العجوة السيناوية.. تراث أصيل وصناعة مزدهرة في موسم جني البلح.. صور

تشهد صناعة العجوة في شمال سيناء نشاطًا ملحوظًا مع اقتراب موسم جني البلح، حيث تعدّ هذه الصناعة من أشهر وأهم المنتجات الطبيعية التي تتميز بها  سيناء.

تصنع العجوة بشكل أساسي في مزارع النخيل المنتشرة في بئر العبد والعريش والشيخ زويد، وتعدّ جزءًا لا يتجزأ من التراث السيناوي الذي يمزج بين الأصالة والجودة.

يتم إعداد العجوة في أماكن مخصصة وسط بساتين النخيل تعرف بـ"المشرات"، وهي مواقع تجمع فيها البلح ليتم نشره حتى يتحول إلى رطب.

بعد ذلك، تُزال قشور البلح ونواته، ويبدأ العمل على غسله وعجنه ثم تجفيفه،  تتضمن المراحل التالية كبس العجوة على شكل أقراص أو قوالب، ثم تنشيفها وتجهيزها للتعبئة والتغليف لتصبح جاهزة للبيع أو التخزين.

تعد العجوة السيناوية ذات شهرة واسعة ليس فقط لجودتها العالية ولكن أيضًا لمذاقها الفريد الذي يميزها عن غيرها.

ويحرص الزوار والسكان  على شرائها باعتبارها جزءًا من التراث السيناوي الأصيل.

وتعتبر العجوة، التي تعكس طريقة تحضيرها جانبًا من التراث الثقافي للمنطقة، منتجًا لا غنى عنه في الأسواق المحلية، حيث يتم تداولها بشكل واسع.

في السنوات الأخيرة، شهدت هذه الصناعة تطورًا ملحوظًا على مستوى الإنتاج والتسويق،  فبينما كان يتم تصنيع العجوة في الماضي بطرق تقليدية تعتمد على المهارات اليدوية فقط، أصبحت اليوم تُغلف بطرق حديثة وجذابة تستهدف المستهلكين بشكل أكثر فعالية، وهذا التقدم في طرق التصنيع والتسويق ساهم في زيادة انتشار العجوة السيناوية، ليس فقط على مستوى الأسواق المحلية بل أيضًا في أسواق خارجية، ما جعلها من المنتجات المميزة التي تحمل اسم سيناء إلى مناطق أخرى.

وفي ظل هذه التطورات، أصبحت صناعة العجوة أحد أهم أعمدة الاقتصاد الزراعي في شمال سيناء، حيث تعتمد الكثير من العائلات على هذا المنتج كمصدر رزق رئيسي خلال موسم جني البلح وما يليه من مراحل تجهيز وتعبئة العجوة، وتحظى هذه الصناعة بالدعم المحلي الذي يسعى لتعزيز حضورها في الأسواق وتوسيع نطاق تصديرها.