تحسن الخطاب بين واشنطن و بكين يدعم الدولار.. حالة من عدم اليقين لدى المستثمرين بسب استمرار الإغلاق الحكومى.. والذهب دخل مرحلة التشبع الشرائى.. الأسواق العالمية فى حالة ترقب حذر وتحوط

الأربعاء، 22 أكتوبر 2025 07:00 م
تحسن الخطاب بين واشنطن و بكين يدعم الدولار.. حالة من عدم اليقين لدى المستثمرين بسب استمرار الإغلاق الحكومى.. والذهب دخل مرحلة التشبع الشرائى.. الأسواق العالمية فى حالة ترقب حذر وتحوط الذهب والدولار والفيدرالى الأمريكى صورة أرشيفية

كتب أيمن رمضان الشريف

العلاقة بين الذهب والدولار علاقة عكسية في الغالب، كون الذهب يسعر بالدولار عالمياً، فعندما يرتفع الدولار يصبح شراء الذهب أغلى لحائزي العملات الأخرى فيقل الطلب عليه وينخفض سعره، بينما عندما يضعف الدولار يزداد الإقبال على شراء الذهب فيرتفع ثمنه، بهذه الكلمات فسر الدكتور محمد الجوهري ،رئيس مركز أكسفورد للبحوث والدراسات الاقتصادية،  التراجع الكبير في أسعار الذهب عالمياً وعودة نسبية لقوة الدولار.

وأكد "الجوهرى"، أن المستثمرين يلجأون إلى الذهب كملاذ آمن في أوقات عدم الاستقرار، بينما يفضلون الدولار عندما تكون الفائدة مرتفعة أو الاقتصاد الأمريكي قويًا، لذلك يتحرك السعران عادة في اتجاهين متعاكسين.

وأشار رئيس مركز أكسفورد للبحوث والدراسات الاقتصادية، إلى الدولار الأمريكي ارتفع بقوة نتيجة تصريحات من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي التى تشير إلى احتمال تأجيل خفض أسعار الفائدة، مما عزز جاذبية الدولار أمام العملات الأخرى، ودفع المستثمرين إلى بيع الذهب والعودة إلى الأصول الدولارية، وتابع:" وهنا تظهر قوة الدولار التي ضغطت الذهب وجعلت أسعاره تهبط وهو ما يأكد ما قلناه عن العلاقة العكسية بين الدولار ولذهب.

20251011040939939
الدكتور محمد الجوهرى

وأسفر تحسن الخطاب بين واشنطن وبكين، عن تراجع نسبى للمستثمرين في السعي وراء الملاذات الآمنة، كما أن ارتفاع قوة الدولار الأميركي جعل الذهب والفضة أكثر تكلفة للمشترين العالميين، بحسب وكالة "بلومبرج نيوز" ، التي أكد أن هناك عدة عوامل تضافرت لتضغط على أسعار المعادن الثمينة، أبرزها ارتفاع في قوة الدولار الأميركي، تشبع المؤشرات الفنية بعد موجة صعود قوية، ما أثار مخاوف من تصحيح سعري.

وأضافت "بلومبرج"، أن انتهاء موسم الشراء في الهند، أحد أكبر أسواق الذهب عالميًا، أحد العوامل التي أدت إلى تراجع أسعار الذهب عالمياً، وغياب بيانات مراكز المضاربة بسبب الإغلاق الحكومي الأميركي، ما زاد من حالة عدم اليقين لدى المستثمرين، كما حذر خبراء وكالة "بلومبرج" من أن الزخم لا يدوم طويلًا، وأن أي بيانات اقتصادية أميركية قوية قد تدفع الذهب لمزيد من التراجع.

وبحسب وكالة رويترز، استقرت أسعار العملات في نطاق ضيق على الرغم من تفاؤل السوق بعدما قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس الأول الاثنين إنه يتوقع التوصل إلى اتفاق تجاري مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، كما قال أيضا المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض، كيفن هاسيت، إن الإغلاق الحكومي المستمر منذ 20 يوما سينتهي على الأرجح هذا الأسبوع، واستمد مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة مقابل ست عملات رئيسية، دعما من تراجع الين، وارتفع إلى أعلى مستوى له في ستة أيام، وصعد في أحدث التداولات 0.312 % ليصل إلى 98.921.

ووفق "رويترز"، قال كبير الاقتصاديين في البنك المركزي الأوروبي فيليب لين اليوم إن بنوك منطقة اليورو ربما تتعرض لضغوط إذا نضب تمويل الدولار الأمريكي - شريان الحياة للأسواق المالية - وسط مخاوف بشأن سياسات ترامب، وظلت مخاوف تمويل الدولار عالقة في أذهان محافظي البنوك المركزية منذ أن أعلن ترامب عن موجة من الرسوم الجمركية وبدأ في الضغط على مجلس الاحتياطي الاتحادي "البنك المركزي الأمريكي" في وقت سابق من هذا العام، وانخفض اليورو 0.3 % مقابل الدولار القوي ليصل إلى 1.161 دولار، وذلك بدعم قليل من انقشاع حالة الضبابية السياسية في فرنسا، كما انخفض الجنيه الإسترليني مقابل الدولار برغم صدور بيانات اليوم أظهرت أن اقتراض بريطانيا في النصف الأول من السنة المالية كان الأعلى منذ الجائحة، إذ توقع المستثمرون إقرار ميزانية صعبة الشهر المقبل.

ويسجل الذهب أفضل أداء له منذ عام 1979 وسط توقعات بأن السياسات الاقتصادية غير التقليدية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب والهجمات على استقلالية مجلس الاحتياطي الاتحادي "البنك المركزي"، ستقوض الدولار بوصفه عملة احتياطية عالمية، وهو ما دفع بعض البنوك المركزية إلى تنويع أصولها بزيادة المعادن الثمينة، وفق لما ذكرته "رويترز".

وسجل مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل ست عملات، 98.84 متراجعا 0.1 %بعد ارتفاعه لثلاثة أيام، ورفض ترامب أمس الثلاثاء طلبا من كبار المشرعين الديمقراطيين للاجتماع قبل انتهاء الإغلاق الحكومي المستمر منذ ثلاثة أسابيع، كما ارتفع اليورو 0.1 % إلى 1.16135 دولار بعد تعليق القمة التي كانت مزمعة بين ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد رفض موسكو وقف إطلاق النار فورا في أوكرانيا.

وترى "اقتصاد سكاى نيوز"، أن مؤشرات القوة النسبية  أظهرت أن  أسعار الذهب دخلت منطقة التشبع الشرائي بشكل كبير، بينما الإغلاق الحكومي الأميركي حرم المتداولين من تقرير لجنة تداول السلع الآجلة، الذي يكشف عن مراكز صناديق التحوط في عقود الذهب والفضة، هذا الغياب قد يدفع المضاربين إلى بناء مراكز غير متوازنة، مما يزيد من احتمالات التقلبات.

 




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب