تصاعد الحرب التجارية بين أوروبا والصين.. الاتحاد الأوروبي يدرس فرض رسوم ضخمة على واردات الصلب الصينية لحماية الصناعة.. خبراء يحذرون من التأثير على تكاليف البناء وصناعة السيارات والطاقة المتجددة

الثلاثاء، 14 أكتوبر 2025 05:00 ص
تصاعد الحرب التجارية بين أوروبا والصين.. الاتحاد الأوروبي يدرس فرض رسوم ضخمة على واردات الصلب الصينية لحماية الصناعة.. خبراء يحذرون من التأثير على تكاليف البناء وصناعة السيارات والطاقة المتجددة علم الصين

فاطمة شوقى

يتصاعد القلق الأوروبى من هيمنة الصين على أسواق المعادن ، ويدرس الاتحاد الأوروبى فرض رسوم ضخمة على وارادات الصلب القادمة من بكين، فى محاولة لحماية الصناعة الأوروبية من الممارسات التجارية غير العادلة وضمان بقاء المصانع المحلية قادرة على المنافسة فى ظل سباق عالمى محتدم على المواد الأساسية للصناعات الثقيلة والتحول الأخضر.

وتبحث المفوضية الأوروبية، وفقاً لتقارير اقتصادية أوروبية، في فرض رسوم جمركية عالية على واردات الصلب من الصين، بعد تزايد الشكاوى من الشركات الأوروبية بشأن الإغراق الصيني في الأسواق، حيث تُباع المنتجات بأسعار تقل كثيرًا عن تكلفتها الحقيقية، ما يؤدي إلى تراجع أرباح المصانع الأوروبية وإغلاق بعضها خلال السنوات الأخيرة، حسبما قالت صحيفة 20 مينوتوس الإسبانية.


وقالت مصادر داخل بروكسل إن الخطوة تأتي ضمن استراتيجية أوروبية جديدة لمواجهة التهديدات الاقتصادية غير المتكافئة القادمة من الصين، التي أصبحت المزود الرئيسي للصلب منخفض التكلفة في القارة، وسط زيادة حادة في إنتاجها تجاوزت 55% من الإنتاج العالمي. وتشير بيانات المفوضية إلى أن صادرات الصين من الصلب إلى أوروبا ارتفعت بنسبة 40% منذ عام 2022، ما أثار قلق الحكومات والشركات من تآكل الحصة السوقية الأوروبية.


وأشارت صحيفة الإكونوميستا الإسبانية إلى أن الاتحاد الأوروبى يعتزم اعتماد آلية تسعير الكربون على الحدود كإحدى الأدوات لفرض رسوم على المنتجات القادمة من دول تلتزم بمعايير الانبعاثات البيئية الأوروبية، وهو ما سيشمل الحديد والصلب، في محاولة لحماية الصناعات التي تتحمل تكاليف إضافية للحد من الانبعاثات داخل أوروبا.


وتواجه بروكسل ضغوطا متزايدة من الدول الأعضاء، خاصة فرنسا وألمانيا وإيطاليا، التي ترى أن الإغراق الصيني يهدد مئات الآلاف من الوظائف في القطاع الصناعي ويقوض الجهود الأوروبية لتحقيق الاستقلال الاقتصادي في المواد الإستراتيجية.


وقال المفوض الأوروبي لشؤون التجارة، فالديس دومبروفسكيس، إن الاتحاد الأوروبي لن يقف مكتوف الأيدي أمام الممارسات التي تقوض المنافسة العادلة، مؤكدا أن أوروبا تسعى إلى تجارة مفتوحة، لكن قائمة على قواعد متكافئة.
وفي المقابل، حذرت الصين من أن أي رسوم إضافية ستعتبر تمييزا تجاريا وستقابل بإجراءات مضادة، مشيرة إلى أن صادراتها تلبي الطلب العالمي وتساهم في استقرار الأسواق،  كما دعت بكين بروكسل إلى تسوية النزاعات عبر الحوار والتعاون لا عبر الحواجز التجارية.


ويرى محللون اقتصاديون أن هذه الخطوة قد تفتح فصلا جديدا في الحرب التجارية العالمية، مؤكدين أن أوروبا تحاول إيجاد توازن بين حماية صناعتها المحلية والحفاظ على العلاقات الاقتصادية مع ثاني أكبر اقتصاد في العالم،  ويشير خبراء إلى أن فرض الرسوم سيؤثر على تكاليف البناء وصناعة السيارات والطاقة المتجددة، ما قد ينعكس على الأسعار النهائية للمستهلكين في القارة.


ومع تزايد التوترات الاقتصادية بين الغرب والصين، يبدو أن الصلب أصبح ساحة مواجهة جديدة بين القوتين التجاريتين، فيما تسعى أوروبا لإثبات قدرتها على الدفاع عن صناعتها دون التضحية بمبادئ التجارة الحرة أو مصالحها الإستراتيجية.

 




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة