ارتفاع تاريخى فى أسعار الغذاء حول العالم.. صدمة اللحوم والبيض تقود موجة تضخم غذائى تؤثر على سلاسل الإمداد والاستهلاك العالمى.. الزيوت النباتية والدهون من المواد المتأثرة.. المناخ والأعلاف أبرز الأسباب

تشهد الأسواق العالمية في 2025 ارتفاعاً لافتاً في أسعار الأغذية، مدفوعاً بضغوط على المعروض من اللحوم، و تأثيرات شدة انتشار إنفلونزا الطيور على إنتاج البيض، إضافة إلى عوامل مناخية واضطرابات في سلاسل الإمداد،  في هذا التقرير نسلط الضوء على أبرز المواد الغذائية المتضررة، الأسباب، والآثار المتوقعة على المستهلكين والدول.

وبلغ مؤشر أسعار الأغذية التابع لمنظمة الأغذية والزراعة ، فى أغسطس نحو 130.1 نقطة بارتفاع طفيف عن يوليو ، وعلى أساس سنوي ، يعتبر المؤشر أعلى بحوالي 3 إلى 4% مقارنة بالعام الماضى، لكن الأهم أن مكون اللحوم فى المؤشر سجل ارتفاعا جديدا مدفوعا بزيادة أسعار اللحوم البقرية والغنم.

وأفادت البيانات أن أسعار الأغذية حول العالم وصلت إلى أعلى مستوى خلال عامين، مع ارتفاع أسعار اللحوم والزيوت النباتية كعوامل دافعة أساسية.

المواد الغذائية الأكثر تأثرا :

تعتبر اللحوم أكثر المواد الغذائية تأثرا ، مع تسجيل ارتفاع قياسى فى 2025 ، مدفوعا بارتفاع الطلب العالمى وتراجع المعروض خاصة فى اللحوم البقرية والغنم، وفى يونيو 2025 سجل المؤشر ارتفاعا 2.1% فى أسعار اللحوم العالمية ، مع الضغوط على المعروض ترجع جزئياً إلى تقلص عدد الماشية في بعض الدول بسبب الجفاف وتكاليف الأعلاف المرتفعة، إضافة إلى القيود البيئية وتكاليف النقل.
ثم يأتي الدور على البيض ، الذى يشهد ارتفاع فى الأسعار بشكل واضح ، وخاصة فى إسبانيا ، حيث ارتفع سعر البيض كثيراً خلال 2025، حيث سجل بين يناير وأغسطس ارتفاعاً سنوياً بنحو 15.7 %، وفي شهر أغسطس وحده بنحو 17.8%.

كما هو الحال فى الولايات المتحدة التي شهدت أيضا ارتفاعا فى أسعار البيض بسبب تفشى فيروس انفلونزا الطيور،  كما أن المعروض من بيض المزارع (قبل التجهيز والتوزيع) انخفض بدرجة ملحوظة في بعض الدول جراء الإغلاق المؤقت للمزارع وسحب الطيور المصابة.

وأيضا الزيوت النباتية مثل زيت النخيل ودوار الشمس ، التي شهدت ارتفاعا فى الأسعار أيضا مدفوعا بزيادة الطلب وتقلص المعروض فى بعض المناطق، وفي يونيو 2025، ارتفع مكون الزيوت في مؤشر الفاو ليُساهم في صعود المؤشر العام.

وعن السكر والحلويات ، فعلى الرغم من التراجع فى بعض الفترات إلا أن مكون السكر والحلويات شهد أيضا ارتفاعات سنوية ملحوظة فى بعض الأسواق ، خصوصا بسبب تكاليف النفل والطاقة.

أما عن الحبوب ،كالقمح والذرة ، فقد  شهدت بعض الانخفاض في الأسعار الدولية في بعض الشهور، خصوصاً مع ارتفاع الإنتاج في بعض الدول، ما خفّف من الضغوط على هذا الجانب من السلة الغذائية.، لكن حتى الحبوب يمكن أن تتأثر إذا ارتفعت تكاليف النقل أو زادت استخداماتها في الأعلاف، مما يعيد الضغط إلى سوق اللحوم والبيض.