في المدارس كانت لنا أيام..30 صحفيا فى اليوم السابع يتذكرون الجد واللعب والحب في فصول التعليم.. ذكريات الصداقة والحظ والرضا والغضب وقرارات الطفولة الحازمة والأحلام.. وملامح تجمع الحنين والابتسام والرغبة في الحكي

السبت، 21 سبتمبر 2024 02:22 م
في المدارس كانت لنا أيام..30 صحفيا فى اليوم السابع يتذكرون الجد واللعب والحب في فصول التعليم.. ذكريات الصداقة والحظ والرضا والغضب وقرارات الطفولة الحازمة والأحلام.. وملامح تجمع الحنين والابتسام والرغبة في الحكي فى المدارس كانت لنا أيام
إعداد وتقديم أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

كان يكفي أن أقول للزملاء إنني أعد ملفًا عن ذكريات المدارس حتى ترتسم على وجوههم ملامح تجمع الحنين والابتسام والرغبة في الحكي، وتتداعى ذكرياتهم عائدة بهم مثل (آلة زمن) إلى سنوات مضت لكن أثرها لا يزول.

لقد مثلت تجربة المدرسة جزءًا أساسيا من حياتنا، يمكن القول إنها كانت حياة متكاملة، درسنا واجتهدنا ولعبنا ووقعنا في الحب أيضًا، لقد اكتشفنا أنفسنا هناك وعرفنا قدراتنا وما يمكن أن نكونه، وقابلنا مدرسين أخذوا بأيدينا وساعدونا، وما أكثرهم، وظل أثرهم الطيب موجودًا حتى الآن، واصطدمنا بآخرين أحبطونا، وتركوا أثرهم الذي اجتهدنا كي نتخلص منه.

وإن كان الأصدقاء هم كنز الرحلة الحقيقي، فإن القدرة على الضحك كانت علامة الصحة في تلك السنوات، والمراهنة على الدهشة كانت وقودنا اليومي لتحمل الحر والبرد والاستيقاظ مبكرا والانكباب على الكراسات لكتابة الواجب والمذاكرة، أو حتى التظاهر بالمذاكرة.

مر الزمن وبقيت هناك أشياء كثيرة مثل شعلة لا تنطفئ من ذكريات المدرسة، أشياء متناقضة لكنها تكمل بعضها بعضا، مثل الإشادة والعقاب، والفرح والحزن، والغضب والرضا، والبكاء والضحك، والحب والكراهية، والتعلق والانفصال.

عبرت السنوات وبقيت الذكريات، فقررننا في هذا الملف أن نعيشها مرة أخرى، أن نحكيها ونضحك معها من جديد، حتى الذكريات غير السعيدة صارت الآن مجرد "حكاية".


واللافت في هذا الملف أن المشاركين وهم ثلاثون زميلا من صحفيي اليوم السابع، قد تنوعت حكاياتهم بتنوع أشخاصهم، فلا أحد يتحدث مثل الآخر، ولا أحد يكتب مثل الآخر، كل  واحد له بصمته الخاصة، في التذكر وفي الحكي  وفي الكتابة.

أميرة شحاتة: إسماعيل.. صداقة دامت طول العمر

داخل مبنى يشبه القصور القديمة بسلالم دائرية تصلك إلى غرفة ممتلئة بالطلاب، أنظر لوجوه لا أعرفها، بينما يظهر وجهه بينهم، وقبل أن أنطق شيئا قال لى "أنتِ ورايا ورايا"، ضحكت وقلت "واضح إنك أنت اللي ورايا ورايا"، إنه "إسماعيل" الذى كادت تفرقنا المدارس بعدما انتقلت من مدرستى لأخرى، لكن القدر شاء أن نذهب إلى هناك معا.


هكذا كان يومى الأول في المدرسة الجديدة، التي حولت صديق الطفولة لرفيق العمر، الذى لم يتبق منه الآن سوى سلسلة فضية أهدانى إياها آخر يوم دراسة، وهو لا يعلم أنها ستجعله يعيش معي يصاحبنى دائما حتى بعد أن فارق هذا العالم وليس المدرسة فقط.

عمار محسن: زي ليلة العيد بالظبط

ليلة أول يوم مدرسة لا تختلف عن ليلة العيد من ناحية الانتظار والترقب للغد، رغم الأحاسيس المختلطة من فرح بعودة الدراسة وحزن من واجبات ومذاكرة وأشياء كنا نتوقع بمجرد أن نتنهي منها ستحلو الحياة..


فى تلك الليلة نجهز ملابس المدرسة (قميص لبنى مكوى + كرافتة كحلى "بأستك" + بنطلون كحلى) وبجوارهما الكوتشى، وفي طابور الصباح الكل يتفقد أصحابه وكل منهم يبرز أجدد أشياءه "زمزامية مياه أو شنطة جديدة أو كوتشى بينور" وتبدأ أولى الحصص على السبورة بكتابة التاريخين الهجرى والميلادى وفى منتصف السبورة كلمة "بسم الله الرحمن الرحيم" ونسمع كلمة المُدرس/ة أهلا بيكم فى سنة تالتة وتتوالى السنون ويمضى العمر..

محمد سلمان: أول جواب فصل

مهما مر الزمن تُعيد مظاهر حشود الطلاب في أول يوم دراسي العديد من الذكريات فى النفوس.. السلبى منها والإيجابى!


‎بشكل شخصى أول يوم دراسى يُذكرنى بلحظة اتخاذ قرار بالتمرد على المنظومة التعليمية بصورتها النمطية، ففي بداية السنة الدراسية الثانية من المرحلة الإعدادية قررت بشكل ضمنى ألا أذهب للمدرسة بانتظام وأن أستبدلها بالمذاكرة فى المنزل، وبعد توالى الأيام ونفاد الحجج قررت أصارح أمى بأنى لا يمكننى استكمال تعليمى بهذه الطريقة.. رضخت أمى لرغبتى وكانت المفارقة الأهم أننى أصبحت من أوائل المدرسة فى هذه المرحلة.


لم تهتم أمى كثيرًا باستلام أول جواب فصل فى حياتى التعليمية بسبب تخطى نسبة الغياب المسموح بها، وكنت فى انتظار النتيجة!، وبالفعل ظهرت النتيجة كما أردت مما شجعنى على تكرار الأمر.

أحمد إبراهيم الشريف: السير على خطى هريدي

أتذكر إحدى القصص المضحكة، بطلها صديقي هريدي، واسمه في المدرسة بسيوني، كان يسبقني بعام هو في رابعة ابتدائي وأنا في الصف الثالث، نجحت واستعد لدخول رابعة، فذهبت لهريدي، على أساس أنه نجح وسينتقل للصف الخامس، كي أستفيد من تجربته، وسألته هل اشتري أقلام رصاص أم أقلام حبر؟، وكم كشكولا أشتري؟ وكان يرد علي "زي ما أجيب أنا أنت تجيب"، قلت في نفسي، لعله يقصد أن رابعة زي خامسة.

وجاء اليوم الأول من الدراسة، ودخلت الفصل لأجد هريدي يجلس في سنة رابعة فقد رسب لكنه لم يقل لي.
جلست إلى جانبه وظللت أضحك طوال اليوم 😂😊😊.

محمود جاد: درس أول لـ"المتمرد الصغير"

للمدرسة دائرة، عند اكتمالها تنضج المشاعر وتختمر الأفكار. كانت قبل عقود جدراناً تنتزع قدراً من الحرية مقابل الكثير من المعرفة ومقومات الحياة.. فصولاً تسكنها مراوغات بريئة وحقد طفولي تجاه "يس" و"يحيي" وكل هؤلاء الذين يضعهم الترتيب الأبجدي في قوائم من يراهنون على نفاد الوقت للهروب من الأسئلة.. كانت هكذا، والأن صارت وداع أقسي لطفلك وصراعا مركباً بين القلب والعقل في أول يوم دراسي.. فالدموع واردة، والمتمرد الصغير قادر علي استمالة قلوب الكبار.

المدرسة أحلام أم وأب يسكنهما الأمل في أن يكون الأبن نسخة أروع وأفضل وأكثر بهاءً وأوفر حظاً، وجهود دولة لا تكل من التطوير والتجارب لتواكب مستجدات العلم والمعرفة، وفي أول يوم دراسي نصلي لأن يكون للعام الجديد فصولاً أكثر رحابة ومحبة، ومؤسسات تعليمية آمنة من كل خيبات الأمل .

هذا فيما يخص مدارسنا ، وما يصاحبها من طقوس وزحام نقابله صباحاً بكدر لا يخلو من ابتسامة رضاً.. أما في بلاد ليست ببعيدة، فهناك مدارس مكشوفة لقصف أو طيران معاد، وأخرى أحيلت إلى ساحات إعدام ومراكز احتجاز بفعل الصراعات الأهلية التي مزقت الخرائط وأحرقت الحدود.

للمدرسة في هذا العام مصائر متباينة لـ"المتمرد الصغير".. ولأول يوم دراسي أجراس أمل ورجاء، وأيضاً ناقوس خطر.. فالوداع علي أبواب المدرسة يقابله فراق في جنائز ربما لا تجد قبر يوارى أصحابها.. وفناء المدرسة وفى دولاً تشاركنا الهوية واللغة وتجاورنا الحدود ، ساحات نفوذ لا مجال فيها للعب، ولا حوار داخلها إلا بالرصاص والمفخخات وإقصاء الآخر.

شيماء عبد المنعم: نصيحة مش عارفة أعملها

ربتني والدتي علي أن الأهم أني أكون مرتاحة، وفي صباح كل يوم دارسي كنت أستيقظ على "مش قادرة تروحي المدرسة يا حببتي نامي نامي وادفي".

مرت الأيام وأصبحت أما لطفلتين، وكل ما يشغل بالي مع بداية العام الدراسي أن نحقق "تارجت" الحضور تحت أي ظرف، ورغم أن والدتي كانت متساهلة للغاية أصبحت أنا الأم التي لا تتساهل على الإطلاق.

وصار شعاري "الدراسة دراسة"، و"الواجبات المنزلية لا تتأجل"، و"نصف الدرجة يجب الحفاظ عليها مثل الـ10 درجات"، وهذا بالطبع ينطبق على النشاط الرياضي والفني.

وعندما فكرت في الأمر وجدت أنني أسعى ببناتي من أجل الوصول إلى المثالية وهو أمر مجهد للغاية لي ولهن.

ومع بداية العام الدراسي الجديد أخذت قرارا وهو محاولة "إمساك العصا من المنتصف" وأتمنى تحقيق التوزان وهذه نصيحتي لكل أم "واللي مش عارفة أعملها".

منى فهمى: معركة دكك الصف الأول 

مع بداية العام الدراسى، أتذكر معركة دكك الصف الأول بالفصل، كانت تبدأ المعركة منذ السابعة صباحاً، ولم تشغلنى مطلقاً هذه المعركة، كُنت أفضّل الاختباء فى الصفوف الأخيرة، لأننى كنت أراها منطقة آمنة..

عند الالتحاق بالمرحلة الإعدادية، طلب والدى أن أعود إلى المنزل مستقلة المواصلات، لأتعلّم الاعتماد على نفسى، له كل الشكر لأنه رسّخ فكرة الاعتماد على النفس فى مختلف مراحل حياتى..

كنت ألاحظ تعامل المدرسين باهتمام زائد مع زميلاتى اللاتى يحصلن على دروس خصوصية عندهم، رغم ذلك كنت أفضّل مذاكرة دروسى مع والدتى، وحصلت على الدروس الخصوصية فى الثانوية العامة فقط.. 

كنت أخاف من الامتحانات، وكانت والدتى دائما تُطمئننى، وتؤكد أنها فخورة بأى نتيجة سأحصُل عليها.. لها كل الشكر لمساعدتى فى الخروج من العديد من الحفر العميقة خلال مختلف المراحل الدراسية..

عند الالتحاق بالثانوية العامة، والدى ووالدتى نصحانى باختيار الشعبة التى أرتاح لها، ثم نصحانى باختيار الكلية بنفسى، بدون أى تدخل منهما، لأنه مستقبلى، ولأنها حياتى..

محمد غنيم: الحفر بأقلام الرصاص "يدوم"

فناء المدرسة وتحية العلم، الطابور والفسحة وجرس المرواح، ذكريات اليوم الأول من أولى ابتدائي، عبير أستنشق رائحته منذ 40 سنة، ملامح الشخوص لم تتغير في الذاكرة إلا أن الاسم الرباعي محفور في الوجدان، وذلك عندما تعلمنا كيف نمسك القلم الرصاص ونخط أسماء الزملاء في الكراسة الـ9 أسطر.

ظلت حروف الاسم محفورة والملامح محفوظة في الذاكرة، قرابة سنوات الابتدائي والإعدادية وحتى بعد الثانوية العامة، ظننا وقتها أنها مفترق الطرق، ضعفت العلاقات فيما بيننا وأصابها الوهن بدخولنا الجامعة، كل منا نادته كليته، حتى جمعنا الإنترنت بين منصاته فنادينا بعضنا البعض حتى تجمعنا أصحاب فصل ومدرسة أولى ابتدائي بعد 40 سنة.

نهير عبد النبى: "الزئردة أشطر بزنس وومن"

"القطمة بخمستاشر قرش والساندوتش بربع جنيه"، مشهد يحضر في ذهني دائما مع بداية كل موسم دراسى، كنت مشهورة في المدرسة وكل الطلاب يحبون "نهير الزئردة" ويحملونني على الأكتاف.

وفي يوم من الأيام طلبت منى زميلتى "قطمة" من الساندوتش الخاص بى ولكنى رفضت، وبعد إلحاح شديد منها فكرت في استثمار مربح جدا، هي نفسها في قطعة من الساندوتش وفى نفس الوقت والدتى تلومنى يوميا على عدم تناول وجبتى في المدرسة، فقررت أنى استثمر وأكون أول بزنس وومن في المدرسة وعرضت على زميلتى القطمة مقابل خمستاشر قرش، لكن لو ساندوتش كامل هيكون عليه خصم بربع جنيه فقط، وبالفعل اشترت منى قطمة صغيرة وعندما عجبها الساندوتش حصلت على العرض الثانى واشترته كاملا بربع جنيه، ولكنها اضطرت أن تفتح حصالتها الصغيرة لتكمل ثمن الساندوتش.

كامل كامل: ملابس المدرسة والكراريس.. متعة التمزيق

مثل غيري من التلاميذ كنت في نهاية الإجازة الكبيرة أستهدف قضاء أكبر وقت ممكن في اللعب بالشارع مع الأصحاب، فقد كانت أيامنا تتمتع الشوارع بأنها مساحات أمن وأمان، فيها نلهو ونحكي ونتحاور ونناقش أمورنا، وكانت تصل في بعض الأحيان لـ "طبلية" عندما نتخذ قرارا بعمل غدوة - ديش بارتي بلغة العصر- استعدادا لعودة المدارس والدروس والمذاكرة والوجبات وتجهيز جدول الحصص اليومي والكراريس والكشاكيل.

وعند اقتراب ساعة الصفر لليوم الأول للدراسة، كانت خطة "ضبط الإيقاع" للعام الدراسي الجديد، تبدأ بإلزام نفسي بضوابط، ممثلة في الحفاظ على الملابس الجديدة وخاصة الحذاء والشنطة، وكتابة الواجب أولا بأول والالتزام بحضور جميع الحصص، لكن سرعان ما كانت تتبدد الخطة، وتتقطع الملابس وتتمزق أحزمة الشنطة ويتنقر الحذاء وتقترب الامتحانات.

ريهام الباشا: حكاية الـ3 غرز

أول يوم مدرسة كان أهم يوم في السنة، وكان أكتر ما يشغلني أن أحرص على أن أسبق كل زملائي كي  أجلس في أول ديسك في منتصف الصف، لأنه بالنسبة إلي أهم حاجة، فهو مكان استراتيجي أمام السبورة، وأهم ديسك في الفصل كله.

وعلي الرغم من أنني كنت أحب المدرسة إلا أن علاقتي بالصبيان لم تكن جيدة، فقد كانوا يطاردونني بعد المدرسة لدرجة إن أحدهم كي يلفت نظري "حدفني بطوبة" استقرت إلى جانب عيني، وحصلت على ٣ غرز.

حنان طلعت: أنا وأختي

المدرسة تحمل بين طياتها ذكريات عديدة، فهي ليست مجرد مكان لتلقى العلم فقط، لكن هنا تتشكل شخصياتنا، وتقدم لنا أنماط معرفة تبدأ بالصداقة.

وقد  كانت مدرستي مشتركة، وكنت أرى الأطفال من حولي في أول يوم يجرون في مرح وأريحية كبيرة، أما أنا فكنت أتعجب من ذلك، ولأنى كنت صغيرة ولا أخرج من المنزل كثيراً، ويبدوا أن ذلك "طبعي" منذ أن كنت طفلة، وكنت أبكى في أول يوم، لأنى أريد أن تأتى أمي لتأخذني معها للمنزل، وأترك ذلك المكان الذى يعج بالأطفال من حولي.

تعودت بعد وقت على التلاميذ وشقاوتهم، وكان الفضل لأختي (سحر) التي كانت تسبقني في الدراسة، وكنت في بعض الأحيان أترك فصلى لأذهب إليها وأجلس وسط أصدقائها الكبار، وأشعر أنى صغيرة بالنسبة لهم، وكنت أسألها عن كل شيء، فهي  كانت بمثابة عيني وأذني، والتي تخبرني الكثير عن الدراسة والحياة.

إبراهيم حسان: كابتن على ورق 

من أبرز الذكريات الطريفة التي أحتفظ بها ولم تفارق مخيلتي قط، هي فترة لعب كرة القدم في المدرسة الإعدادية، فكانت البداية من لعب الكرة بالحجارة وحتى مشاركتي في بطولة كاسم فقط في قائمة الفريق، ورغم أنني لم أشارك فعلياً في هذه البطولة التي فزنا بها سوى دقائق معدودة عقب إصابة أحد اللاعبين، إلا أننا شعرت بالفخر كوني جزءًا من الفريق، وزاد فخري عند منحي مكافأة "مقلمة" بعدما حصلنا على البطولة، كانت تلك اللحظات مليئة بالحماسة والفرح، وكنت أشعر أنني أسهمت في هذا الانتصار بطريقة ما، حتى وإن لم أكن على أرض الملعب مثل باقي المحترفين.

مصطفى عبد التواب: الفكرة التي لم أشتريها

دوما ما يذكرنى اليوم الأول في الدراسة من كل عام بالفكرة التي لم أشتريها حتى اليوم، "لن أقبل بغير الأبلة ميرفت" مُعلمة لي، مرت السنون، وتخرجت من الجامعة منذ ما يزيد عن 10 سنوات، لكنى لم اقتنع بالفكرة، فقدت تعلمت مع أبلة ميرفت في سنوات عمرى الأولى ما قبل سن المدرسة، ما يحتاجه زملائى ليتعلمونه في السنوات الثلاث الأولى من الدراسة، وعندما أخبرونى أنى لن أكون معها فى نفس الفصل، بل أن أكون معها في نفس المدرسة، لم تقنعنى الفكرة، وتكون حاجز بينى وبين أبلة "آمال" أول مُعلمة التعليم الأساسى" التي اختارتها لى أبلة ميرفت، لم يتغير هذا الحاجز حتى اليوم.. ما القصة.. وما علاقة "الحلبة بالحليب" بالأمر..

منذ ومع كثرت الحديث عن العودة للدراسة، طاف على بالى حنين لأشرب مشروب " الحلبة بحليب" لا لشىء إلا أنه كان المشروب الرسمي الذى تُجهزه لى جدتى في الصباح، حتى لا يتحجج مصطفى بأن بطنه تؤلمه ولا يذهب إلى المدرسة.. الفكرة حينها لم تكن في "المغص"، بل كانت في عدم الرغبة في الذهاب إلى المدرسة من الأساس، فمنذ اليوم الأول قررت أمى " الأبلة "ميرفت" أن لا أكون في نفس المدرسة التي تعمل بها، وبالتبعية لن تكون مُعلمتى في مرحلتى الأولى في التعليم، كان لها وجهة نظر حينها، " أن لا أعامل معاملة " أبن أستاذة الفصل" وهو الأمر الذى يدللنى ويفسد مرحلتى الأولى في الحياة، التي يجب أن أخوضها كباقى جيلى دون مميزات إضافية قد تحرمنى من خبرات كثيرة، لكن الفكرة رغم وجاهتها لم تقنعنى كطفل يتعلق بأمه خلال سنوات ما قبل الدراسة، وتعلق أيضا بطريقتها في توصيل المعلومة، وبالفعل ذهبت إلى المدرسة، لتزيد الأبلة آمال بغلظتها من إيمانى بعدم شراء هذه الفكرة، وظلت علاقتى بالسنوات الثلاثة الأولى من مرحلتى التعليمة ما بين " ادعاء المغص" و"الحلبة بحليب التي تٌعدها لى جدتى رحمة الله عليها".

