أسرار صناعة السفن والشبك.. أقدم مهنة توارثها أجيال كفر الشيخ عبر 108 سنوات

الأحد، 29 سبتمبر 2024 05:12 م

كفر الشيخ – محمد سليمان

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تميزت محافظة كفر الشيخ، بامتلاكها مسطحات مائية، وطبيعة خلابة جعل مهنة الصيد المهنة الأولى لعدد كبير من أبناء المحافظة، لتعدد مصادر الصيد، ما بين الصيد بالبحر المتوسط وبحيرة البرلس وبنهر النيل، إضافة لانتشار المزارع السمكية، وارتبطت مهنة الصيد بمهنة صناعة المراكب والشباك، لذا انتشرت تلك المهنة بالمدن والقرى المطلة على البحر المتوسط وببحيرة البرلس.

تلاحم الأجيال للحفاظ على المهنة

وتجد عشرات الشباب وكبار السن والأطفال، على ضفاف بحيرة البرلس بمحافظة كفر الشيخ، في ورش لصناعة مراكب الصيد والسفن والصنادل، في صورة متميزة لتلاحم الأجبال للحفاظ على تلك المهنة، وتلك المهنة وهبت لأهالي مدينة البرلس، المدينة الباسلة الواقعة بين البحر المتوسط وبحيرة البرلس، التي شهدت معركة البرلس البحرية، الصبر والتحمل، والمحافظة تملك ربع أسطول مصر من المراكب فى مدينة البرلس وقرى الجزيرة الخضراء " الجزيرة الخضراء، السكرى، أبو خشبه، برج مغيزل، التابعة لمركز مطوبس، فتضم تلك المدينة إضافة لقرى مطوبس 25 ورشة تعمل في هذه المهنة سواء صناعة أو إصلاحاً، بالإضافة لصناعة الشباك بأنواعها.

عائلات تتوارث صناعة السفن بالبرلس منذ 108 سنوات

وتتميز المحافظة بوجود ميناء الصيد بالبرلس، والتي تنطلق منها مراكب الصيد للبحر المتوسط، بعد تزويدها بالوقود والثلوج، ويقطن بالبرلس وقرى مطوب أسر توارثت مهنة صناعة السفن ومنها عائلة القصاص والقلفاط على مدار 108 سنوات، وغيرهم، وهناك العشرات ممن يتميزون بصناعة الشباك، وإصلاحها.
صناعة الشباك

ومهنة صناعة الشباك بأنواعها من بين المهن التي تتميز بها مدينة البرلس، وقرى مطوبس وقرى سيدي سالم،،فهناك شباك صيد مخالف ومنها الغير مخالف وكلاهما يتم استخدامه في عملية الصيد ببحيرة البرلس، فمن مقاس 30 إلى مقاس 50 ماجه، فهي شباك مخالفة لأن المسافات بين "الماجة" ضيقة ،تستخدم في صيد الذريعة، وفي حالة ضبطها من قبل شرطة المسطحات يتم حرقها، وتحرير محاضر للمخالفين من الصيادين ،أما الشباك التي بها الموجه واسعة فهي شباك قانونية وأغلبها مقاس 17 أو 18، ولا تستخدم في صيد الذريعة، بل تستخدم في صيد الأسماك سواء صغيرة أو كبيرة.

وهناك من يمتهن تلك المهنة بجوار مهنة الصيد، فهناك من يصنع ويخيط الشباك، ويصلحها بعشش قريبة من بحيرة البرلس ،أو في محال ضيقة وسط مدينة البرلس، أو على المراكب التي يمتلكونها ،وتمتاز بالقوة والمتانة ،أما الشباك التي يتم توريدها من المصانع بالإسكندرية ضعيفة، فيضطر الصياد لتعديلها، لتتماشى مع خبرته ليستطيع الصيد بها، كما أن هناك أكثر من 10 ورش لصناعة السفن بقرى الجزيرة الخضراء و10 ورش أخرى بمدينة برج البرلس ،والتي تتميز بصناعة السفن وتمتلك حوالي ربع الأسطول المصري من المراكب، ويتم تعليم الأطفال والكبار مهنة صناعة السفن.

أنواع المراكب والسفن التي تصنعها
هناك أنواع متعددة من المراكب منها "الفلوكة" تعمل بالشراع الصغير ومنها أشكال عديدة للصيد بالشباك، ومراكب "السمبك" وهو زورق صغير وخفيف يستعمله صياد واحد فقط، وهناك "المراكب الكبيرة" و"الشراع المثلث"، والمراكب التي تستخدم شاحنات لنقل العديد من الأسماك والاستخدامات الأخرى كنقل البوص الذى يستخدم فى الكثير من الصناعات، وهناك " "الشنشيلا" تستعمل في الصيد الداخلى، وهناك مراكب مصنوعة من الحديد يستخدم في صناعته النوع الجيد من الحديد المصري فثمنه مرتفع وصناعتها بالطلب، ومدة صناعة المركب الحديد ‏6 شهور‏، أما الخشب‏ 8 شهور، وسعر المركب 2 مليون جنيه، وهناك مركب "الجر" مساحته 50 مترا يتكلف 2 مليون جنيه ويستخدم في الصيد بالمياه الإقليمية.

وتصدر مراكب الصيد للسعودية، ويتم الاتفاق مع راغب شراء المركب بتوفير الخامات، وبعد الانتهاء من صناعتها ،ويتم تحريكها من البرلس مجهزة حتى بالصيادين بعد تجهيز كافة أوراقها، مؤكداً صناعة اليخوت ،صناعة سهلة وممتعة ،فصناعتها تشبه صناعة الفنادق الراقية به كافة الرفاهيات، ويحتوي اليخت على حجرات للنوم وبار وصالونات وحمامات ومطبخ بتكلفة 2 مليون جنيه.

وتصنع المراكب الخشبية من أخشاب أشجار الكافور والسنط واللبح والتوت المشتراة من المناطق الريفية في محافظات المنوفية والغربية والبحيرة والدقهلية والأفضل الأشجار القديمة التي يزيد عمرها على 100 عام، وهناك ورش تصنع المراكب السياحية المستخدمة في الغردقة وشرم الشيخ والمراكب النيلية، وتقوم بعض الورش في قرية البرج بتصنيعها وتصدير هذه المراكب إلى المناطق السياحية وقبرص واليونان وتونس والمملكة العربية السعودية، وحجمها يتحدد حسب الطلب وإن كان أكبرها طوله 30 مترًا وعرضه 8 أمتار ويضم 9 كبائن والتصميم الرئيسي واحد ولكن الاختلاف يكون في الإمكانات والتجهيزات وتصميم أعلى المركب ولا فرق بين مراكب السياحة أو الصيد إلا في الفرش والتجهيزات أما أجهزة الملاحة فهي واحدة.