يا أبو الطاقية الشبيكة مين شغلهالك؟.. من وبر الإبل وصوف الخراف سيدات السنباط يغزلن الطواقى بمهنة عمرها مئات السنين.. أم محمد توزع الصوف على السيدات وتجمع الطواقي لبيعها لزبائنها بالمدينة.. فيديو

الأحد، 29 سبتمبر 2024 10:00 م

المسنات يعملن بالصناعة

الفيوم رباب الجالي

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"يابو الطاقية الشبيكة مين شغلهالك يابو الطاقية الشبيكة يا عزيز عيني".. هذه الكلمات من الأغنية التراثية الشهيرة، دليل عن أن غزل الطواقي الصوف مهنة تراثية في مصر لها أهميتها ولها زبائنها الذين اعتادوا علي ارتدائها وتوارثوا هذه العادة من أجدادهم مثلما توارثن نحن كلمات هذه الأغنية، وعندما نري الطواقي الصوف في بعض الأماكن المتخصصة لبيعها.

ربما نعتقد أن ماكينات الصناعة الحديثة تصنع المئات منها في ثوان معدودة ، لكن قد لا يخطر ببالنا أن هناك أنواعا من هذه الطواقي تغزل علي أيدي سيدات بسيطات من وبر الإبل، وتستغرق صناعة الواحدة من هذه الطواقي ما يزيد عن أسبوع، وهو ما يحدث بقرية السنباط بمحافطة الفيوم، حيث تقوم السيدات بالقرية بشراء وبر الإبل وأصواف الخراف، ويقومن بغزله علي أدوات بدائية عمرها مئات السنين توراثوها عن جدادتهن، حتي يتحول إلي خيط صوف ناعم ويقومون بغزله بالإبره في شكل غرز متناسقة لعمل الطواقي الصوف بمختلف الأشكال والأحجام، وتقوم أكبرهن سنا وتدعي أم محمد بتجميع الطواقي منهن وتضعهن في "قفه" كبيرة وتحملهن فوق رأسها وتجلس بهن بوسط مدينة الفيوم لتبيع لزبائنها الذين يترددون عليها منذ عشرات السنين من الفيوم والمحافظات المجاورة.

وتقول أم محمد 62 سنة إنها توارثت مهنة صناعة الطواقي الصوف عن جدتها وأمها، حيث وجدتهن منذ صغرها يغزلن الصوف ويصنعن الطواقي مثل باقي سيدات القرية، اللواتي اتخذن من هذه الصناعة حرفة يتربحن منها دخلا يساعدهن علي الإنفاق علي أسرهن، ومساعدة أزواجهن.

ولفتت أم محمد إلي أن لديها أدوات الصناعة التي يتخطي عمرها المائتي عام وهي "القالب والإبرة والمغزل" ولفتت إلي أنها رائدة الصناعة بالقرية، حيث تقوم بالذهاب الي راعيين الأغنام والإبل وتقوم بشراء أصواف الأغنام والإبل منهم بكميات كبيرة، ثم تقوم بعزل الصوف بواسطة المغزل حتي يتحول الي خيط ناعم، وتقوم بتوزيع هذا الخيط علي السيدات بالقرية، وكلا منهن تقوم بغزل الطواقي وتسلمها لها، وهي تقوم بباقي المراحل منها أن تضع الطاقية علي القالب بعد تسخينه علي النار، لتقوم بكيها وضبط حجمها.

وأشارت أم محمد إلي أن كل سيدة بالقرية تتقاضي منها مبلغ من المال، مقابل كل طاقية تقوم بتصنيعها، وبذلك تقوم بالمساعدة في الإنفاق علي أسرتها من مهنة بسيطة، دون أن تضطر الي الخروج من منزلها أو السفر اليومي للعمل في المصانع أو المزارع.

وأكدت أم محمد أن كل سيدات القرية يعملون بالمهنة ويعلمون البنات الصغيرات حتي من تذهب منهن المدرسة وتتفوق فيها، تصر الأم علي تعليمها صناعة الطواقي الصوف لتكون حرف بين يديها تعمل بها وتدر دخلت عليها وتواجه بها تقلبات الأيام.

وأشارت إلي أن الطواقي لها أسماء كثيرة منها الشبيكة والأفرنجي وفتلة واحدة، والكثير من الأسماء الأخري، كما أنها لها مسميات وفقا للطبقات الإجتماعية، فهناك طاقية العمدة وطاقي المعلم، وطاقية الفلاح، وطاقية الصياد والأسطي.

وأكدت انها تنظر لهيئة الزبون ومن خلال ملابسه تعرف ما هو طلبه فتخرج له من بين الطواقي الطاقية التي تناسبه وتعلم أنه يبحث عنها، ولفتت الي أن الطاقية الواحدة تستغرق صناعتها إسبوع ويتراوح سعرها من 20 ال 35 جنيه .

وأكدت أنها رغم تخطيها الستين من عمرها إلا أنها تصر على استكمال مسيرتها في العمل لمساعدة أبنائها في الإنفاق علي أسرهن، وتحلم بتطوير صناعة الطواقي الصوف وأن تتاح لسيدات القرية الفرصة الكاملة للمشاركة في معارض المنتجات اليدوية التي تقيمها الدولة وتدعمها كما أن حلمها الكبير او تسافر لتأدية العمرة أو الحج .