منارة دينية لتعليم الأطفال القراءة والكتابة، وحفظ كتاب الله، أصبحت لها صدى كبير حول الأقصر خلال السنوات الماضية، وهى المدرسة القرآنية التى أقدم على إقامتها أهالى قرية البعيرات غرب محافظة الأقصر، لتجميع الأطفال فى مكان واحد يوماً على 3 فترات لتحفيظهم كتاب الله القرآن الكريم، وكذلك تعليمهم القراءة والكتابة من الصغر لدخول المدارس وهم متفوقين تعليمياً ودراسياً، تلك المدرسة القرآنية مشروع أقيم منذ 6 سنوات وأسفر عن تحفيظ 27 أطفال القرآن الكريم كاملاً.
"اليوم السابع" زار المدرسة القرآنية بقرية البعيرات التى يقودها الشيخ تميم حماد، وهى المدرسة القرآنية المبهجة فى البر الغربى والتى تضم أكثر من 700 من الأطفال والفتيات والشباب، الذين يتوافدون عدة أيام أسبوعياً لتعلم القراءة والكتابة من عمر 6 سنوات وحتى سن النضوج والشباب، الجميع يلتف فى مقر الكتاب الذى تم تأجيره لمدة 9 سنوات بتكافل أهل الخير وقاموا بدهانه ووضع مبردات صحراوى داخله لخدمة الأطفال الذين يتلقون التعاليم الدينية فى فصل الصيف داخله.
وفى هذا الصدد صرح الشيخ تميم محمد حماد ابن قرية البعيرات، مدير المدرسة القرآنية بالقرية، أنه تم البدء فى مشروع المدرسة القرآنية منذ 6 سنوات، وخرج منها طالب حصد المركز الأول على مستوى الجمهورية فى حفظ كتاب الله، كما أنه يتم تحفيظ أكثر من 300 طفل من مختلف الأعمار من أبناء مدينة القرنة بأكملها وليست القرية فقط، موضحاً أن الجميع تربى على الأدب والاحترام والأخلاق القويمة داخل الكٌتاب طوال السنوات الماضية، مؤكداً على أن المشايخ بالكتاتيب طالما كانوا ومازالوا يساعدون بصورة كبيرة فى تكوين شخصية الطفل فى الجانب الدينى، حيث نجحوا على مر السنوات الماضية فى تطوير أساليب التلقين والتعليم فيها، بجانب حلقات العلم فى تعليم الطفل الأمور الأساسية فى الدين كالوضوء الصحيح والصلاة الصحيحة والطهارة، وأخلاقيات التعامل مع المجتمع والأم والأب والجيران.
وأضاف الشيخ تميم، خلال لقائه مع "اليوم السابع"، أن المدرسة القرآنية بدأت فى 15 يوليو 2018، وحفظ القرآن الكريم كاملا فيه 5 أطفال حتى الآن، ويتم توفير دعم من فتيات القرية لتحفيظ القرآن الكريم للأطفال من البنات، وكذلك يتم تعليمهم كل أصول واساسيات القراءة والكتابة منذ الصغر، موضحاً أنه يتم تعليم الأطفال كافة أساسيات القراءة والكتابة على الأصول الصحيحة حيث أنه حاصل على ماجستير شريعة وقانون ومتخصص فى تحفيظ الأطفال القرآن منذ عدة سنوات.
وأوضح مدير المدرسة القرآنية غرب الأقصر، أن المدرسة بدأت بالخوص منذ 6 سنوات، ومع التطوير ودعم الأهالى وأسر قرية البعيرات وأهل الخير وصلت إلى مبنى مكون من طابقين، وتضم قاعات أبو بكر الصديق وقاعة السيدة خديجة رضى الله عنها، حيث تتسلم المدرسة الطالب ويتم عمل مقابلة له مع ولى أمره وتقديم أوراق رسمية مثل المدرسة بالضبط، وتشمل "شهادة ميلاد وصورة شخصية وصورة بطاقة ولى الأمر"، ثم يدخل المرحلة التأسيسية التى تم اختيار منهم لها بدعم من الأزهر الشريف بقيادة الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، والذى يرعى المدرسة القرآنية رعاية كبيرة ويقدم كافة أوجه الدعم لأطفال البلدة.
ويقول محمود عبد المعبود رمضان معلم بالأزهر الشريف، ووكيل المدرسة القرآنية بقرية البعيرات، أن المدرسة القرآنية بدأت منذ 6 سنوات بحوالى 20 طالبا وطالبة لحفظ كتاب الله، وحالياً وصلت إلى 700 طالب وطالبة يتعلمون القراءة والكتابة وبعدها يدخلون مرحلة تعلم وحفظ كتاب الله كاملاً، وتخرج لديهم حالياً 27 طالب وطالب حفظوا كتاب الله كاملاً ويشاركون فى كافة المسابقات الدينية داخل الأقصر وحول مصر.
ويضيف وكيل المدرسة القرآنية بقرية البعيرات، إنه يتم تقسيم المدرسة القرآنية لعدة قاعات أولها "قاعة أبو بكر الصديق" والتى تضم مجموعات "ابن الهيثم – الفارابى – بدر الكبرى – صلاح الدين" وكل مجموعة لها ورد حفظ قرآنى محدد، موضحاً أن حفظ القرآن يكون بنظام الإملاء حيث يكتب الطالب الآيات المقررة عليه بخط يديه على اللوح بالدواية، حيث يتم تقسم الطالب لـ7 مستويات:- (الأول الهمزات والتشكيل – الثانى التشديد المصغر – الثالث التنوين – الرابع المدود – الخامس الربط والتركيب – السادس كتابة هاء التنبيه والتاء المربوطة – السابع الأبجديات الألف واللام)، وكل مستوى يختبر فيه الطفل لينتقل للمستوى الذى يليه تباعاً.
وخلال الفترة الماضية بدأت الكتاتيب فى دعم الأطفال بتنويع أنشطة المشاركة المجتمعية بالمشاركة فى التجميل والتطوير داخل الكتاب بأيديهم وكذلك تعريفهم أهمية المشاركة فى المجتمع بكافة المجالات بالحياة اليومية لتنشئة طفل متميز يرفع من شأن المجتمع، حيث يقول الشيخ سيد محمد عبد الدايم وكيل وزارة الأوقاف بالأقصر، أن كتاتيب تحفيظ القرآن علامة مميزة فى مختلف أنحاء قرى ونجوع المحافظة، حيث ساعدت على مدار القرون الماضية فى إخراج نجوم مصر والعالم العربى فى القرآن الكريم، وعلى رأسهم الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، والشيخ أحمد الرزيقى القارئين الشهيرين، ومازالت الكتاتيب تقوم بدورها فى إخراج جيل مميزة من حفظة القرآن الكريم.
وأكد وكيل وزارة الأوقاف بالأقصر، لـ"اليوم السابع"، أنه يتم أولاً بأول مراجعة كافة اعتمادات الكتاتيب فى كل مدينة وقرية، والتأكد من قوة وقدرة المحفظ فى التلاوة لتلقين الأطفال القرآن بصورة صحيحة للغاية، وكذلك إحكام الرقابة عليها للتأكد من عدم دخول أية توجهات سياسية للكُتاب الذى سيخرج أجيال من حفظة القرآن الكريم، مشدداً على أن المديرية تكرم فى كافة فعالياتها حفظة القرآن الكريم لحث جميع الأطفال على حفظ القرآن.
ومن الجدير بالذكر إنه طالما كانت الكتاتيب أو الكتاب فى قرى ومحافظات مصر، كانت بمثابة منارة العلم والعلماء على مر العصور، ومازالت حتى يومنا هذا نظرا لما تمثله من طريق تأسيس جيل المستقبل وتحفيظ الأطفال لكتاب الله، ومع تطور الحركة فى المجتمع المصرى قررت وزارة الأوقاف على مدار السنوات الماضية، تدشين فكر جديد لحماية النشء والجيل الجديد من تسميم أفكارهم فى الكتاتيب المنتشرة بالقرى والزوايا والمساجد الصغيرة، بإطلاق "المدارس القرآنية" التى تم وضع عدة قواعد وشروط مميزة لها لخدمة الأطفال والتلاميذ والطلاب بالمدارس، حيث تقدم لهم المحفظين المدربين على أعلى مستوى لتحفيظهم القرآن الكريم بأحكامه والتلاوة الصحيحة والتجويد وكذلك الأحاديث النبوية ودروس التعامل سماحة الدين الوسطى الجميل.
الأطفال خلال الكتابة بالمدرسة القرآنية
الشيخ تميم مع الطلاب
كتاب قرية البعيرات
حفظ القرآن بالمدرسة القرآنية
الأطفال داخل المدرسة القرآنية
أروقة مبنى المدرسة القرآنية
أطفال المدرسة القرآنية
مدير المدرسة القرآنية
الشيخ تميم مع الطلاب
المدرسة القرآنية بقرية البعيرات
تعليم الأطفال
المدرسة القرآنية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة