قال الكاتب الصحفي زكي القاضي، إنّ مصر كانت ولا تزال الأداة الفاعلة في دفع مسار التهدئة والإجراءات الإنسانية في قطاع غزة، مشدداً على أن نجاح قمة شرم الشيخ للحوار والسلام وما تبعها من مبادرات جاء نتيجة جهد مصري متواصل ورغبة مصرية في حماية المدنيين وتحقيق الحلول العملية.
وأضاف القاضي خلال تصريحات لبرنامج "الصحافة"، أن ما تحقق حتى الآن في المرحلة الأولى لا يخلو من تفاصيل مهمة، مشيراً إلى إخراج أسرى ورهائن أحياء، وخروج 10 جثث حتى الآن مع بقاء نحو 18 جثة متداولة في المفاوضات. واعتبر أن هذا الإنجاز لم يكن ليحدث لولا الدفع المصري والتحرك المتواصل من القاهرة، بالتنسيق مع جهات دولية وإقليمية بينها قطر والولايات المتحدة.
وتطرق القاضي خلال المداخلة إلى وضع المساعدات على الأرض، موضحاً أن قوافل الإغاثة المصرية وصلت إلى قلب غزة، وأن القاهرة لم تكتفِ بوقفٍ لإطلاق النار أو إدخال مساعدات فحسب، بل شرعت أيضاً في التفكير في اليوم التالي لقطاع غزة عبر خطة إعادة إعمار عملية قابلة للتنفيذ.
كشف القاضي أن مصر دعت إلى عقد مؤتمر «التعافي المبكر وإعادة إعمار غزة» في النصف الثاني من نوفمبر المقبل، موضحاً أن الدعوة «إجراء عملي يعكس فلسفة تنفيذية لدى الدولة المصرية» تهدف إلى تقديم تصور متكامل للبنية التحتية المتضررة (مستشفيات، مدارس، معاهد، منازل) وتوفير تصورات للسكن والمساعدات والتغذية للنازحين مع اقتراب فصل الشتاء.
وقال: "مصر لديها خبرة تراكمية في إدارة ما بعد الصراعات والنزاعات، وهدف المؤتمر هو تحقيق الطمأنينة لأشقائنا في غزة، لا أن يقتصر وقف إطلاق النار على لحظة ثم ينسى الناس".
ورداً على أسئلة حول استمرار الخروقات الإسرائيلية، أكد القاضي أن «سجل الخروقات مرتبط بإسرائيل كسياسة عامة»، مشيراً إلى استمرار انتهاكات واعتداءات في مساحات متفرقة رغم وجود هدنات في مناطق أخرى، معبّراً عن مخاوفه من تكرار نمط الخروقات في الضفة الغربية.