سعيد الشحات يكتب: ذات يوم سبتمبر 1956.. الفنان عبدالوارث عسر يتذكر أيام حضوره لخطب الزعيم مصطفى كامل ومشاركته الفنان حسن فايق فى إلقاء الشعر والمنولوجات أثناء ثورة 1919

الأربعاء، 25 سبتمبر 2024 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم سبتمبر 1956.. الفنان عبدالوارث عسر يتذكر أيام حضوره لخطب الزعيم مصطفى كامل ومشاركته الفنان حسن فايق فى إلقاء الشعر والمنولوجات أثناء ثورة 1919 عبد الوارث عسر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يحتل الفنان عبدالوارث عسر مكانة كبيرة فى تاريخ الفن المصرى، فهو من الرعيل الأول الذين أسسوا الفن السينمائى بمصر، ولعب أدوارا عظيمة فى عشرات الأفلام المصرية، من أشهرها «شباب امرأة» و«صراع فى الوادى»، ولم يقتصر فى عطائه للسينما على التمثيل، وإنما ساهم بكتابة سيناريوهات أفلام مثل «جنون الحب» و«يوم سعيد» و«لست ملاكا» و«زينب»، وإلى جانب ذلك كان وطنيا يشارك فى المظاهرات ضد الاحتلال الإنجليزى، ومن عشاق الزعيم مصطفى كامل، ويدين بالفضل له فى تفتح وعيه الوطنى، وفقا لما يكشفه فى مقال نادر بعنوان «مصطفى كامل علمنى الوطنية»، كتبه ونشرته مجلة الكواكب فى عددها رقم 269، الصادر فى 25 سبتمبر، مثل هذا اليوم، 1956.


ولد عبدالوارث عسر فى 16 سبتمبر 1894، والمعروف أن مصطفى كامل توفى فى ريعان شبابه يوم 10 فبراير 1908، وكان عبدالوارث عسر فى عمر الـ16 عاما، ويكشف فى مقاله عن المرات التى رآه فيها، واستمع إلى خطبه التى كانت تلهب حماس الجماهير.


يذكر أنه كان تلميذا صغيرا بمدرسة «خليل أغا» فى حوالى سنة 1905، وكانت المدرسة تقع بالقرب من مسجد سيدنا الحسين، وبالرغم من صغر سنه كان من أوائل التلاميذ الذين يتقدمون الصفوف وقت المظاهرات والاضرابات، ويؤكد: «كنت من الفخورين بزعامة الزعيم الشاب مصطفى كامل، وكنت أتصيد الأوقات التى سيقوم فيها بالخطابة لأذهب وأستمتع إلى خطبه التى كانت تبعث فى النفس القوة، وترفع روح الشعب المعنوية، وتحثه على الكفاح والنضال من أجل الوطن، وذات يوم ذهبت إلى المدرسة وكانت فى شارع أمير الجيوش لأستمع إلى الخطبة التى سيلقيها، وما أن انتهى حتى دبت الحماسة فى الحاضرين، وخرجوا فى مظاهرة ضخمة تهتف بسقوط الاستعمار والمستعمرين».


يضيف: «خرجت مع المتظاهرين أهتف كما يهتفون، ووصلت المظاهرة إلى ميدان الأوبرا، وفى هذا الوقت كان الخديو عباس الثانى مارا فى طريقه إلى سرايه، وما إن رآه المتظاهرون حتى وقفوا فى طريقه يهتفون بحياة مصر والدستور وسقوط الظلم والخيانة، وحاول رجال البوليس تفريق المظاهرة ولكنهم فشلوا، فقد كانت حماسة المتظاهرين أقوى من غضبهم، وكاد المتظاهرون يحطمون موكب الخديو، فاضطر رجال البوليس إلى إطلاق النيران».


يذكر «عسر»، أن البوليس طلب وابورات الحريق واستعملت خراطيم المياه لتفريق المتظاهرين، ثم طلبوا قوة أكبر أمام إصرار التلاميذ على الاستمرار فى المظاهرة، وبخراطيم المياه واستعمال العصى واستطاعوا تفريق المظاهرة، ويضيف: «حاولت الفرار لكنى انكفأت على وجهى وتمزق بنطلونى وسالت الدماء من رأسى، ولما وصلت إلى منزلى قابلنى والدى، وعلم بالأمر فقال لى: معلهش يا بنى، معلهش، بكره تضربوا بالرصاص وتموتوا فدا الوطن، امضى يا ابنى فى طريقك ولا تأبه، فإن دولة الظلم ساعة، ودولة الحق إلى قيام الساعة».


ينتقل «عسر» إلى محطة وطنية أخرى وهى ثورة الشعب المصرى فى سنة 1919، قائلا: «كنت قد تخرجت فى المدرسة الثانوية وحصلت على شهادة البكالوريا، وفضلت التمثيل على تكملة الدراسة، واحترفته فى سنة 1917، وكان الفنانون هم رجال الصف الأول فى كل كفاح ونضال، وكانت مظاهرات الشعب ضد الظلم والاستعمار لا تنقطع، وذات يوم خرجت مع زميلى الأستاذ حسن فايق على رأس مظاهرة، حتى وصلنا إلى ميدان الأوبرا، ووقف حسن فايق يلقى مونولوجاته الوطنية الحماسية ثم وقفت وألقيت بعض أبيات الشعر، وأتذكر منها: ألا فليعد مجد الزمان الذى ولى/ فنحن بنيناه ونحن به أولى/ أبوالهول جاث جثوة الليث قائم/ مطل على الدنيا فيملأها هولا/ سنأخذ عن جثمانه البطش بالعدا/ وعن رأسه فلنأخذ الحكم والعقلا».


يضيف «عسر»: «تعاقب بعدى الخطباء، وما نشعر إلا بقوات كثيرة من رجال البوليس الإنجليزى تحوطنا من جميع الجهات، وانهالت علينا ضربا بالعصى والبنادق، وأخذتنى الحماسة، وأمست بعنق أحد الجنود وانهلت عليه ضربا بكل ما وهبنى الله من قوة، وألقيته على الأرض «وفين يرحمك»، ويبدو أن أحد رجال البوليس سمع صوت استغاثة الجندى الإنجليزى والتفت ورآنى أنهال عليه ضربا بقوة وعنف، فأسرع نحوى وأخذ يضربنى بشدة فوق رأسى بعصا غليظة، وكانت ضرباته سريعة وقوية كادت أن تفقدنى الوعى، وسرعان ما رأيت زميلى حسن فايق قد أسرع إلى نجدتى، وطوق الجندى الإنجليزى من الخلف، وأمرنى بالابتعاد عنه، ولم أشعر بالدم الذى يسيل من رأسى، ونهضت من فوق الجندى الذى استلمته من الأول بعد أن كاد يصبح جثة هامدة، وعدوت بعيدا بجرحى، ولحقنى حسن فايق، واستطاع أن ينقلنى إلى منزلى لأضمد جراحى».










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة