من القاهرة للعلمين.. مصر رائدة فى بناء ناطحات السحاب.. ساهمت فى إعادة تشكيل وجه "المحروسة" منذ الخمسينيات بأيدى المهندسين المصريين.. والأهرامات ظلت أطول مبانى العالم لمدة 4389 عاما تقريبا.. صور

الثلاثاء، 28 يناير 2025 07:00 ص
من القاهرة للعلمين.. مصر رائدة فى بناء ناطحات السحاب.. ساهمت فى إعادة تشكيل وجه "المحروسة" منذ الخمسينيات بأيدى المهندسين المصريين.. والأهرامات ظلت أطول مبانى العالم لمدة 4389 عاما تقريبا.. صور أبراج العلميـن
كتبت آية دعبس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"بلمونت" أول ناطحة على ضفاف النيل..
-  و"برج القاهرة" يجسد عظمة العمارة المصرية القديمة..
-  أبراج العاصمة الإدارية طفرة معمارية تعكس طموح الدولة فى بناء مدن ذكية متطورة تلبى احتياجات المستقبل.. وتُعزز دور المدينة كمركز اقتصادى جديد على مستوى المنطقة

منذ قديم الزمان، كانت القاهرة، كغيرها من المدن الكبرى، تُعرف بشوارعها القديمة وأبنيتها المنخفضة، ومع مرور الوقت، بدأت المدينة تشهد تحولاً جذرياً في طابعها العمراني، حتى أصبحت ناطحات السحاب، التي كانت في البداية حلماً، جزءاً لا يتجزأ من أفق العاصمة المصرية اليوم، فهي لا تقتصر على كونها معالم معمارية فحسب، بل أصبحت رموزاً لنجاح الاقتصاد المصري في التحول إلى عصر الحداثة، وفي السنوات الأخيرة، شهدت مصر نقلة نوعية في تشييد ناطحات السحاب، حيث تتواجد الآن العديد من الأبراج التي تعد من الأطول في إفريقيا، مما يعكس تحولاً كبيراً في ملامح المدن المصرية، وخاصةً القاهرة والإسكندرية.

 

ناطحة سحاب تعود للخمسينيات فى القاهرة
ناطحة سحاب تعود للخمسينيات فى القاهرة

 

إن ناطحات السحاب فى مصر ليست مجرد بنايات شاهقة، بل هي رموز للتقدم والابتكار، بداية من برج القاهرة إلى الأبراج الحديثة في العاصمة الإدارية الجديدة، وتشهد مصر اليوم تحولًا معماريًا يعكس الطموح الكبير نحو المستقبل، ومع استمرار استثمارات الدولة فى هذا القطاع، تواصل ناطحات السحاب كتابة فصول جديدة من قصة النمو الحضرى في مصر، وتحسين البنية التحتية للمدن الكبرى، وجذب الاستثمارات الأجنبية، وتعزيز قطاع السياحة، حيث أصبح العديد من هذه الأبراج نقطة جذب سياحية بفضل موقعها وتصميمها العصري.

ناطحة السحاب فى 1954  بالقاهرة
ناطحة السحاب فى 1954 بالقاهرة

 

علاوة على ذلك، فإن تطور ناطحات السحاب يرتبط بشكل مباشر بالزيادة في الطلب على العقارات التجارية والسكنية عالية الجودة، مما يسهم في تحسين مستوى معيشة السكان وزيادة فرص العمل، وتستمر مصر في تطوير مشروعاتها العمرانية الضخمة، ويُتوقع أن تصبح ناطحات السحاب جزءاً أساسياً من رؤيتها العمرانية للمدن في المستقبل، مع الاتجاه نحو بناء المزيد من الأبراج العالية في مناطق جديدة مثل العاصمة الإدارية الجديدة والعلمين، فإن مصر على موعد مع تحول حضري يتماشى مع التوجهات العالمية في مجال البناء والتعمير، وفي السنوات القادمة، يمكن توقع بناء ناطحات سحاب أكبر وأكثر تطورًا، مدعومة بتكنولوجيا البناء الحديثة والتصميمات المبتكرة، مما يعزز مكانة مصر كمركز اقتصادي وعمراني رئيسي في المنطقة.

 

مراحل بناء برج القاهرة - أحد أقدم ناطحات السحاب فى مصر
مراحل بناء برج القاهرة - أحد أقدم ناطحات السحاب فى مصر
برج القاهرة
برج القاهرة

وحول تاريخ بناء ناطحات السحاب في مصر، يقول الدكتور مهندس إسلام عبد القدوس، معمارى وأكاديمى: إن عمارة المباني الشاهقة، أو ناطحات السحاب، ليست ظاهرة جديدة على مصر، حيث تُعَدُّ ناطحات السحاب من أبرز الإنجازات الهندسية والمعمارية في تاريخ البشرية، حيث تحوّلت إلى رموزٍ للتقدّم والتطوّر الحضري والاقتصادي في العديد من المدن حول العالم، وتاريخ ناطحات السحاب يعود إلى أواخر القرن التاسع عشر، وهي نتاج لتضافر عوامل عدة مثل التطورات التكنولوجية، الاقتصادية، والاجتماعية.

مهندس إسلام عبد القدوس
مهندس إسلام عبد القدوس

 

وأضاف عبد القدوس، في تصريحات لـ"اليوم السابع"،: فى الواقع، لعب المعماريون المصريون دوراً كبيراً فى تطوير هذا النمط من المباني، بداية كان للمعماري الرائد محمود رياض دور بارز في هذا المجال، حيث ساهم فى إعداد التصميمات التنفيذية لمبنى إمباير ستيت الأطول فى العالم فى تلك الفترة بارتفاع 381 م - بعد تخرجه من مدرسة العمارة في ليفربول، وذلك من خلال مكتب فى نيويورك في الثلاثينات من القرن الماضي، وبعد عودته إلى مصر، مكتسبا خبرة كبيرة ساهمت في إعادة تشكيل وجه القاهرة المعاصر، خصوصاً خلال الخمسينيات.

 

ناطحة سحاب بلومنت
ناطحة سحاب بلومنت

 

وتابع: مرورا بالمتميز العبقرى نعوم شبيب بإسهاماته فى تطوير هذا النمط فى مصر، حيث قام بتصميم ثلاثة ناطحات سحاب بارزة، بدأ مشواره فى عام 1954 بعمارة بشارع الساحة في وسط البلد بارتفاع 76 متر، وتتكون من 22 طابق وبمعالجة بيئية من تعريشات الطوب double skin بغرض تظليل الحائط خلفها، تلاه برج ثابت - ثابت (بلمونت) الواقعة على النيل بمنطقة جاردن سيتي بالقاهرة في 1958 وكانت أعلى عمارة سكنية في مصر وقت انتهائها بارتفاع 106 م مقسمة على 35 طابق سكني، وتوج جهوده بالعمل الأكثر تميزاً ورمزية، وهو برج القاهرة بارتفاع 187 م وصياغة تشكيلية تجريدية تُمثل زهرة اللوتس المرفوع على أرضية من الجرانيت الاسواني محاكيا عظمة العمارة المصرية القديمة في إشارة رمزية أن أهرامات الجيزة ظلت أطول مبانى في العالم لمدة 4389 عام تقريبا، حتى افتتاح برج ايفل فى 1889م.

 

أهرامات الجيزة
أهرامات الجيزة

 

عمارة شارع الساحة في وسط البلد
عمارة شارع الساحة في وسط البلد

واستطرد: إن هذا الإرث المعماري الكبير، المُفعم بالخبرات المتراكمة والذي أمتد لاحقا في اجيال أبدعت لنا أيقونات معمارية متميزة على مدى سبعين عامًا يمكن رؤية بعضها على ضفاف نيل القاهرة، كان من الطبيعي أن ينعكس الآن في أبراج العلمين والعاصمة الإدارية الجديدة، كامتداد يعكس خبرات كبيرة للمهندسين والمعماريين المصريين، وتشهد العاصمة الإدارية الجديدة في مصر طفرة معمارية هائلة تجسّد طموح الدولة في بناء مدينة ذكية متطورة تلبي احتياجات المستقبل، ومن أبرز ملامح هذه المدينة الحديثة هو التركيز على بناء مراكز حضرية تحوي ناطحات السحاب التي تعكس النمو الاقتصادي وتطوّر قطاع البنية التحتية في مصر، تمثل هذه الأبراج رمزًا للتقدم العمراني والمعماري، وتستقطب الانتباه المحلي والدولي.

البرج الأيقونى
البرج الأيقونى

 

وأشار الدكتور إسلام عبد القدوس، إلى أن (البرج الأيقوني) هو المشروع الأكثر شهرة في العاصمة الإدارية الجديدة، كما يُعدّ أطول ناطحة سحاب في أفريقيا بارتفاع يبلغ 385 مترًا، موضحا أن البرج جزء من منطقة الأعمال المركزية (CBD) ويهدف إلى أن يكون مركزا اقتصاديا وثقافيا رئيسيًا، قائلا: ولا يمكن التحدث عن تطور عمارة ناطحات السحاب في مصر دون ذكر مدينة العلمين الجديدة والتي تضم منطقة أعمال مركزية تمثل القلب الاقتصادي للمدينة، تحتوي هذه المنطقة على مجموعة من الأبراج الشاطئية التي تستضيف مقرات الشركات الكبرى والمؤسسات المالية بارتفاعات تتراوح بين 100 الى 200 م مما يعزز من دور المدينة كمركز اقتصادي جديد على مستوى المنطقة.

 

صورة خلال بناء برج القاهرة
صورة خلال بناء برج القاهرة

 

وقال: إن ناطحات السحاب في العلمين الجديدة لا تعكس فقط التقدم العمراني، بل هي أيضًا مؤشر على التحول الاقتصادي الذي تشهده مصر، فبفضل هذه المشاريع، يتم جذب الاستثمارات الأجنبية وتعزيز السياحة، خاصة مع البنية التحتية المتطورة والخدمات المتكاملة التي توفرها المدينة، كما تسهم ناطحات السحاب في خلق فرص عمل جديدة، ودعم الاقتصاد المحلي، وتعزيز مكانة العلمين الجديدة كمحور رئيسي للتنمية في الساحل الشمالي، إن ناطحات السحاب ليست مجرد مبانٍ، بل هي تعبير عن روح الابتكار والطموح الإنساني، عبر تاريخها، كانت ناطحات السحاب مرآة للتقدم التكنولوجي والمعماري، وهي لا تزال تشكّل جزءًا أساسيًا من مستقبل المدن العالمية.

 

أبراج العاصمة الإدارية الجديدة
أبراج العاصمة الإدارية الجديدة

 

من ناحيتها، قالت الدكتورة ولاء نور، أستاذ العمارة والتصميم العمراني ووكيل كلية الهندسة جامعة طنطا، رئيس شعبة العمارة السابق بنقابة المهندسين، إن المباني الشاهقة هي النوع الأكثر شيوعا من البناء في المدن لأنها تسمح لعدد كبير من الناس بالعيش بالقرب من مراكز المدن، كما يمكنها ايضاً توفير إطلالات جميلة علي أفق المدينة، ذلك بخلاف أن بناء ناطحات السحاب يقلل من تكلفة الأرض لكل مساحة أرضية إجمالية للمبنى، حيث تكون أسعار الأراضي مرتفعة من مراكز المدن.

الدكتورة-ولاء-نور
الدكتورة-ولاء نور

 

وأشارت إلى أن مصر شهدت طفرة في العمارة خلال السنوات الماضية، تمثلت في بناء عددا من ناطحات السحاب، حيث يعتمد البرج الأيقوني على أحدث التقنيات في مجال البناء والهندسة المعمارية بما في ذلك أنظمة الأمان الذكية وتقنيات توفير الطاقة ويعبرعن الهوية المصرية المعاصرة ويتميز بواجهته الزجاجية اللامعة وبنيته الأساسية التي تعكس التقدم الهندسي والتكنولوجى، بالإضافة إلى أبراج العلمين الجديدة تمثل طفرة فى عالم تطوير المدن الجديدة وتتميز بتصميمها الفريد الذي يجمع بين الحداثة والأناقة في تصميم معماري استثنائي.

أبراج العلمين الجديدة
أبراج العلمين الجديدة

 

وتابعت ولاء: وتستعد مصر لبناء أطول برج في العالم يفوق في ارتفاعه عن برج خليفة في دبي حيث ستقوم مصر ببنائه في العاصمة الإدارية الجديدة فى القاهرة، وستدشن مصر البرج وفقا لرؤية مصر 2030 حيث سيبلغ طوله 1000 متر وسيكون من أطول الأبراج حول العالم، واختار المصممون شكلا خاصا للبرج ليحاكي المسلات الفرعونية ويكون من أهم معالم مصر في العصر الحديث، مشيرة إلى جهود مصر فى تحقيق التنمية المستدامة من خلال «خطة 2030»، إذ تم إنشاء مدن مثل العاصمة الإدارية والعلمين والجلالة بتقنيات متطورة توفر بيئة معيشية متكاملة.

 

أبراج العلميـن
أبراج العلميـن

 

وأضافت وكيل كلية الهندسة جامعة طنطا: أن فلسفة المدن الجديدة التي تعمل مصر عليها تعتبر استراتيجية قومية تهدف لإحداث شرايين جديدة للتنمية المستدامة الشاملة بالدولة المصرية، موضحة أن القاهرة تحاول الخروج من ضيق الحياة في مساحة لا تتخطى الـ 7% من إجمالي مساحة مصر، لافتا إلى أن المدن الذكية تهدف لتقليل التلوث والأنبعاثات الكربونية ومواجهة التغيرات المناخية، عن طريق إنشاء المباني الخضراء واستخدام الطاقة المتجددة.

وأشارت إلى أن مصر تحاول التوسع فى البناء العمرانى لاستيعاب الزيادة السكنية المطردة، متابعة: «توجهات الدولة من أجل تحقيق تنمية مستدامة وتنفيذ خطة 2030 التي وضعها الرئيس عبد الفتاح السيسي تعتبر مجهودات جبارة وعظيمة، إذ أنها تمثلت في إنشاء مدن ذكية وطفرة إنشائية غير مسبوقة»، موضحة أن مزايا المدن الذكية تكمن في أنها تحد من استخدام الطاقة غير المتجددة، واستخدام التكنولوجيا الحديثة للحد من التلوث البيئي، وأيضا إعادة تدوير المخلفات، واحتوائها على مبانٍ وحدائق خضراء ومرافق ذكية على بنية رقمية موحدة.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة