أكد الدكتور نزار نزال، الباحث والمحلل السياسي، أن إسرائيل تستخدم ملف المساعدات الإنسانية والمعابر بشكل تاريخي كأداة ضغط سياسي على سكان قطاع غزة والمقاومة الفلسطينية، وليس لديها أي نية حقيقية للالتزام ببنود اتفاق شرم الشيخ.
وفي مداخلة هاتفية مع قناة "إكسترا نيوز"، أوضح نزال أن الهدف الإسرائيلي من وراء المماطلة في إدخال المساعدات هو "إيجاد بيئة طاردة" تدفع الفلسطينيين إلى مغادرة القطاع، مشيراً إلى أن هذه السياسة لا يمكن فصلها عن الدعم الأمريكي. وقال: "لا نستطيع مطلقاً أن نبرئ الأمريكان من هذا الإجراء، فإسرائيل لا تتنفس إلا بإرادة أمريكية".
وانتقد نزال ازدواجية المعايير الدولية، لافتاً إلى أن إسرائيل خرقت الاتفاق بعد ساعات من توقيعه بشن هجوم على خان يونس أسفر عن استشهاد ستة فلسطينيين، في حين يهدد الرئيس الأمريكي بـ"فتح أبواب جهنم" على حماس بسبب التأخر اللوجستي في تسليم الجثامين. وأضاف: "الولايات المتحدة، بدلاً من إدانة إسرائيل لخرقها الاتفاق، ذهبت لتهديد الجانب الفلسطيني".
وأشار الدكتور نزال إلى أن الرؤية التي طرحها الرئيس الأمريكي تفتقر لأي "بعد سياسي" حقيقي لحل الصراع، وتركز فقط على الجانب الإنساني بما يخدم المصالح الإسرائيلية ويُخرجها من عزلتها الدولية، دون التطرق لحل الدولتين أو القضايا الجوهرية.
وحذر نزال من أن إسرائيل تسعى لتطبيق "نموذج لبنان وسوريا" في غزة، حيث تغير شكل الصراع دون إنهائه، وتعتمد بشكل كامل على الحل العسكري. وفيما يتعلق بمستقبل الحكومة الإسرائيلية، استبعد نزال حدوث تغيير جوهري في السياسات حتى لو سقطت حكومة نتنياهو، قائلاً: "الشارع الإسرائيلي انجرف باتجاه اليمين، وأي انتخابات قادمة لن تأتي بخريطة سياسية تختلف كثيراً عما نراه اليوم".