قبل أيام من حلول الذكرى الخامسة لرحيل أسطورة كرة القدم العالمية دييجو أرماندو مارادونا، يتجدد حضوره فى المشهدين الاقتصادى والقضائى فى أن واحد، ففى الوقت الذى أعلن فيه أبناؤه عن اتفاق حصرى مع شركة سويدية لتسويق منتجات فاخرة تحمل اسمه، لا تزال المحاكم الأرجنتينية غارقة فى قضايا الميراث والتحقيق فى ظروف وفاته الغامضة، ما يجعل إرث الفتى الذهبى ممتدًا بين المجد التجارى والجدل القانوني.
وكشفت صحيفة باخينا 12 الأرجنتينية أن ورثة النجم الراحل دييجو مارادونا أبرموا اتفاقًا حصريًا مع شركة إيليكتا جلوبال السويدية لتسويق منتجات فاخرة تحمل اسم الأسطورة رقم 10 وذلك بعد سنوات من الخلافات الطويلة بين أبنائه الخمسة حول الميراث.
وأكد أبناء مارادونا، دييجو جونيور و جيانينا و دالما، جانا، ودييجو فيرناندو، فى بيان مشترك أن الهدف من المشروع لا يقتصر على بيع المنتجات، بل على تخليد شخصية والدهم التى ألهمت ملايين العشاق حول العالم، بقولهم: اسم والدنا يحمل طاقة لا تُقدر بثمن.. نريد الحفاظ على شغفه وروحه، لا مجرد اسمه".
ووفقًا للاتفاق، ستبدأ الشركة بتسويق ملابس فاخرة، أحذية جلدية ورياضية، وساعات يد بالتعاون مع علامات عالمية مثل Hublot وTag Heuer، إضافة إلى نظارات شمسية وتصاميم مستوحاة من أناقة مارادونا فى الثمانينيات والتسعينيات، موجهة بالأساس إلى الأسواق الأوروبية.
لكن فى خلفية هذا النجاح التجارى الجديد، يظل إرث مارادونا القضائى معقدًا. فقد أمرت محكمة أرجنتينية فى سبتمبر الماضى بمصادرة ممتلكات اثنتين من شقيقاته ومحاميه السابق ماتياس مورلا بتهم تتعلق بإدارة احتيالية لحقوق العلامة التجارية مارادونا، وتبلغ قيمة الأصول المصادرة نحو 1.34 مليون دولار.
وفى موازاة ذلك، ما زالت قضية وفاته تراوح مكانها، فبعد مرور خمس سنوات على رحيله فى نوفمبر 2020، لم تُستكمل المحاكمة المتعلقة باتهامات الإهمال الطبى، بعدما تم إبطال الجلسات القضائية إثر استقالة القاضية خولييتا ماكينتاش بسبب مشاركتها فى إنتاج وثائقى عن القضية دون إذن رسمي.
وتحولت القضية التى يتابعها ملايين الأرجنتينيين إلى ساحة صراع بين أطراف عدة، إذ يواجه سبعة من أفراد الطاقم الطبى اتهامات بـ القتل بالإهمال، تصل عقوبتها إلى 25 عامًا من السجن. وتشير تقارير الطب الشرعى إلى أن مارادونا تُرك دون رعاية طبية كافية عقب عملية جراحية دقيقة فى الدماغ، ما أدى إلى تدهور حالته الصحية.
ولا تزال عائلة مارادونا تصر على أن وفاته لم تكن طبيعية، بل نتيجة سلسلة من الأخطاء الطبية الجسيمة، فيما اعتبرت ابنتاه دالما وجيانينا أن والدهما كان يمكن أن يعيش لولا الإهمال.
وبينما يواصل أبناؤه معركتهم القانونية لاسترداد حقوقهم والحفاظ على إرث والدهم، يبدو أن اسم مارادونا سيبقى حاضرًا بين قااعات المحاكم وعروض الأزياء، رمزًا للعبقرية والجدل فى أن واحد.