مع تبقى 45 يوما فقط على موعد إجراء الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024، فإن الأسابيع الأخيرة من الحملة تتجه نحو مرحلة أكثر صخبا يسعى فيها كلا المرشحين إلى تعزيز فرصه فى الفوز ، كل بطريقته.
فقد رأت المرشحة الديمقراطية نائبة الرئيس كامالا هاريس أنها قادرة على النيل من منافسها الجمهورى دونالد ترامب فى مناظرة أخرى، حيث أعلنت حملتها انها قبلت دعوة شبكة سى إن عن للمشاركة فى مناظرة يوم 23 أكتوبر المقبل، قبل أقل من أسبوعين فقط من موعد الانتخابات. وكان هو مبرر ترامب فى رفض الأمر، مشيرا إلى أن هذا الموعد متأخرا للغاية.
ياتى هذا فى الوقت الذى تحدثت فيه صحيفة واشنطن بوست عن مرحلة مضطربة لحملة ترامب فى الأسابيع الأخيرة بعد قدر من الانضباط وضبط النفس فى المراحل السابقة.
وقالت الصحيفة إن كبار مستشارى ترامب كانوا قد أصروا على مدار أشهر أن حملته الرئاسية لانتخابات 2024 هي الأكثر انضباطا على الإطلاق، وتحدثوا عن قلة التسريبات وأن الخلافات الداخلية أقل، إلى جانب وجود استراتيجية قوية وضعها محترفون مخضرمون ومدفوعة بالبيانات.
لكن مع تبقى 45 يوما حتى يوم الانتخابات، فإن الأسابيع الثلاثة الماضية كشفت أن أيا كان قدر التحكم وضبط النفس الذى ساعد ترامب فى ثالث حملاته الرئاسية، فقد اختفى إلى حد كبير فى هذه المرحلة النهائية الحاسمة من السباق الرئاسي.
ففي اليوم السابق لمناظرته مع المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، نشر مرشح ترامب لمنصب النائب، السيناتور جي دى فانس على منصات التواصل الاجتماعى، ودون دليل، مزاعما أن المهاجريين الهايتيين يخطفون الحيوانات الأليفة الخاصة بجيرانهم ويأكلونها، وهو ما كرره ترامب فى المناظرة فى لحظة حققت انتشارا واسعا عبر الإنترنت.
وتزامن أداء ترامب الفوضوى فى المناظرة، والذى تم انتقاده على نطاق واسع، مع فترة مضطربة بالفعل للرئيس السابق. فقد رحب مؤخرا بعودة مدير حملته لعام 2016 كورى ليواندوويسكى، الذى كان قد ترك منصبه بعد مزاعم اعتداء جنسى من قبل أحد المانحين، وبدأ ترامب فى السفر عبر البلاد مع الناشطة اليمينية المتطرفة لارا لومر، التي روجت لنظريات مؤامرة.
كما أن تعرضه لمحاولتين فاشلتين للاغتيال وأيضا التهديدات الإضافية ضده، قد تركت الرئيس السابق مقيدا بتواجد أمنى متزايد جعل تنظيم الفعاليات الانتخابية أكثر صعوبة.
إلى جانب هذا، وبعد أن أعلنت نجمة البوب الامريكية تايلور سويفت تأييدها لهاريس عقب المناظرة الرئاسية، اختار ترامب الدخول فى معركة مع أيقونة عالمية، وكتب على السوشيال ميديا يقول: "أنا أكره تايلور سويفت"، فيما وصفته الصحيفة بنوع من العرض المتهور الذى أصبح شائعا بشكل متزايد فى الأسابيع الأخيرة. على سبيل المثال، فى غضون 24 ساعة فى نهاية الشهر الماضى، على سبيل المثال، اتهم ترامب هاريس بشن انقلاب ضد جو بايدن، وروج لنظريات مؤامرة لجماعة كيو أيه نون المتطرفة. وأصبح ترامب محاصرا فى نزاع علنى مع العاملين فى مقبرة أرلينجتون الوطنية بعد تصويره هناك مخترقا القواعد الخاصة بهذا الأمر.
وتقول واشنطن بوست إن هجوم ترامب على تايلور سويفت مقلقا بشكل خاص لمستشاريه، الذين شعروا بالقلق بشأن قدرته على جذب الناخبات. إلا أن المتحدث باسم حملة ترامب ستيفين شوينج قال إن ترامب أكثر شعبية من سويفت، مستشهدا باستطلاع لكلية سينا، وأن عائلات الجنود الأمريكيين القتلى قد دعوا ترامب لزيارة مقرة أرلينجتون فى ذكرى سقوط 13 أمريكيا فى كابول.
لكن بحلول الأسبوع الماضى، وجد ترامب وشريكه فى الترشح أنفسهما فى محاولة للرد على الجدل الذى أثاراه بشأن المهاجريين الهايتيين الذين يأكلون الكلاب والقطط فى سبرنجفيلد فى أوهايو، وجادلا بأنهما كان يحاولان ببساطة لفت الانتباه لمشكلة الهجرة. واستخدما كلاهما خطابا تحريضيا لإلقاء اللوم على ترامب وهاريس، اللذين وصفهما ترامب بـ |العدو من الداخل"، بسبب ما زعما المرشحان الجمهوريان أنه خطاب تحريضى أدى إلى محاولات شكلت تهديدا على حياة ترامب.
ونقلت واشنطن بوست عن أحد المقربين من ترامب، الذى لم يذكر اسمه، قوله إن الأساس هو أن 69% من حملة ترامب تتعلق به هو نفسه. والأمر ليس حتى "دع ترامب يكون ترامب"، فى إشارة إلى شعار غير رسمي أطلقه مستشارو المرشح الجمهورى. بل إن الأمر يتعلق بالسماح لترامب بأن يكون غير خاضع للرقابة طوال الوقت. وأضاف أن هؤلاء المستشارين يشعرون أنهم لا يمكنهم السيطرة على ترامب، لذلك دعونا نأمل أن يفوز على أية حال.
وأكدت الصحيفة ان الأسابيع الثلاثة الماضية كانت عصيبة أو مضطربة إلى حد كبير، وعودة إلى ما فعله ترامب خلال حملته الرئاسية الأولى عندما أثار قلق حلفائه وقادة الحزب الجمهورى بشأن احتمالية عدم فوزه فى الانتخابات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة