كانت رحلة المقاول والنجار الأمريكي جيمس ولسون مارشال المنحدر من نيوجيرسي إلى كاليفورنيا في يناير 1848 لمهام محددة.. بناء مصنع للأخشاب لصالح رجل أعمال يدعي جون سوتر، قبل أن يصادف في يوم 24 يناير، في مثل هذا اليوم، حدثاً لم يغير فقط مجرى حياته، وإنما مصير تلك الأرض التي يقف عليها، ليعجل بخروج تلك الولاية من عباءة المكسيك ويفتح الباب واسعاً أمام انضمامها سريعاً إلى الولايات المتحدة الأمريكية.. والسبب: ذهب كاليفورنيا، فما هي القصة؟
النجار جيمس ولسون مارشال مكتشف الذهب
كاليفورنيا والمكسيك .. جذور تاريخية وراء رغبات ترامب
عرفت كاليفورنيا قديماً باسم "ألتا كاليفورنيا"، وكانت تخضع للاستعمار الأسباني منذ عام 1821، حيث شكلت المكسيك وألتا كاليفورنيا إمبراطورية المكسيك الأولى التي تحولت من الملكية إلى النظام الجمهوري في عام 1846. وبعد اندلاع الحرب المكسيكية الأمريكية، تخلت المكسيك عن ولاية كاليفورنيا إلى الولايات المتحدة لتصبح بذلك الولاية رقم 31 بتاريخ 9 سبتمبر 1850. وربما تفسر تلك التفاصيل التاريخية جزءًا من دوافع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لضم خليج المكسيك، وقبل ذلك تحركاته لبناء جدار المكسيك خلال ولايته الرئاسية الأولى.
وفي خطاب التنصيب، قال دونالد ترامب إنه في غضون فترة قصيرة سيتم تغير اسم خليج المكسيك إلى خليج أمريكا، وهو خليج غني بالموارد النفطية، تتقاسمه إداريا في الوقت الحالي الولايات المتحدة والمكسيك، وكان يلقب قديماً باسم خليج أسبانيا الجديدة.
لا يفوتك .. رد فعل هيلاري كلينتون على حديث ترامب عن تغيير اسم خليج المكسيك
وأمام إعلان ترامب، علقت نظيرته المكسيكة كلوديا شينباوم قائلة : الولايات المتحدة كانت تسمى في القرن السابع عشر بـ"أمريكا المكسيكية" وإنه اسم جميل مع احترامي لترامب، فيما قال سلفها الرئيس المكسيكي السابق أندريس لوبيز أوبرادور، تغيير تسمية خليج كاليفورنيا إلى خليج كورتيز لأنه أقرب إلى الثقافة المكسيكية.
ترامب أقدم على موجة تصعيد جديدة مع المكسيك منذ عودته للبيت الأبيض
مصادفة النجار واكتشاف الذهب .. كيف انضمت كاليفورنيا للولايات المتحدة
في يوم 24 يناير عام 1848، وبينما كان جيمس ولسون مارشال يشرع في بناء مشروع مصنع الأخشاب لصالح جون سوتر، عثر على قطع ذهب صغيرة بالنهر الأمريكي أسفل جبال سييرا نيفادا قرب كولوما بكاليفورنيا، وهو الاكتشاف الذي حدث قبل أيام من توقيع معاهدة جوادالوبي هيدالجو التي تخلت بموجبها المكسيك عن كاليفورنيا لصالح الولايات المتحدة، ليحاول في بادئ الأمر التستر على ذلك الاكتشاف للاحتفاظ بالذهب لنفسه مع سوتر، إلا أن أنباء تواجد الذهب ذاعت بشكل لافت وأقدمت صحيفة محلية على النشر في مارس من العام التالي.
عمليات التنقيب عن الذهب فى كاليفورنيا
بشكل متسارع، بدأت رحلات الأمريكيين من سان فرانسيسكو وغيرها في الذهاب إلى كاليفورنيا بحثاً عن الذهب أملاً في تحقيق ثروات طائلة، لتعرف كاليفورنيا منذ ذلك الحين ما عرف تاريخياً بـ"حمي الذهب"، ليعلن الرئيس الأمريكي في ذلك الحين جيمس بولك رسمياً عن وجود ثروة هائلة في الولاية عقب توقيع معاهدة جوادالوبي هيدالجو عام 1848، تواجد بكاليفورنيا 6 آلاف شخص من أصول مكسيكية أو إسبانية، إضافة إلى حوالي 700 أمريكي ونحو 120 ألفاً من السكان الأصليين.
ومع انتشار اكتشافات الذهب بشكل أوسع، ارتفع عدد الأجانب بكاليفورنيا ليقدر بنحو 20 ألفاً أواخر عام 1848 قبل أن يبلغ 100 ألف مع نهاية عام 1849 وتساهم تلك التطورات في اسراع وتيرة انضمام كاليفورنيا للولايات المتحدة واعتمادها كالولاية الواحدة والثلاثين لتتوالي مراحل الولاية تاريخياً وتصبح مقصداً للنجوم والمشاهير وتقام علي أراضيها هوليوود وغيرها من معالم الولايات المتحدة الشهيرة.
اقرأ ايضاً..
السوق يترقب قرارات ترامب..سعر الذهب اليوم فى مصر 24-1-2025
تعرف على الأصول التاريخية لكاليفورنيا وحقيقة انفصالها عن الولايات المتحدة
حرائق لوس أنجلوس تشعل أسعار العقارات وتكاليف المعيشة فى ولاية كاليفورنيا
طالبته بالرحمة فاتهمها بالتطرف.. ترامب يشتبك مع قسيسة ويحذر من "تسييس الكنائس"
هل احترقت هوليوود ؟ صور مضللة تثير جدل.. وسلطات أمريكا تكشف التفاصيل
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة