حرية الصحافة فى مهب الريح.. إخراج بالقوة لصحفيين هاجموا بلينكن بسبب سياسته إزاء إسرائيل.. صحفى يهودى يهاجم وزير الخارجية الأمريكى: تخليت عن أساس القانون لالتزامك بالصهونية.. وآخر: أنت مجرم ومكانك فى لاهاى

إزدواجية المعايير هى سياسة أمريكية لا تخفى على أحد، يتبعها القادة والمسئولون أيا كان من يسكن البيت الأبيض.

لكن على مدار أشهر طويلة من الحرب الإسرائيلية الوحشية على قطاع غزة، كانت قباحة هذه الإزدواجية واضحة بشكل لا لبس فيه، ولم تستح إدارة بايدن فى تقديم كافة أشكال الدعم لنتنياهو وحكومته وسياسته حتى فى الوقت الذى انتقد العالم بأسره سياسة الإبادة الجماعية التى ينتهجها بحق الفلسطينيين.

وبينما ترى واشنطن شعار حرية التعبير وحرية الصحافة وحق الصحفيين فى الحصول على المعلومات، لا يبدو أن هذا الأمر ينطلق على من يهاجم أمريكا أو سياستها، حتى لو كانوا من صحفييها أنفسهم.

بدا هذا واضحا فى المؤتمر الصحفى الأخير لوزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن، الذى رفض الرد على اسئلة الصحيفيين الذين هاجموه عند الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة، فى الوقت الذى واصلت فيه واشنطن إرسال الأسلحة للدولة العبرية.

وتعرض بلينكن لعاصفة من الغضب عندما هاجمه أحد الصحفيين أثناء حديث عن اتفاق وقف إطلاق النار فى قطاع غزة بعد 15 شهرا من الحرب الإسرائيلية الوحشية على القطاع.

وفاجأ الصحفى اليهودى ماكس بلومنثل بلينكن أثناء حديثه، ووجه إليه سؤال "300 مراسلوا كانوا هدفا لقنابلك، لماذا واصلت إرسال القنابل فى الوقت الذى كان لدينا فيها اتفاقا فى مايو". وتابع قائلا: جميع الموجودين فى هذه الغرفة يا تونى كان يعلم أن لدينا اتفاقا فى مايو الماضى، فى إشارة إلى الاتفاق الذى أعلن عنه الرئيس جو بايدن فى هذا الوقت. واتهم الصحفى بلينكن بالتخلى عن أسس القانون من أجل "التزامهم بالصهيونية".

وحين سُئل في المؤتمر الصحفي عن احتمال أن يغير شيئا ما في تعامله مع إسرائيل، قال بلينكن إن الحكومة الإسرائيلية نفذت سياسات "حظيت أساسا بدعم الأغلبية الساحقة من الإسرائيليين بعد صدمة السابع من أكتوبر". وقال إن ذلك يتعين أخذه في الاعتبار على صعيد الاستجابة الأمريكية.

وواصل الصحفى هجومه على بلينكن، فى الوقت الذى تجنب الأخير الرد عليه وبدأ المساعدون فى إخراجه من الغرفة، وقال بلومنثال  لماذا سمحت بتدمير منازل أصدقائى فى غزة، متهما وزير الخارجية الأمريكى، يهودى الديانة، بالمساهم فى تدمير دينهم اليهودية عبر ربطها بالفاشية، بسبب رضوخه لإدارة نتنياهو. وقال له: لقد رضخت أمام الفاشية الإسرائيلية.

واتهم الحفى بمحاباة اللوبي الصهيوني، وقال إنه ووالده قبله كانا من أبرز الداعمين والمروجين لهذا اللوبي، الذي يتمتع بقوة وتأثير كبير في الولايات المتحدة. وقال بلومنثل: جدك كان من اللوبى الإسرائيلى.. هل سيطرت عليك إسرائيل؟ ولماذا سمحت بوقوع محرقة عصرنا؟ وما هو شعورك أن يكون إرثك الإبادة؟ حتى قام رجال الأمن بإخراجه من القاعة.

فيما قال له صحفى آخر: أنتم تعرفون عن أسلحة إسرائيل النووية ، فيما يمول الجميع محكمة العدل الدولية كنت أجلس هناك بهدوء، لكن الآن يعاملنى شخصان أو ثلاثة بخشونة.. تتكلمون عن الصحافة الحرة، أنتم تؤذوننى، موجها حديثه للأمن الذى حاول إزاحتة بالقوة من على مقعده، ووصفه الصحفى بلينكن بانه مجرما متسائلا: لماذا  لست فى لاهاى؟