45 عاما بين العجين والنار.. حكاية عم محمود الفران صاحب الابتسامة وجبر الخواطر.. تعلم المهنة منذ نعومة أظافره وينتج خبزا تتخطى جودة السياحى.. ويستقبل الجميع بود وحب ويقدم لهم الإفطار مع بداية الإنتاج صباحا.. صور

الخميس، 16 أكتوبر 2025 02:00 ص
45 عاما بين العجين والنار.. حكاية عم محمود الفران صاحب الابتسامة وجبر الخواطر.. تعلم المهنة منذ نعومة أظافره وينتج خبزا تتخطى جودة السياحى.. ويستقبل الجميع بود وحب ويقدم لهم الإفطار مع بداية الإنتاج صباحا.. صور عم محمود أثناء العمل

الدقهلية -محمد الحبشي

فى كل مكان فى مصر حكاية، وحكايات المصريبن مبتنتهيش، كلها شهامة وجدعنه وبيظهر فيها دائما جبر الخواطر، بيكون بطلها دايما هو المصرى البسيط إلى شبعان أصول أجدادنا المصريين، هدفه الأول والأخير هو العمل بإخلاص لتقديم كل مايملك حبا وعشقا لوطنه، وكى تكتمل المعادلة المصرية، التى تظهر ترابط نسيج المجتمع المصرى، يعمل كل شخص فى مجاله بإخلاص وتفاني.

وهنا يرصد موقع وتليفزيون "اليوم السابع" قصة عم محمود" صاحب الابتسامة والمحبوب من الجميع، وهو أحد أقدم الفرانين الذين يصنعون البهجة ويتعاملون بمبدأ "جبر الخواطر"، حيث يراعى الله فى التعامل مع المترددين عليه، وينتج أفضل رغيف "خبز مدعم" من الدولة المصرية، وتقديمه للمواطنين، فى صوره وجودة فائقة ينافس بها "الخبز السياحي" الموجود بأعلى المواصفات، بل يتخطاه كونه تربى على هذه المهنه منذ نعومه أظافره، ويحبها كثيرا.

 

بين العجين والنار.. الابتسامة وجبر الخواطر والإفطار الفلاحى

عم محمود صاحب الـ55 عاما من عمره، ابن محافظة الدقهلية، والذى بدأ حياته مع المهنه منذ نعومة أظافرة حيث تعلم مهنه "الفران" وهو فى عمر الـ9 أعوام، داخل أول مخبز حكومى تم إنشاءه داخل مدينته، ليكتسب خبرة مهنته التى يحبها ويمارسها على مدار أكثر من 40 عاما، بين أحضان المهنه الشاقة التى يعشقها، حيث يتواجد دائما بين العجين والنار فى درجة حرارة مرتفعة على مدار هذه السنوات، لكن حبه وإخلاصه وشغفه للمهنه هم سر نجاحه.

 

واستمر العم محمود فى مهنته حتى الآن، ووصل أن أصبح مالك مخبز للخبز المدعم، الذى تدعمه الدولة المصرية لتسليمة للمواطنين يوميا، وعندما أكرمه الله لم ينسى فضله عليه، حيث يتعامل برفق وطيب خاطر مع الجميع ويعتمد فى ذلك على جبر الخواطر، فعندما تذهب فى الساعات الأولى من كل يوم وتحديدا بعد صلاة الفجر مباشرة، تجد الابتسامة على وجهه، وتنظيم المواطنين فى مجالسهم، وتسليمهم الخبز كلا فى دوره، ولكن الأهم من ذلك هو طريقته فى التعامل وجبر الخواطر، والتى كانت سببا فى حب الجميع له، ودائما تستمع لجملة "عم محمود مبيزعلش حد" ثم يأتى بعدها الدعاء "ربنا يباركله"، لكن المشهد الأهم والذى يوضح قيمة التجارة مع الله وجبر الخواطر، هو مشهد يظهر فى الصورة مع بداية إنتاج الخبز فجر كل يوم، يظهر وقتها العم محمود وهو يقوم بعمل الإفطار الفلاحى البسيط وتوزيعه للمترددين الراغبين فى الإفطار من الموجودين أمام المخبز للحصول على الخبز، حيث يخرج الخبز وهو ساخن ويضع عليه العم محمود الجبنه القديمة أو المش الفلاحى، ويقوم بالتوزيع عليهم.

 

الاهتمام بالتفاصيل والعمل على راحة المواطنين

وتعود العم محمود على الاهتمام بأدق التفاصيل مثلما تعود منذ الصغر وشاهد اهتمام الدولة المصرية دائما بالمواطن، فترعرع على ذلك، وأهتم هو الأخر بأدق التفاصيل حيث يقوم بترتيب الحضور كلا فى مكانه، وعدم إجهادهم والوقوف فى طوابير على أقدامهم لفترة طويلة وسط الزحام والمنافسه على الوصول للحصول على حصتهم فى الخبز، بالعكس تماما يجلس الجميع، ويمر شخص يقوم بتوزيع الأرقام عليهم، ليتحرك كل شخص فى دوره ويحصل على الخبز الذى يريده.

 

وقام العم محمود بتقسيم الشوارع الجانبية المحيطه بالمخبز إلى شارع خاص بالرجال، وآخر خاص بالسيدات ثم أنشأ شبك حديدى مرتفع ليقوم كل مواطن بتبريد الخبز عليه لدقائق معدودة وذلك بعد الحصول على الخبز مباشرة، حتى لا يتم وضع الخبز على الأرض أو مداخل المنازل، ويكون سببا فى راحة الجميع وعدم تعرضهم للإرهاق، أشياء قد يراها البعض بسيطة، لكن اهتمامه بجبر خاطر كل فرد والحرص على استقباله والتعامل معه بصورة مميزه يجعل الجميع فى حالة من السعادة والارتياح.

 

الخبز المدعم المصرى ينافس السياحى بالدقهلية

وصل العم محمود من خلال خبرته داخل المخابز الممتده لأكثر من 40 عاما إلى إنتاج خبز عالى الجودة، يتخطى الخبز السياحى، ويقول العم محمود عن سر الإنتاج بهذه الجودة: الخبز أنفاس وخبرة فكل شئ يكون بمعيار واضح، مثلما يتم وزن العجين أثناء تقطيعه، يتم معيار كل شئ بدقه متناهيه، السير له سرعة محددة، حتى المرور على النار أيضا له معيار، فالمخابز الحكومية جميعها بها نفس المعدات ويتم التوزيع علينا من نفس الدقيق " الطحين" وحتى الخميرة المستخدمه، ولكن الفرق فى الخبرة والاهتمام.

 

وأكمل أن الكل يعرف مدى اهتمام الدولة المصرية بمواطنيها، خاصة فى "الخبز المدعم" حيث تقدم جميع الخدمات التى تجعل المواطنين ينعمون ب " حياة كريمة"، ومن أهم الخدمات التى تقدمها الدولة للمواطنين هو "الخبز المدعم" والذى يتم دعمه من قبل الدولة بمبالغ طائله تتخطى ال 100 مليار جنيه سنويا، من أجل تقديمه للمواطنين يوميا بأفضل جودة، وهنا لم تقف الدولة المصرية لمجرد الدعم المادى، لكنها تسعى دائما لإنتاج منتج عالى الجودة، يليق بحياة المصريين، وتظهر هذه الجودة داخل المخابز المدعمه فى محافظة الدقهلية، لذلك أعمل أقصى ما فى وسعى كى أكون على قدر المسئولية التى تضعها الدولة بين أيدينا

 

سر الخبز المصرى المدعم عالى الجودة

وتابع عم محمود حديثه: الدقيق الذى يتم توريده لنا عالى الجودة، ونقوم بالتعامل معه من خلال خبرتنا التى اكتسبناها على مدار عمرنا، حيث يمر الخبز بمراحل عديدة، تبدأ بالعجين حيث يتم وضع جوال الدقيق فى العجانه ثم كيس خميرة كاملا يتم توزيعه أثناء العجن، ثم يترك لفترة محدده نعرفها جيدا يصل وقتها لمرحلة التخمير، ثم يتم نقله يدويا من داخل العجانه، إلى القطاعة، والتى بدورها تقطيع العجين بكميات وأوزان متساوية ويكون الميزان الحساس مراقبا لذلك حسب تعليمات الحكومة، بعدها يمر التقطيع على السير الإلكترونى داخل دولاب يسمى المخمر لسحبه بسرعة محدده وتوصيله للفرادة والتى تقوم يوضع كميات من الدقيق على العجين ويتم بعدها عمل حجم رغيف الخبز.

 

تأتى بعد ذلك مرحلة سحب الرغيف

سحب الرغيف من أعلى الفرادة إلى المخمر الثانى، والذى يمر عليه الرغيف كامل الحجم، لنقله إلى المرحلة النهائية، والوصول إلى الفرن الحرارى، ويمر بعدها العجين داخل بيت النار على درجة حرارة وسرعة محددة، ليخرج فى شكله النهائى من الخبز عالى الجودة الذى يصل إلى المواطن بجودة وإتقان حيث يظهر بالحجم والوزن المحدد إضافة لإحمراره وظهوره بالشكل المفضل ليقوم بعد ذلك المواطن بإستلام الخبز المدعم عالى الجودة بالكميات المقرر صرفها، لتظهر حالة من الرضا على وجوه المواطنين، الذين أشادوا بجودة المنتج وحسن المعاملة واستقبالهم بترحاب وتقديم كل وسائل الراحه لهم، إضافة لجبر الخواطر وإعطاء من يريد دون مقابل مادى فى بعض الأوقات، لتظهر كل معانى الإنسانية والصفات المصرية التى تتسم بالشهامة والحب ويكونوا سببا فى تماسك المجتمع والنسيج المصرى الواحد.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب