تشتهر مدينة القرين بمحافظة الشرقية، بمنتجات مخلفات النخيل وهى واحدة من أقدم الحرف التراثية الموجودة فى محافظة الشرقية، وتصنف منتجات الجريد اليدوى كأحد أقدم الحرف التراثية فى مصر كونها حرفة ريفية بسيطة، وصديقة للبيئة تمثل مصدرا للرزق للعديد من العائلات، حيث احترفها العديد من المواطنين بمدينة القرين تصنيع منتجات مخلفات النخيل التى تعتبر ذات بعد ثقافى يرتبط بتاريخ مصر وحضارة شعبها.
يفترش العم "سعيد" الأرض جالسا على قطعة من الكرتون، وأمامه ورشة صغيرة مصنوعة من الخشب يدق عليها بمطرقة خشب ليحول سعف الجريد إلى أقفاص ومنتجات تراثية بنكهة الفلكلور المصرى، داخل كوخ بسيط الصغيرة أمام منزله بمدينة القرين بمحافظة الشرقية، والكوخ معروش بالجريد وفوالق الشجر والنخيل.
"اليوم السابع" التقى بالعم "سعيد أبو عيسى" أحد صانعى أقفاص الجريد من سعف الجريد بمدينة القرين، وسرد لنا حكايته مع تلك الحرفة اليدوية قائلا: "تعلمت الحرفة فى طفولتى من شقيقى الأكبر، وعلمتها لزوجتى وأبنائى الأربعة، ونتعاون جميعا فى تصنيع منتجات جريد النخيل وتحويلها إلى أشكال متعددة من أقفاص العيش وأقفاص الفاكهة وكراسى ذات طابع تراثى وكل شئ من مشتقات النخيل نعكف على تصنيعه".
وتابع العم "سعيد" صاحب الـ47 عاما قائلا: "يومى يبدأ من الساعة السادسة صباحا وينتهى فى السادسة مساء حيث لا أجيد حرفة آخرى غير تصنيع المنتجات من مشتقات سعف الجريد، وذلك بحكم طبيعة المدينة التى نشأت بها والتى يطلق عليها بلد المليون نخلة، مما ساهم فى تزايد الحرف اليدوية فيها بسبب وجود النخيل الكثيف، ويوميا أصنع ما يقارب من 40 قفص من أقفاص الفاكهة والخضروات، ونبيعها بسعر زهيد للتجار، وأصنع أقفاص العيش والطيور وكل ما يطلب منا يخص منتجات جريد النخيل، حيث هى حرفة يدوية تعتمد على الدقة والسرعة".
واستطرد العم "سعيد" فى حديثه لـ"اليوم السابع" أن زوجته تساعده فى تجميع وتقطيع الجريد لتسهيل عملية إعداد المنتجات وكذلك يتولى أبنائه الأربعة عملية اللمسات الأخيرة فى القطع المصنوعة، قبل أن يؤكد على أن المنتجات المصنوعة من الجريد صحية وآمنة تماما فى الحفاظ على الخضار والفاكهة وأنها تنافس المنتجات المصعنوة من البلاستيك.
واختتم حديثه قائلا: "المهنة أصبحت فى دمى توارثتها من الأجداد، ويوميا أقبل الورشة الصغيرة التى أطرق عليها الجريد قبل تحويله إلى منتجات من التراث، لكونها سترتنى وأسرتى، وكفتنا شر السؤال للغير، وكل عمل شريف يرفع قدر صاحبه".
يذكر أن مدينة القرين من المدن التى تحظى بقيمة تاريخية بمحافظة الشرقية، لموقعها المتميز، وهى عن مدينة القاهـرة 70 كم، ومساحتها 50 كم تقريبا وعدد سكانها 400 ألف نسمة تقريبـا، وتقع بين منتهى مراكز فاقوس والتل الكبير وأبو حماد، ولها تاريخ ونضال كبير فى مقاومة الاحتلال الإنجليزى لمصر لقربها من التل الكبير، وتعتمد القرية على الزراعة بالدرجة الأولى، وتشتهر بإنتاج البلح والتمر والعجوة والمانجو والموالح ويطلق عليها بلد المليون نخلة.
العم سعيد ابو عيسي
العم سعيد تعلم الصنعة من شقيقه
العم سعيد مع نجله الذى تعلم منه الصنعة
العم سعيد ورث المهنه عن شقيقه الاكبر
العم سعيد ونجله داخل ورشته
تحفة من النخيل
تصنيع كراسى من الجريد
تصنيع كراسى من الجريد
صانع اقفاص الجريد
كرسى من النخيل
مراحل التصنيع
مراحل تصنيع أقفاص من مشتقات الجريد
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة