادة السعر.

فى المقابل، دون الدكتور حسين عبد الهادى، أمين عام نقابة الأسنان، على صفحته على "فيس بوك"، تنويه هام بخصوص عدم توافر البنج الإسبانى فى السوق المصرى وعلى تطبيق النقابة، وأرجع سبب عدم توافر البنج الإسبانى حاليا إلى عدة عوامل خارجة عن إرادة الوكيل المحلى، وهى: ارتفاع عالمى فى أسعار البنج المستورد من جميع الشركات، بما فيها الشركة الإسبانية، آخر شحنة وردت لمصر بالسعر القديم كانت منذ أكثر من شهرين، الشركة قامت بإخطار جميع الجهات الرسمية والنقابة بأنها ستكون الأخيرة بهذا السعر، بالإضافة إلى أن أن الوكيل الرسمى للبنج الإسبانى تقدمت بطلب رسمى إلى هيئة الدواء المصرية لتعديل السعر بما يتماشى مع الأسعار العالمية الجديدة، لكن لم يتم البت فيه حتى الآن.

وأضاف عبد الهادى، أنه طبقا لتصريحات الشركة لا يمكن توريد شحنات جديدة من الشركة الإسبانية إلى مصر قبل صدور الموافقة الرسمية على تعديل السعر، لافتا إلى أن الشركة كانت قد حذرت مسبقا هيئة الدواء من احتمالية حدوث أزمة فى توافر البنج الأسبانى قبل شهرين من نفاد الكمية، وذلك لإتاحة الوقت الكافى لاتخاذ الإجراءات اللازمة، مطالبا الجهات المعنية الإسراع فى البت فى الطلب لتفادى استمرار الأزمة.

وتبع ذلك اجتماع النقيب العام لأطباء الأسنان، والمدير التنفيذى لشركة توزيع البنج على تطبيق النقابة، مع الدكتور على الغمراوى رئيس هيئة الدواء، والدكتور تامر الحسينى نائب رئيس الهيئة، والفريق المعاون لهما، لبحث أزمة نقص بنج الأسنان التى شهدها السوق خلال الفترة الماضية، وأسفر الاجتماع عن عدد من القرارات منها: إعادة توجيه شحنة من البنج المباع إلى هيئة الشراء الموحد، لتوفيرها عبر منظومة النقابة للأطباء فورا، وإلزام المصنع بتوفير احتياطى استراتيجى دائم يكفى احتياجات السوق لمدة ثلاثة أشهر، على أن يتم تنفيذ ذلك خلال شهر من الآن، بحث تسعير المنتج الأجنبى بما يشجع الشركات على الاستيراد، مع مراعاة أسعار البنج فى الدول المجاورة مثل الأردن ولبنان، بدء توزيع البنج للأطباء بنظام الكوتة الأسبوعية ابتداء من اليوم، على أن يتم إلغاء هذا النظام بعد 6 نوفمبر المقبل، عقد اجتماع متابعة بعد 6 نوفمبر لمراجعة ما تم تنفيذه من القرارات المتفق عليها.

الدكتور وليد فؤاد نقيب أطباء الإسكندرية