سارة درويش: الجو ريحته مدرسة

كم ذكرى تمر ببالك حين تسمع هذه العبارة؟ لم أكن طالبة "دحيحة" ولكن بالنسبة لي العبارة كفيلة بمنحي خليط من المشاعر، بين بهجة البدايات والفرص الجديدة وقلقها كذلك، وشعور عميق بالأمان ربما استمده عقلي من الروتين والاستقرار المرتبط بشهور الدراسة.

"ريحة المدرسة" بالنسبة لي تعني الرائحة الفريدة المميزة للكتب المدرسية الجديدة التي استلمتها للتو. رائحة الصور الملونة والأوراق التي لا تزال محتفظة برونقها وبهائها ولم تفقده إثر الاحتكاك اليومي بالأصابع والحقيبة. الصفحات البيضاء للكراسات التي لم تلوثها بعد المحاولات المرتبكة للكتابة وحل الواجب. الحقيبة والحذاء الجديدين. وحتى رائحة الجوافة الفواحة التي تشبه المعطر للبيت كله وليس فقط الثلاجة ونسيم  هذه الأيام أنا سعيدة لأن "الجو ريحته مدرسة" تذكرني كل يوم بكل خطوة قطعتها قدمي  الصغيرة نحو حلمي، وأنني أعيش اليوم الأحلام الكبيرة التي احتملت لأجلها تلك الصغيرة كل مشقة في المدرسة.

سما سعيد: أبلة بثينة وساندويتشات المفتقة

سنوات الدراسة الخاص بي كانت متشابهة مع غالبية أصدقائي، جيل الثمانينات والتسعينات، المدارس الحكومية التي كانت تشبه كثيرا المدارس الخاصة سواء في طريقة الدراسة أو الكثافة، الزحام كان على الأبواب من أولياء الأمور أكثر من الطلاب، وكانت والدتي من ضمنهم، تنتظر دخولي والتلويح لها بعدما أصعد الدرج.

وكان كل هدفها تناولي وجبة الإفطار، والتي كانت تحتوي على كل ما له علاقة بعلاج النحافة، وبشكل طريف كانت تحضر لي سندوتشات "المفتقة" يومياً، وبرغم انزعاجي من رائحتها المميزة كنت لا أقوى على الرفض، أين سندوتشات اللانشون والبسطرمة مثل زميلاتي "ولاد الناس".

حتى جاء في يوم من الأيام ومع دقات الساعات الأولى من صباح تلك اليوم دخلت أبلة "بثينة"، (مكناش نعرف كلمة ميس ولا بنقولها)، وكانت حامل وكنا جميعاً نحبها، مرة واحدة سكتت عن شرح أحد دروس اللغة العربية وصرخت فينا "مين معاه مفتقة"، الرعب دخل قلبي للحظات حتى وشت بي إحدى زميلاتي قائلة: "سماح هي اللي بتجيب مفتقة".
اقتربت مني أبلة بثينة قليلاً وهمست لي بكل حب: "ممكن تديني حتة". 

سماح عبد الحميد: بابا جه

أعتقد أن  كل شخص لديه ذكريات لا يمكن محوها عن أول يوم دراسى، كيف مر ؟ وكيف تعاملنا مع لحظات الانفصال الأولى عن الأهل؟ وكيف تحسسنا الخطى تجاه عالم جديد لا نعرفه.

فى يومى الأول فى المرحلة الابتدائية، أوصلنى والدى للمدرسة كنت ولم أزل شديدة الارتباط به، لدينا علاقة خاصة، ولذلك فكرة الابتعاد عنه والتعامل مع آخرين كان أمرًا صادمًا .

أدخلنى والدي للفصل قبلنى وأكد أنه سيعود ليأخذني مرة أخرى فى نهاية اليوم الدراسي، بمجرد اختفائه دخلت فى نوبة بكاء هيستيرية لم أتوقف تماما، أنهكني البكاء حتى النوم إلى أن جاء أبى فاستيقظت على وجه، فربت على واحتضننى قائلا "خلاص متزعليش بابا جه"

شيريهان المنيري: في حب المدرسة و"اليونيفورم" و"السبلايز"

أول يوم مدرسة كان بالنسبة لي حاجة جميلة أوي، كنت بحبه وبحب الاستعداد له، كنت بحب اليونيفورم جدًا وكنت أفضل سايباه قدامي كأنه لبس العيد، وكانت هواية عندي أجهز حاجة المدرسة وكنت بهتم بتفاصيلها وإنها تكون مختلفة... الشنطة والبراية والاستيكة والمقلمة كانوا بالنسبة لي حاجات مهمة، وكنت بحب طابور المدرسة وكذا فقرة من الإذاعة المدرسية، ولما بدأت أقدم فقرات بها، كنت أحس نفسي مذيعة.. أفتكر بردة إني كنت من أوائل أطفال المدرسة اللي حفظوا أغنية كاملة كانت من تأليف مُدرستي ساعتها بمناسبة عيد الأم، كان اسمها Mammy I love u، لدرجة إني فضلت أغنيها في المدرسة من كي جي، لإعدادي، وعلى الرغم لإني كنت بدأت ازهق إلا أني حاليًا بفتكرها وأغنيها وأفتكر أيامها وزمايلي اللي كنت بحبهم بجد، ده غير اني كنت بهتم بتفوقي والحمد لله كنت فعلًا دايمًا من الأوائل.

فاطمة ياسر: الفتوة

كنت بتعامل وكأني ولد، وكنت أميل بشكل دائم للعب كرة القدم مع زملائي في المدرسة، وفي حاله الخسارة كنت أقوم بضرب زملائي الصبيان.. وأيضا في الفصل عندما أشعر بالضيق من أي ولد زميلي أقوم بضربه...
أتذكر موقفا مع إحدى زميلاتي ونحن نلعب في الملعب الرياضي قامت بتخطي دوري في اللعبة، فقمت بعضها، وتم تحويلي للمديرة وتذنيبي طوال اليوم أمام مكتبها وتم استدعاء ولي أمري وضربي من المديرة عصايتين.. ولكنني لم أتعظ وظللت اقوم بضرب زملائي حتى تم نقلي من المدرسة.. فاطلقوا علي فتوة المدرسة

ندى سليم: التلميذة السندريلا

لسعة برد خفيفة وشمس لم تستطعُ بعد وتلاميذ يملأون الطرقات.. مشاهد لم تمح من ذاكرتي على مدار حياتي، فلم أنس أبدًا فترة دراستي تحديدًا في مرحلة الابتدائية، حيث تقع مدرستي في منطقة الكوربة، التي شهدت مرحلة في عمري لم أتذوق في جمالها بعد ذلك.

منذ اليوم الأول لالتحاقي بالمدرسة، وتحملت مسؤوليات عديدة، فقد كنت انظم الإذاعة المدرسية، وأتولى مهمة قراءة الصحف، ليشاء القدر لتكون هذه مهنتي بعد 20 سنة.

أكثر ما يرد في ذاكرتي أننى كنت تلميذة مميزة للغاية، تملك قدرة كبيرة من الطاقة والحماسة وتستغلها في كافة الأنشطة الفنية والرياضية والتعليمية، لكن تظل الرحلات أكثر ما أشتاق إليه من أيام ذهبت ولن تعود.

خالد إبراهيم: نشنت يا فالح

في المدرسة، لم أكن ذلك الطالب المشاغب، أو كما نسميه "الشقي"، فلا أتذكر أن اشتكى منى مدرس، أو عدت إلى المنزل بورقة استدعاء ولي أمر، دائما في حالى ولكن من قال أن من يسير جنب الحيط او حتى بداخله سيكون بعيدا عن الاذى، ففي أحد الأيام وتحديدا في "الفسحة" كنت اجلس وحيدا، اتأمل الطلاب والطالبات الذين يلعبون، وصادف أن جلست بجوار "باسكت" للقمامة - ولا اعرف سبب اختياري لهذا المكان تحديدا - ولسوء الحظ، قرر أحد الطلاب أن يقف على مسافة بعيدة يحاول أن يرمي بالزلط والطوب تجاه الباسكت، وكأنه يلعب كرة السلة، فأخطأ التصويب، وبدلا من تحقيق رمية ثلاثية، أصاب منتصف جبهتي بالضبط، في رمية احسده على دقتها حتى الان، لا اتذكر ما حدث بعدها، سوى بعض المشاهد غير المكتلمة والمدرسين ينقلونني لعيادة المدرسة، والطبيب يخيط جبهتي بغرزتين، ومنذ ذلك اليوم، كلما رأيت هذا الطالب أقول لنفسي "نشنت يا فالح"

آية دعبس: الموقف الأكثر إحراجا فى حياتى

إنها تدق الـ7.45 دقيقة صباحا، على أنغام "بالسلامة يا حبيبى، بالسلامة تروح وترجع بالسلامة"، أتحرك سريعا لألحق بمدرستى، أجرى وأنا ألملم أوراق إذاعتى المدرسية التى قضيت الليل فى إعدادها، أبحث هنا وهناك عن معلومات جديدة لم يقدمها زملاء من قبل، وأجهز مقدمة خصيصا لنفسي لأقدم الفقرات المختلفة، أحاول خلالها نسج كلمات لا تشبه تلك التى تُلقى يوميا على آذان أساتذتى وزملائي، وفور وصولى تبدأ مهمة البحث عن فريق لأوزع الفقرات عليهم.

مرت السنوات، وعملت بالصحافة، ولا تزال الإذاعة المدرسية أهم ما يدور فى بالى مع بداية كل عام دراسي، ليست فقط لأنها كانت بمثابة بداية حبى لمهنتى، لكنها أيضا علمتنى الكثير، ويظل الدرس الأكثر تأثيرا لها داخلى كونها عرضتنى للموقف الأكثر إحراجا فى حياتى حتى الآن، حينما تخليت عن دورى فى تقديم الإذاعة لألقى "نُكتة" كفقرة ترفيهية، بعدما استأذنت أساتذتى، لكننى فور انتهائي منها، أمسكت المديرة بالميكروفون من يدي وطالبتنى بالتوجه لمكتبها، وإنهاء الطابور فورا، ومررت حينها بأكثر يوم دراسىى لا يُنسى.

إسراء عبد القادر: أول انترفيو في حياتي

بعكس كل أطفال جيلى انتظرت دخولى المدرسة على أحر من الجمر، أخرتنى والدتى عامين حتى يتم بناء أول مدرسة تجريبى لغات بالقناطر الخيرية، وحان الوقت، وجاء أسعد يوم فى حياتى غدا سأذهب لخوض مقابلة تحدد قبولى أو رفضى بالمدرسة.

يونيو ١٩٩٨، أتذكر اليوم جيدا اخترت ما سأرتديه بنفسى، وأيقظت والديَّ من الصباح الباكر، اتذكر كل أسئلة المقابلة، اختبارات ذكاء، اختبارات بازل تكوين أشكال حيوانات، أسئلة لوالديّ عنى، كيفية التعامل معى عندما أخطئ.
انتهينا من المقابلة وانا أطلق بصرى فى كل مكان فى مدرستى، هنا سأجلس، وهنا سأدرس، وهنا سأخطو خطوات جديدة كطفلة تبحث عن التميز، أريد أن أثبت لوالديّ أنى كمثل إخوتى، قادرة على إسعادهما بالتفوق، وهو ما تحقق بالفعل فى كل سنواتى الدراسية.

بسنت جميل: ريحة الريحان وفيلم تيتانيك

مع بداية كل عام دراسى جديد، استرجع ذكرياتى وكأنى بعمر الخمس سنوات، وتأتى زهرة الريحان في مقدمة الذكريات، استشعر أنى استنشقها ويبدأ قلبى يخفق من الخوف والقلق، هاا أنا وحيدة لا اعرف أحداً في فناء مدرسة واسعة تغمرها أشجار خضراء كبيرة وزهور الريحان تعطرها من كل مكان.
وعلى الرغم من جمال عطر الريحان، إلا أنها لاتزال مرتبطة معِ بالحنين والخوف معاً، فمهما كتبت لأوصف إحساسى بزهرة الريحان لن يكفى!!

كما أن ذكرياتى مع المدرسة مرتبطة بغرق تيتانيك، وقصة بيع لافتتات لـ "جاك وروز" أمام باب المدرسة، ومن هنا تحرك فضولى لمشاهدة الفيلم، وقمت بعرض قصته لزملائى بالفصل.

منة يحيى: ليت الزمان يعود يوماً

لم تكن أيام المدرسة هي فقط أيام سعيدة مرت في حياتي، ولكنني أدركت إنها كانت الأسعد على الإطلاق بعدما عشت سنين الجامعة ومن بعدها دوامة العمل ومن ثم الجواز .. وهكذا تسير سنة الحياة.
على الرغم من إننى مازالت في السابعة والعشرين من عمري، إلا أنني أتذكر أيام المدرسة وأقول دائماً "ليت الزمان يعود يوماً"!

كانت أيام المدرسة هي الأسعد، الأجمل والأكثر راحة بال على الإطلاق، كنت لا أحمل هموما سوى من أي مطعم سوف نطلب أنا وأصدقائي فطور ثاني يوم، كنت لا أنشغل إلا بحضور حصة الرياضيات التي كنت استمتع بها كثيراً لأن معلمي كان دائماً يشجعني ويشعرني بأنني الأذكى على الإطلاق.

ورغم أنني دخلت جامعة خاصة ذات مميزات ورفاهيات عديدة حيث الحفلات الكبرى، والرحلات الضخمة والمباني الراقية جداً، إلا أنني لم أجد نفس الحب الذي رأيته داخل مدرستي الصغيرة، لم أجد نفس دفئ المباني، لم أجد نفس حب معلميني الذين ربوني ودعموني وغمروني بالحب على مدار 14 عام، لم أجد نفس صدق حب أصدقاء الطفولة اللاتي وجدت نفسي أحبهم بالفطرة.

أحمد منصور : ذكريات تساعدك على إكمال الطريق

مع قرب العام الدراسي الجديد كل عام تحوم حولى الذكريات عن استعداد أبى وأمى لأول يوم مدرسة بداية من تحضير الملابس مرورًا بحقيبة الكتب  إلى مرحلة "السندوتشات"، لتسير الأمور بعد ذلك بشكل طبيعى لتكرارها يوميًا على مدار العام.

أتذكر جيدًا العديد من الأشياء الجميلة منها تكونت الصداقات التى لا تزال متواصلة حتى الآن، إلى جانب الرحلات المدرسية التى كانت تعزز التواصل بين الأصدقاء واتساع دائرة الأصدقاء خارج حدود الفصل والترابط فيما بيننا.
وكان دائما هناك معلمون لهم تأثير على شخصيتنا بكل إيجابية حتى وقتنا فكان الالتزام والجد عنوانهم مثل معلمتى فى مادة العلوم الأستاذة منى سعد، والأستاذ جمال حشمت والأستاذ مجدى داوود مدرسا اللغة العربية.

رباب فتحي: دفء العائلة

عندما سُئلت عن ذكريات بدء العام الدراسي الجديد، تسارع أمام عيني عدد من المشاهد وشعرت وكأنني عدت طفلة صغيرة عمرها 6 أعوام.

الغريب أنني لم أتذكر المدرسة نفسها، فرغم أني كنت من المتفوقين وكنت دائما ضمن تلاميذ الأساتذة المفضلين  - حتى أن مدرسة الإنجليزي، ميس فاطمة، كانت تستخدم اسمي فى تقديم الأمثلة - إلا أن المدرسة لسبب ما كانت دائما مصدر قلق وخوف بالنسبة لي.

ما تذكرته كان دفء منزلنا الصغير ، فرأيت والدتي تعد لي ولأخوتي فطور الصباح و"الشاي بلبن" -الذى لا أزال أكره شربه فى الصباح حتى يومنا هذا-  على أنغام أغنية "حلاوة شمسنا وخفة ضلنا". وتذكرت والدي وهو يقف يكوي قمصان المدرسة البيضاء قبل أن نستعد ليصطحبنا وأبناء خالي -الذي طالما قطن إلى جوارنا-  فى سيارتنا البيضاء إلى المدرسة..

سيل من الذكريات لا تسع هذه السطور لسرده ..ولكن لأختصر، بدء العام الدراسى الجديد يساوي لدي "دفء العائلة".

لميس محمد: طفلة مدللة تستمع لأم كلثوم 

كنت دائما هذه الطفلة "المدللة" التي يوصلها والديها لمدرستها في أول يوم دراسي من كل عام، ودائما كان صوت أم كلثوم يعلن بداية يومنا ثم إذاعة القرآن الكريم.

كنت طفلة متعلقة بتفاصيل الصباح الدافئة في منزلنا حتى وأنا "أتذمر" منها، طفلة اشتكى منها مدرسوها ليس لـ "قلة أدبها" ولكن بسبب التعلق الشديد بـ والديها وبكائها المستمر يوميا مع خروجهم من باب المدرسة.
كانت بداية الرحلة المدرسية بالبكاء خوفا من طريق جديد أبدأه لا أعلم ما يخفيه، ولكن ستظل هذه الرحلة هي الأمتع والأخف والأصدق، خاصة مع وجود صديقتي عمرى "عائشة وهايدي" منذ البداية وحتى الآن.

جمال عبد الناصر: ميس مايسة والفنانة مديحة كامل

دائما الأشياء الأولى في حياة أي إنسان لا تمحي من ذاكرته، مثل أول فتاة تعرف عليها وأحبها وأول فيلم شاهده في السينما وأول مسرحية ذهب إليها، واليوم سأتذكر معكم أول يوم مدرسة، وهو يوم مشهود في حياة كل منا.

أول يوم دراسة بالنسبة لي كان في مدرسة أبو بكر الصديق بمدينة أبو النمرس بالجيزة وهي مدينة كانت ريفية، ولكنها الآن شبه ريفية، المهم .. في هذا اليوم كنت سعيدا جدا بارتداء لبس المدرسة وهو مريلة لونها "بيج " وكانت الشنطة من نفس لون وقماشة " المريلة "، فأنا كنت في مدرسة حكومية، وأتذكر هذا اليوم جيدا لأنني كنت سعيدا وفرحا، ولم أعيط ولا اصرخ مثل آخرين عندما كان يتركهم أسرتهم، فلم أشعر بالتوتر ولا الخوف؛ وهذه كانت ظاهرة غريبة بالنسبة لوالدتي رحمة الله عليها فقد كانت متوقعة أن اشعر بالزعر عند تركها لي في عالم جديد وهو عالم المدرسة.

منذ الحصة الأولي واحببت المدرسة، وأحببت معها " ميس مايسة " التي كانت جميلة جدا تشبه في ملامحها الفنانة الراحلة مديحة كامل لدرجة أنني كنت كلما اشاهد في التليفزيون أي عمل للفنانة مديحة كامل كنت اصرخ في منزلي أمام اسرتي وأقول : "ميس مايسة أهي".

علي الكشوطي: حكايتي مع أبلة شاهندة..قصة الحب والخصام

في المرحلة الابتدائية كان تسلل الحب لقلبي، لم أكن أري أمامي سوى أبلة شاهندة مدرسة التربية الرياضية "الألعاب" كنت أحبها وتحبني نتبادل الضحكات، أبدي إعجابي بتسريحة شعرها وملابسها تبادلني الهزار والضحك، إلى أن كسرت قلبي، فكان والدي يمتلك مكتب للفنون في الإبراهيمية أول شارع لاجيته بالإسكندرية وهو شارع له سمعة كبيرة يجمع الكثير من المحال التجارية وبالتالي كان يعتبر ممشى، كنت أجلس في مكتب والدى بعد المدرسة أنتظر العودة للمنزل، لأجد أبلة شاهندة مع رجل غيري شعره أبيض تتبادل معه الضحكات، تمسك بيديه.

لا أستطيع وصف تلك اللحظة عندما شعرت بطعنة في قلبي بسبب خيانتها لي، لأجلس في المنزل يومين رافضا الذهاب للمدرسة، إلى أن أجبرتني الأسرة على الذهاب، رفضت الحديث معها دون إبداء أسباب، شعرت بأن هناك حدث جلل غير علاقتي بها، لتتوسط أبلة شاهندة مدرسة التربية الرياضية الزميلة لها، وعندما عرفت القصة ذهبت لشاهندة تخبرها بخيانتها لى، إلا أن الموقف تغير تماما، عندما عادت أبلة شاهندة لتعتذر، وتخبرني أن ذلك الرجل صاحب الشعر الأبيض هو والدها، وأنها لا تحب أحد غيري..

ee77c857-14b0-4ead-b127-45c3d4e10903
فى المدارس كانت لنا أيام

 


 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة