منظومة إشارات السكة الحديد العقل المشغل للقطارات.. تحديثها يمنع الخطأ البشرى ويسجل كل الأوامر خلال الرحلة.. النظام الإلكترونى يقلل زمن الرحلة ويجعل المزلقانات تغلق أوتوماتيكيا ويمنع الأوامر الورقية.. صور

تعتبر منظومة إشارات السكة الحديد هي العقل المشغل للقطارات، وبمجرد حدوث أي خطأ ولو بنسبة ضئيلة تحدث كارثة، وفى هذه السطور نعرض كيفية إدارة السكك الحديد في مصر، وذلك عبر معايشة قضاها اليوم السابع في المعمل الخاص بالمعهد العالى لتكنولوجيا النقل، التابع للسكة الحديد، والذى يضم أجهزة التحكم في إشارات السكة الحديد وفق أحدث نظم تعمل بالسكة الحديد الأن.

منظومة الإشارات

في البداية لابد أن نتعرف على بعض المسميات الخاصة بالمنظومة، أولها كلمة "سيمافور" وهو الإشارة الضوئية التي نراها على السكة الحديد وتشبه إلى حد كبير إشارة المرور والمختلف فيها أن ألوانها لها مدلول آخر لدى سائقى القطارات، ويصدرها "مراقب البرج" أو فنى برج المراقبة ليعطى إشارة أو أمر إلى قائد القطار بما سيفعله "يتوقف – يزيد السرعة – يستعد للوقوف – يقلل السرعة" وبدونها لن يعلم قائد القطار ما ينتظره على السكة، وعند تعطله تتوقف حركة مسير القطارات.

"جهاز الـ atc " ويعرف بـ " جهاز تحكم في القطارات"، وهو نظام تمتلكه جرارات السكة الحديد بمصر، وهو عبارة عن جهاز له جزئين، جزء في القطار وجزء في السيمافور الموجود على السكة، وفى حالة عدم التزام السائق بإشارة السيمافور يتم إصدار إشارة من جهاز الـatc الموجود في السيمافور للجزء الأخر الموجود في جرار القطار يتوقف القطار دون تدخل قائد القطار.

"التحويلة" هي جزء من السكة يعمل على تعديل اتجاه القطار يمين ويسار عند نقله من سكة لأخرى
"البرج" وهو مركز تحكم يتم من خلاله التحكم في الإشارات والمزلقانات والتحويلة

وأكد المهندس شعبان أمين، محاضر المعهد العالى لتكنولوجيا النقل ، أن المنظومة مكونة من نظام الكتروني وربط كهربى وهو أحدث نظام بالسكة الحديد، مشيرا إلى هذا النظام يسجل كل الأوامر الصادرة بشأن حركة القطارات على أي خط بالسكة الحديد، وهو ما أوقف الأوامر الورقية، مما يعمل على تحمل المسئولية ورصد من أعطى الأمر داخل المنظومة، وكذلك منع الأوامر الورقية، وهو ما يعمل على أمان المنظومة.

وأضاف المهندس شعبان أمين لـ اليوم السابع، أن السكة حالية أصبح بها سيمافور عكسى، ما يسمح باستخدام السكة فى الاتجاهين وتسيير القطارات بدون أوامر ورقية، وهو شيئ هام جدا ، مشيرا إلى أن النظام الجديد للإشارات عمل على زيادة سرعة القطارات وتقليل زمن الرحلة وذلك بعد تأمين السكة وعمل المزلقان بشكل اتوماتيك.

وأكد لـ"اليوم السابع"، أن منظومة الإشارات الجديدة توضح الأخطاء وأماكن الأعطال مثل عطل التحويلة أو السيمافور، ويظهره للمشغل على الشاشة، كما أن النظام الإلكترونى يوضح للمشغل إذا كان الأمر مقبول أو غير مقبول، مما يعمل على تقليل الخطأ، ويتم تسجيل كل الأوامر للرجوع إليها في أي وقت ، كما يوجد كمبيوتر صيانة يسجل جميع الأحداث على السكة ويوضح أي أعطال .

من جانبه أوضح المهندس شعبان أبو العلا، محاضر ومدرب إشارات بالمعهد العالى لتكنولوجيا النقل، أن هناك غرفة تحكم مركزى بالمنيا تعمل على إدارة 15 برج تحكم في الإشارات ما يتيح رصد حركة القطارات بداية من خروجه من سوهاج وحتى دخوله بنى سويف، على الاتجاهين، ما يساهم في مضاعفة الأمان في السكة، مشيرا إلى أنه في حالة تحويل القطار من سكة لسكة لن يتم تنفيذ الأمر إلا بعد إخلاء السكة للقطار وذلك بشكل أتوماتيك ما يمنع الحوادث.

وأشار " أبو العلا " إلى أن مشغل البرج لا يمكنه أن يخطئ في المنظومة الجديدة وذلك لأن النظام لا يسمح بذلك، بمعنى أن الجهاز مبرمج بشكل اتوماتك لا يفتح السكة للقطار قبل إخلاء السكة كذلك لا يمكنه فتح سكة عكسى حال وجود قطار أخر عليها، وغيرها من الأوامر، كما أن كل قطار له رقم ومواعيد قيام ووصول وبعد انتهاء الرحلة يتم معرفة التأخيرات وأي أوامر صدرت له.

إشارات السكة الحديد والوانها:

وأوضح المهندس طه رجب مدير المعهد العالى لتكنولوجيا النقل، أن إشارات السكة الحديد تتكون من "أخضر – أخضر متقطع – أصفر – أحمر" وكل لون له مدلول عند سائق القطار، إضاءة السيمافور باللون الأخضر يعنى ذلك: قود بأقصى سرعة للقطار وحسب السرعات المصرح بها لك من 80 لـ100 كم/ساعة، أما السيمافور اخضر متقطع يعنى: " إشارة تنبيه للسائق للمسير بحظر" خلى بالك السيمافور الجاى أصفر واللى بعديه أحمر، أما إذا كان اللون أصفر يعنى: استعد للوقوف وهدئ السرعة "تنبيه للسائق بالمسير بتهدئة استعدادا للوقوف أو المفاجئة بالإشارة الحمراء "، أما الأحمر يعنى: وقوف تام – توقف في الحال.