نورين وائل بنت مصرية جدعة حلمها تبقى طيارة.. تنمروا عليها في المدرسة فأصبحت أصغر كابتن طائرة في مصر

الثلاثاء، 17 سبتمبر 2024 01:46 م
نورين وائل بنت مصرية جدعة حلمها تبقى طيارة.. تنمروا عليها في المدرسة فأصبحت أصغر كابتن طائرة في مصر كابتن طيار نورين وائل
كتب أحمد إسماعيل .. تصوير أحمد سامح

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قصة جديدة وحكاية جديدة لفتاة مصرية جدعة استطاعت أن تجعل من العقبات والتحديات وسائل دفع لها لتحقيق حلمها في الطيران.

ويسلط برنامج من جديد، من إعداد وتقديم الزميل أحمد إسماعيل الضوء على قصة نورين وائل أصغر كابتن طائرة في مصر.

منذ نعومة أظافرها، كانت نورين وائل تراقب جدها وهو يرتدي زي الطيران بفخر، كان طيارا في القوات الجوية المصرية، وقد غرس هذا المشهد في قلبها شغفا لا يمكن إخماده للطيران، كانت ترى في الطائرات وسيلة للتحليق فوق السحاب، تحررا من القيود واستكشافا لعالم لا نهاية له، منذ ذلك الحين، كانت تحلم بأن تكون يوما ما خلف مقود إحدى الطائرات، تحلق بحرية كما يفعل جدها ولكن بين الحلم والواقع، كانت هناك رحلة طويلة ملئية بالعقبات.

رغم أن شغفها بالطيران بدأ منذ سن مبكرة، لم تتلق نورين الدعم الذي كانت تحتاجه لتحقيق حلمها، على عكس ما يمكن أن يتوقعه البعض من دعم الأسرة أو المدرسة، وجدت نفسها محاطة بانتقادات وسخرية لم تكن تستحقها في المدرسة، كان زملاؤها يسخرون منها ويخبرونها بأن "هذا المجال ليس للفتيات"، بل إنهم ذهبوا إلى أبعد من ذلك ليخبروها بأنه حتى لو تخرجت من أكاديمية الطيران، لن تجد فرصة عمل، فكانت هذه الكلمات بمثابة طعنات في قلبها الطموح، ولكنها لم تكن كافية لتحطيم إرادتها.

كانت نورين تدرس في مدرسة أمريكية، وهو ما كان ينبغي أن يمنحها فرصة لتطوير أفكارها وإطلاق طموحاتها بحرية، لكن حتى هذه البيئة لم تسلمها من التنمر والانتقادات، والأسوأ من ذلك، كانت المفاجأة الكبرى عندما عادت إلى المنزل لتجد أن جدتها، التي كانت تحبها كثيرا، لم تدعمها بل انتقدت اختيارها، فقالت لها جدتها بنبرة تحمل الاستنكار: "إزاي حفيدة محافظ تبقى سواقة؟"، فكانت هذه الكلمات كالصاعقة على نورين، لكنها لم تجعلها تتراجع، بل زادتها عزيمة على تحقيق حلمها.

رغم كل هذه الصعوبات، لم تتخل نورين عن حلمها في الطيران، فكان قلبها معلقا بسماء لا تعرف حدودا، وكانت على استعداد لتحمل المشاق في سبيل تحقيق ما كانت تؤمن به، عملت بجد واجتهاد لتلتحق بأكاديمية الطيران، وتخرجت منها في سن 18 عاما، لتصبح "أصغر كابتن طائرة" في دفعتها.

لكن حتى بعد هذا الإنجاز الكبير، لم يكن الطريق مفروشا بالورود، فقضت نورين عامين كاملين دون أن تتمكن من الحصول على وظيفة في إحدى شركات الطيران، فكان هذا الوقت مليئا بالتحديات النفسية، إذ لم يكن من السهل على فتاة شابة أن ترى حلمها مهددا بعد كل ما بذلته من جهد.

لكن نورين لم تكن من النوع الذي يستسلم في تلك الفترة الصعبة، قررت ألا تبقى مكتوفة الأيدي، عملت في مجال قريب من الطيران، حيث اشتغلت في أحد المولات الشهيرة في تشغيل جهاز "سيميليتور"، وهو جهاز محاكاة للطيران، كانت تلك الوظيفة على الأقل تمنحها شعورا بأنها قريبة من مجالها المحبب، حتى لو لم تكن تحلق في السماء فعليا، حاولت أيضا العمل في مجال التسويق، لكنها لم تجد نفسها هناك.

رغم الإحباطات، كانت نورين تعلم في قرارة نفسها أن وقتها سيأتي، وأن النجاح يتطلب صبرا وجهدا مستمرين وفي نهاية عام 2022، جاءت اللحظة المنتظرة، أخيرا، حصلت على وظيفة في إحدى شركات الطيران، محققة بذلك حلمها الذي لطالما سعت إليه، كانت تلك اللحظة مليئة بالمشاعر المختلطة الفخر، الانتصار، والشكر لكل من وقف بجانبها في رحلتها، ولمن سخروا منها لأنها الآن أثبتت أن الإرادة الصلبة قادرة على كسر كل التحديات.

المفارقة الأكبر كانت في موقف جدتها، التي كانت في البداية ضد فكرة أن تصبح حفيدتها "سواقة طائرة" اليوم، تجلس الجدة بفخر لتخبر الجميع بأن حفيدتها أصبحت كابتن طيار، وترد بفخر على كل من تنمروا عليها أو استهزأوا بأحلامها.

قصة نورين هي قصة إرادة لا تلين، قصة فتاة وقفت وحدها في وجه الصعاب، وتمكنت من الوصول إلى حلمها رغم كل التحديات، هي اليوم تمثل نموذجا يحتذى به لكل شخص لديها حلم، وتعلم أن بالإصرار والمثابرة يمكن تحقيق المستحيل.

نورين 11
نورين 11

 

نورين
نورين

 

كابتن
كابتن

 

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة