وصف الرئيس الألماني "فرانك فالتر شتاينماير"، العلاقات التي تربط بلاده مع مصر بأنها تاريخية تقوم على الثقة المتبادلة والتنوع، معربا عن خالص شكره للرئيس عبدالفتاح السيسي على الدور الذي تقوم به مصر من أجل إنهاء التوترات والعنف في الشرق الأوسط.
وعبر شتاينماير، ةفى المؤتمر الصحفى المشترك مع الرئيس السيسى بقصر الاتحادية اليوم الأربعاء، عن خالص شكره للرئيس السيسي على دعوته له لزيارة مصر، لا سيما وأن آخر زيارة قام بها رئيس اتحادي ألماني إلى مصر كانت منذ ما يقرب من 25 عامًا.
وأضاف الرئيس الالماني بأن مدة 25 عامًا بمعايير الحضارة المصرية العريقة برهة زمنية قصيرة، إنما بآفاق السياسة الخارجية التي يحدث فيها أشياء كثيرة فإن تلك المدة تبدو كأنها دهر مضى.
وأشار إلى أن مباحثاته مع الرئيس السيسي تناولت تبادل وجهات النظر حول فرص تعزيز أواصر التعاون بين البلدين في مجالات التعليم والعلوم والسياسية الخارجية، مشيرًا إلى أن التعليم الألماني يتمتع بمكانة عالية جدًا؛ معربًا عن سعادته بأن التعاون بين مصر وألمانيا في مجال التعليم جيد جدا، حيث يوجد في مصر 7 مدارس ألمانية معتمدة بالخارج و29 مدرسة مشتركة أخرى يتم بها تدريس اللغة الألمانية، كما توجد جامعتان (ألمانية - مصرية).
وتابع الرئيس الألمانى، "ما جعلني أشعر بالفخر أن المؤسسات التعليمية الألمانية تتمتع بسمعة ممتازة لاسيما المدرسة الألمانية (سان شارل بورومي) بالقاهرة والإسكندرية، وكذلك المدرسة الألمانية الإنجيلية الثانوية بالقاهرة، حيث زرت المدرسة الألمانية سان شارل بورومي، وتمكنت من مشاهدة مستوى التعليم العالي، والذي كان له أثر طيب على نفسي وأعجبت بالثقة بالنفس والانفتاح والرغبة في المعرفة وحب الحوار الذي استطعت أن أراه بين الطلبة".
وأعرب الرئيس الألماني، عن سعادته أيضًا بزيادة أعداد المصريين الراغبين في تعلم اللغة الألمانية، حيث تضاعف العدد في السنوات الخمس الماضية ليصل إلى حوالي 420 ألفا، مشيدًا بدعم الرئيس السيسي لمشروع بناء 100 مدرسة ألمانية مصرية، حيث توجد الآن 7 مدارس وسيتم إنشاء 93 مدرسة أخرى.
وقال إنه في إطار زيارته سيتم توقيع اتفاقية في مجال التعليم العالي وهي بمثابة إشارة أخرى على التعاون الجيد فيما بيننا؛ لافتا إلى أن التعليم العالي والتعليم الفني يتعين توسيع التعاون بهما.
وأشار الرئيس الألماني، إلى وجود نحو 250 شركة ألمانية تعمل في القاهرة بشكل متميز، معربًا عن أمله في تعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية بين البلدين، مشيرا إلى أن وفد رجال الأعمال رفيع المستوى المرافق له خلال الزيارة دليل على الرغبة في تعزيز العلاقات؛ معربًا عن فخره بأن تكون شركة ألمانية مشاركة في بناء وتحديث السكك الحديدية الممتدة بين قناة السويس والإسكندرية والقاهرة، والتي ستساهم إلى جانب السرعة في نقل الأشخاص والبضائع، في تقليل الانبعثات الكربونية بنحو 70%.
وكشف عن وجود اتفاق لتوقيع اتفاقية تتعلق بتشغيل السكك الحديدية وتدريب سائقي القطارات، وهو ما يعد نموذجا رائعا في مجال العمالة الفنية بين البلدين، فضلا عن الرغبة في تقوية التعاون في مهن أخرى.
وفيما يتعلق بالتعاون الثقافي بين البلدين، أشار الرئيس الألمانى إلى اهتمام المعهد الألماني للآثار والعديد من الجامعات والعلماء بالبحث في مجال التراث الفرعوني والحضارة المصرية القديمة والعصر العثماني، حيث يساهمون من خلال الحفريات والمشروعات البحثية وترميم المباني في الحفاظ على المعرفة والحضارة.وقال إن تعاون العلماء الألمان مع الباحثين المصريين أسفر عن اكتشاف حجرة في الهرم لم تكن قد تم اكتشافها من قبل، واستطاعوا من خلال الأدوات الرقمية فك رموز ورق البردي.
وتابع، "لقد كان هناك لقاء مع ممثلين وممثلات عن المجتمع المدني والمؤسسات السياسية، ولقد نشأ لدى انطباع أن لهذا البلد مجتمع مدني شجاع واثق من نفسه وطموح ويريد لنفسه ولوطنه الأفضل، وفى هذا الاطار أتمني لمصر أن يتطور الوطن ويتشارك جميع المصريين والمصريات على المستوى الاقتصادي والاجتماعي وأنا على يقين بأن بلدكم سيستفيد بهذا الأمر بشكل جيد من العلاقات المتبادلة".
وذكر الرئيس الألمانى أن الوضع الراهن فى الجوار المباشر لمصر فى الشرق الأوسط من القضايا المهمة، فالحرب فى غزة قد طالت، ويتعين أن يكون هناك نهاية للمعاناة والموت، ونهاية لهذه الحرب أيضا، وأن يكون هناك توافق، وأن الطريق إلى هناك هو طريق صعب، ولكن يمكن أن الوصول إليه بما يسمي بـ"خطة بايدن" ووقف إطلاق النار والإفراج عن الأسري الإسرائيليين. مؤكدًا أن من بين الأسرى مواطن ألماني الجنسية، لذلك تهتم الحكومة الألمانية وتحث على الإفراج عن الأسرى وإعادتهم إلى أسرهم، وأن يكون لهذا الأمر أولوية قصوي.
وأوضح أنه تم الاتفاق على أن وقف إطلاق النار يتعين أن نتوصل إليه والأسرى على قيد الحياة، ليتمكنوا من العودة إلى أسرهم، لأن وقف إطلاق النار وفقا لقناعة ما سنصل به إلى وقف التصعيد وامتداد الصراع على المستوي الإقليمي، لذلك هذا الطريق فقط هو الذي سنصل به للسلام.
وأضاف، "يتعين على كل طرف له تأثير على الدولتين، استخدام قوته فى هذا التأثير، وهذا ما تقوم به دولتى"، مؤكدا "أن مصر تقوم بدور مهم، ممتنون له وللجهود الحثيثة التي تقوم بها للتوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحماس".
وأشار الرئيس الألمانى إلى أن معاناة الناس في غزة لا يمكن وصفها، وفي الأسابيع الماضية دعوت متطوعين ألمان كانوا في غزة لإيصال المساعدات الانسانية ونقلوا لى صورة الوضع الصعب الموجود الآن في غزة.
وقال إن المانيا هي ثاني أكبر دولة مانحة على المستوى الدولي للمساعدات الإنسانية في غزة والأراضي الفلسطينية، وأنه منذ عام 2023 تم زيادة المساعدات أكثر من 3 أضعاف، كما أن هذه المساعدات ماكانت لتصل دون دعم مصر، مؤكدًا أن مصر تقوم بدور محوري في إيصال المساعدات الإنسانية وهذا الأمر يستحق تقديرًا كبيرًا.
ونوه إلى أن هناك مصالح مشتركة بين مصر وألمانيا في موضوع أمن البحر الأحمر، وقال :"إننا نعلم ما هي الأضرار الاقتصادية التي تترتب وتؤثر سلبيا نتيجة ما يفعله الحوثيون، وإننا مهتمون جدا بأن يكون هناك أمن في خطوط الملاحة الدولية ، وأن قناة السويس مهمة جدا لنا فهي شريان الحياة لنا ولأوروبا بالكامل".
وأكد الرئيس الألماني ضرورة توافق الدول الغربية والعربية على عدم السماح لأي أطراف مسلحة بتقويض المصالح، منوهًا بأن ألمانيا تشارك في عملية "أسبيدس" التي أطلقها الاتحاد الأوروبي؛ لحماية السفن لهذا السبب.
وأشار الرئيس الألمانى إلى أن المباحثات مع الرئيس السيسي تطرقت إلى التطورات حول ليبيا والسودان، مؤكدا أن بلاده على علم باحتضان مصر لنحو 9 ملايين لاجئ وتتحمل عبئًا كبيرًا جراء استقبالهم، معربًا عن امتنانه لتحمل مصر هذا العبء، ومؤكدًا ضرورة أن يسهم المجتمع الدولي في إنهاء الحروب والتوصل إلى نزع فتيل التوتر في السودان، وأن يكون هناك سلام في هذه المنطقة.
وأشار الرئيس الألمانى إلى اعتماد بلاده على دور مصر المهم في المنطقة، خاصة في هذه الأوقات العصيبة والأزمات المتعددة التي نشهدها، وأعرب عن تقديره للتعاون بين البلدين والحوار الصريح الذي أجراه مع الرئيس السيسي فى كلٍ من برلين والقاهرة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة