حرب البطاطس المقلية تشتعل بين كولومبيا وأوروبا.. اعرف الأسباب

شهدت كولومبيا خسارة فى نزاع تجارى أمام منظمة التجارة العالمية يتعلق باستيراد البطاطس المقلية المجمدة من أوروبا، خاصة من بلجيكا وهولندا والمانيا ، إذ قررت المنظمة أن وزارة التجارة والصناعة والسياحة الكولومبية تصرفت بشكل غير متوافق مع اتفاق مكافحة الإغراق الدولى.

وووفقًا لقرار المنظمة، فإن الإجراءات التي اتخذتها الحكومة الكولومبية أضرت بمصالح الاتحاد الأوروبي ولم تلتزم بتوصيات التحكيم السابقة، مطالبة بوجوتا  بتعديل سياساتها الجمركية بما يتوافق مع القواعد الدولية خلال فترة لا تتجاوز ثلاثة أشهر، وفقا لصحيفة لا إكونوميستا الإسبانية.

ومع ذلك، أوضحت الحكومة الكولومبية أن القرار ليس هزيمة كاملة، إذ أشار فريق الخبراء في المنظمة إلى أن كولومبيا التزمت ببعض الجوانب من الاتفاق، مثل مقارنة أسعار التصدير مع القيمة العادية للمنتج.

وقال أليخاندرو أوسيشيه ، أستاذ الاقتصاد في جامعة روزاريو، إن القرار قد يؤثر على كولومبيا، مضيفًا أنه إذا تم تنفيذ الحكم بالكامل، فستضطر البلاد إلى خفض الرسوم الجمركية، ما يسهل دخول المنافسة الأوروبية إلى السوق المحلية.

ومن جانبه أكد ريتشارد سانشيز ، رئيس اتحاد منتجى البطاطش أن التأثيرب سيكون محدودا، حيث يمس نحو 1% فقط من واردات البطاطس المقلية ، لكنه أوضح أن الاتحاد يدرس اتخاذ إجراءات إضافية للدفاع عن الصناعة الوطنية ، مثل فرض تدابير وقائية جديدة أو إعادة النظر فى آليات التسعير.

وأشارت السلطات إلى أن المشكلة الرئيسية تكمن في أن كولومبيا لم تستخدم المنهجية الأنسب لتحديد القيمة الحقيقية للبطاطس المجمدة المستوردة، لكنها تعهدت بمراجعة العملية وإجراء التعديلات اللازمة.

أما عن الرسوم المفروضة حاليًا، فهي تختلف حسب الشركات المصدرة، فهناك شركة بلجيكية تخضع لرسوم قدرها 2.42%، وهناك شركة هولندية تدفع 5.87%، بينما تفرض رسوم تصل إلى 44.52% ، أما الشركة الألمانية ستخضع لرسوم 3.21%.

وأوضح سانشيز أن هذه الرسوم لا تؤثر على المستهلكين المحليين بشكل مباشر، إذ إن الكميات المتأثرة صغيرة نسبيًا، لكنها تشكل إشارة إنذار للمزارعين المحليين الذين يواجهون منافسة متزايدة من الأسواق الأوروبية ذات الإنتاج المكثف والتكلفة المنخفضة.

واختتم أوسيشيه بالقول إن على كولومبيا مراجعة سياساتها التجارية والالتزام بالممارسات العادلة،  محذرًا من أن تخفيض الرسوم الجمركية قد يؤدي إلى ، إغراق السوق بالبطاطس الأوروبية، مما يشكل خطرًا على المزارعين المحليين.