مع قرب ذكرى ميلاده.. اعرف صاحب مقولة "نحن مسلمون وطنا ونصارى دينا"

الجمعة، 17 أكتوبر 2025 08:00 م
مع قرب ذكرى ميلاده.. اعرف صاحب مقولة "نحن مسلمون وطنا ونصارى دينا" المفكر والسياسي والمحامي والقانوني مكرم عبيد

كتب: محمد الأحمدى

تحل يوم 25 أكتوبر الجارى ذكرى ميلاد واحد من أبرز رجال الوطنية المصرية في القرن العشرين، المفكر والسياسي والمحامي والقانوني مكرم عبيد، الذي ولد في مثل هذا اليوم عام 1889 بمدينة قنا، وشق طريقه من صعيد مصر إلى ساحات الفكر والسياسة والنضال الوطنى، ليصبح واحدًا من الرموز التي صنعت وجدان المصريين وعبّرت عن روح مصر الجامعة.

وينتمي مكرم عبيد إلى واحدة من أعرق العائلات القبطية في قنا، ونشأ في بيت يؤمن بقيمة التعليم والعمل العام. وبعد حصوله على دراساته الأولى في مصر، سافر إلى إنجلترا ليدرس القانون في جامعة أكسفورد، ويحصل فى عام 1912 على ما يعادل درجة الدكتوراه، ليعود إلى وطنه محملاً بالفكر القانونى الحديث وروح النهضة.

ومنذ بداياته، كان مكرم ابنًا وفيًا لمصر، لا يهادن احتلالًا ولا يساوم على وطن. بدأ حياته المهنية سكرتيرًا للوقائع المصرية عام 1913، ثم عمل سكرتيرًا لعدد من المستشارين الإنجليز خلال الحرب العالمية الأولى. لكنه لم يقبل الخضوع، فبعث رسالة إلى المعتمد البريطاني "برونيات" ينتقد فيها سياسة الاحتلال ويطالب بحقوق الأمة، فاستغنى الإنجليز عن خدماته، ليتحول بعدها إلى التدريس بكلية الحقوق.

ومع ثورة 1919، التحق بحزب الوفد، واقترب من زعيم الأمة سعد زغلول، فأصبح من أبرز خطباء الحركة الوطنية، حتى لُقّب بـ"الخطيب المفوه"، ونفاه الاحتلال مع قيادات ثورة 1919، لكنه عاد أكثر قوة وتأثيرًا.

وفى السياسة، تولى مكرم عبيد عدة مناصب مهمة؛ فكان وزيرًا للمواصلات عام 1928، ثم وزيرًا للمالية عام 1936، ونال لقب "الباشوية"، وفى ساحات القضاء، كان محاميًا دافع عن المظلومين، ووقف في ساحات المحاكم يخوض معارك وطنية دفاعًا عن حرية الرأي، فكان هو من ترافع عن المفكر عباس محمود العقاد في قضية "السب في الذات الملكية".

ورغم انشقاقه عن الوفد وتأسيسه الكتلة الوفدية عام 1942، ظل صوته وطنيًا خالصًا، أصدر "الكتاب الأسود" لكشف الفساد السياسى آنذاك، فتعرض للفصل من البرلمان والاعتقال، لكنه لم يتراجع عن مبادئه.

ومهما طال الجدل السياسي حول مسيرته، يبقى مكرم عبيد رجلًا كتب اسمه بأحرف من نور في سجل الوطنية المصرية، فهو القائل: "إن مصر ليست وطنًا نعيش فيه.. بل وطن يعيش فينا." "نحن مسلمون وطنًا ونصارى دينًا.. اللهم اجعلنا نحن المسلمين لك وللوطن أنصارًا، وأجعلنا نحن النصارى لك وللوطن مسلمين."

ورحل مكرم عبيد فى 5 يونيو 1961، لكن سيرته بقيت شاهدًا على أن الوطنية لا تُقاس بالشعارات، بل بالمواقف والتاريخ والعطاء. 




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب


الموضوعات المتعلقة