تشييع جثمان داسا آخر جواسيس عملية سوزانا الإسرائيلية بسجون مصر فى قضية فضيحة لافون.. ننشر نص التحقيقات التى جرت حولها.. وكيف نجحت القاهرة لاستغلالها لتعزيز مكانتها عالميا؟.. وتأثيرها على علاقات إسرائيل بحلفائها

الخميس، 26 سبتمبر 2024 08:26 م
تشييع جثمان داسا آخر جواسيس عملية سوزانا الإسرائيلية بسجون مصر فى قضية فضيحة لافون.. ننشر نص التحقيقات التى جرت حولها.. وكيف نجحت القاهرة لاستغلالها لتعزيز مكانتها عالميا؟.. وتأثيرها على علاقات إسرائيل بحلفائها بينحاس لافون - وزير الدفاع الإسرائيلي الاسبق
كتب – أحمد عبد الهادى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

مع وفاة "روبروت داسا" آخر الجواسيس الإسرائليين فى السجون المصرية، وتشييع جثمانة عن عمر تجاوز الـ90 عاما، بهذا قد أنتهت وأغلقت القضية التى عرفت إعلاميا فى مصر فى الخمسينات من القرن الماضى بـ"فضيحة لافون" و"عملية سوزانا"، القضية التى شغلت الرأى العام وقتها قبل ظهور الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعى، فكان الجميع ينتظر فى صباح كل يوم قراءة الجرائد الإخبارية لمعرفة تفاصيلها وما توصلت إليه، حتى صدور الحكم فيها على أثنين منهم بالإعدام 11 آخرين بالسجن لمدد طويلة، كان آخرهم اليوم وفاة روبورت داسا.

 

وتعد فضيحة لافون (Lavon Affair) من أشهر القضايا التجسسية فى تاريخ الصراع العربى الإسرائيلى، التى وقعت فى عام 1954 وكشفت النقاب عن محاولات سرية من قبل المخابرات الإسرائيلية للتأثير على السياسة الخارجية البريطانية والأمريكية فى مصر، وفيما يلى عرض للتحقيقات التى جرت حول القضية:

س: ما هى فضيحة لافون؟

ج: فضيحة لافون هى عملية سرية أطلق عليها اسم "عملية سوزانا" نفذتها شبكة من الجواسيس الإسرائيليين فى مصر عام 1954 كان الهدف من العملية القيام بأعمال تخريبية فى المنشآت الأمريكية والبريطانية الموجودة فى مصر، مثل السينما والمكتبات العامة، بهدف خلق حالة من عدم الاستقرار فى البلاد وإفساد العلاقات بين مصر والغرب، سميت العملية على اسم وزير الدفاع الإسرائيلى وقتها، بينحاس لافون، الذى كان المسؤول المباشر عن التخطيط للعملية.

س: اكتشاف العملية؟

ج: تم الكشف عن العملية بعد أن تم القبض على أحد أعضاء الخلية الإسرائيلية التخريبية، مما أدى إلى إلقاء القبض على باقى الأعضاء، وتم القبض على 13 شخصًا فى المجموع، معظمهم من اليهود المصريين الذين كانوا يعملون لصالح المخابرات الإسرائيلية، وتم إحباط خططهم قبل أن يتمكنوا من تنفيذ تلك الهجمات، لكنهم احدثوا بعض الأضرار المحدودة.

س: النتائج الفورية للعملية؟

ج: كانت نتأجها كارثية على المستوى الدولى والإسرائيلى، ونجحت مصر على استغلال الفضيحة لتعزيز مكانتها بين دول العالم، بينما تضررت صورة إسرائيل فى أعين حلفائها، وفى الداخل الإسرائيلى تسببت الفضيحة فى أزمة سياسية كبيرة، حيث ألقت باللوم على القيادات العسكرية والسياسية المسؤولة عن التخطيط للعملية.

 

س: تعامل الحكومة الإسرائيلية مع القضية؟

ج: فى البداية، نفت الحكومة الإسرائيلية تورطها فى أى عملية سرية داخل مصر، وبعد محاكمة المتهمين فى مصر وصدور أحكام بالإعدام ضد اثنين من الجواسيس وبالسجن لفترات طويلة على الآخرين، أعترفت إسرائيل بحقيقة الأمر وتورطها فى تجنيدهم، وبدأت التحقيقات الداخلية فى إسرائيل حول من كان مسؤولًا عن إعطاء الأمر لتنفيذ العملية.

 

س: دور لافون فى العملية؟

ج: بينحاس لافون كان وزير الدفاع الإسرائيلى فى هذه الفترة، وعلى الرغم من أنه أنكر تمامًا تورطه المباشر فى إعطاء الأوامر لتنفيذ عملية سوزانا، إلا أن العديد من التحقيقات أشارت إلى مسؤوليته عن الأمر، هذه الادعاءات أدت إلى استقالته من منصبه، وأستمر الجدل حول مدى تورطه الحقيقى، حيث اتهم البعض قادة آخرين مثل موشيه دايان وشيمون بيريز بالتورط.

 

س: نتائج التحقيقات الإسرائيلية؟

ج: إسرائيل شكلت لجان للتحقيق والنظر فى القضية المعروفة بفضيحة لافون، لأول لجنة، التى عرفت باسم "لجنة شينر"، ولم تتمكن من الوصول إلى نتائج حاسمة بشأن من كان المسؤول عن إصدار الأوامر، وفى عام 1960، تم فتح تحقيق جديد أدى فى نهاية المطاف إلى تأكيد تورط لافون وإدانته بإعطاء الأوامر فى القضية، هذا الأمر أدى إلى زعزعة الثقة فى القيادة الإسرائيلية وأدى إلى استقالة لافون من الحياة السياسية.

 

س: تأثير فضيحة لافون على العلاقات المصرية الإسرائيلية؟

ج: الفضيحة تسببت فى تأجيج التوترات بين مصر وإسرائيل، حيث استغل الرئيس جمال عبد الناصر القضية لتعزيز موقفه فى مواجهته مع إسرائيل، وساهمت الفضيحة فى زيادة الدعم الشعبى للسياسات الوطنية المصرية وزادت من تعاطف العالم العربى مع مصر فى مواجهتها مع إسرائيل.

 

س: العواقب طويلة الأمد لهذه الفضيحة؟

ج: فضيحة لافون خلفت تأثيرات طويلة الأمد على السياسة الإسرائيلية وعلى العلاقات الدولية لإسرائيل وداخل إسرائيل، وأظهرت عدم الثقة بين القيادات السياسية والعسكرية، ودفعت إلى إصلاحات فى كيفية اتخاذ القرارات الأمنية، وعلى المستوى الدولى، أثرت سلبًا على علاقات إسرائيل مع حلفائها، خصوصًا الولايات المتحدة وبريطانيا، وزادت من توتر العلاقات مع مصر والعالم العربي.

 

فضيحة لافون ستظل القضية التى لا تزال محل دراسة حتى اليوم لفهم كيف أثرت على تشكيل السياسة الإسرائيلية فى العقود اللاحقة، وكيفية التعامل مع الأزمات السياسية والأمنية الداخلية، كما أنها سلطت الضوء على تعقيدات الصراع العربى الإسرائيلى والتجسس بين الأطراف المتنازعة.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة