ريادة مصرية فى أفريقيا عبر القوى الناعمة.. مصر تساعد القارة السمراء في مكافحة الإرهاب.. والوساطة المصرية تتصدر المشهد فى غزة.. اللهجة المصرية الأوسع انتشارا عربيا.. و"المتحدة" تعيد الفنون والثقافة لريادتها

الأحد، 01 سبتمبر 2024 04:00 م
ريادة مصرية فى أفريقيا عبر القوى الناعمة.. مصر تساعد القارة السمراء في مكافحة الإرهاب.. والوساطة المصرية تتصدر المشهد فى غزة.. اللهجة المصرية الأوسع انتشارا عربيا.. و"المتحدة" تعيد الفنون والثقافة لريادتها غزة
كتب أحمد جمعة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تلعب مصر دورا مهما ومحوريا في القارة الافريقية وخارجها عبر القوة الناعمة أحد أبرز الأسلحة التي تمتلكها مصر في التأثير على الآخر لامتلاكها رصيد حضاري وتاريخي ضخم، فضلا عن تأثيرات الفنون والثقافة والإعلام في شعوب المنطقة وهو ما تصاعد بشكل كبير ولافت في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، والذي ركز بشكل كبير على تطوير القوى الناعمة باعتبارها أحد أبرز الأسلحة المصرية في دول القارة السمراء بشكل خاص.

استخدمت مصر سلاح الدبلوماسية النشطة في تعزيز علاقات التعاون مع دول القارة الافريقية عبر نقل الخبرات المصرية إلى هذه الدول، تقديم كميات ضخمة من المساعدات عبر الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية وهي أحد أبرز الأذرع التابعة لوزارة الخارجية، بالإضافة لمركز القاهرة الدولي لتسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام أحد أبرز المؤسسات المصرية التي تدعم دول القارة السمراء حربها ضد الإرهاب عبر تقديم أنشطة تدريبية لمساعدة دول أفريقيا في كيفية مجابهة الإرهاب.

ونجح مركز القاهرة لتسوية النزاعات خلال الأعوام الماضية في لعب دور كبير في دعم دولة نيجيريا التي عانت بشكل كبير من انتشار الجماعات الإرهابية والمتطرفة وفي مقدمتها بوكوحرام، وقام خبراء في مركز القاهرة بعمل معايشة في نيجيريا بالتعاون مع السلطات هناك للمساهمة في تعزيز قدرات دولة نيجيريا في مكافحة الإرهاب مع التأكيد على الملكية الوطنية لنيجيريا ورؤيتها في مجابهة المتطرفين.

ونجحت الدولة المصرية خلال السنوات الماضية في المساهمة ببناء سد جوليس نيريري بدولة تنزانيا الصديقة، وعملت الشركات المصرية على مدار الساعة لإنجاز أحد أبرز المشروعات الوطنية في تنزانيا التي ترى في النموذج المصري رمز للتنمية والبناء سواء في الحضارة المصرية القديمة وهو ما وثقته النقوش على آثارنا في شتى المحافظات أو في الطفرة المصرية الكبيرة في البنية التحتية ولعل أبرزها مشروع العاصمة الإدارية الجديدة ومشروعات الطرق وغيرها، مما عزز الدور المصري بشكل كبير في المساهمة بمشروعات إعادة اعمار بعض الدول أو طرح برامج لبناء وتعزيز السلام في عدد من دول القارة السمراء لما بعد النزاعات.

وتعد الدولة المصرية أحد أبرز الدول الوسيطة النزيهة لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة من خلال رموز وطنية محترفة ومدربة على أنجع السبل للوساطة، بالإضافة إلى المساعدات الإنسانية التي قدمتها مصر لغزة خلال العدوان الحالي حيث تعد الدول الأكثر تقديما للمساعدات للفلسطينيين، واستضافة آلاف الجرحى والمرضى لتلقي العلاج في مستشفيات القاهرة، ودعم صمود الشعب الفلسطيني عبر إنتاج مسلسل "مليحة" الذي وثق بطولات الفلسطينيين وصمودهم على أرضهم رغم الإجرام الإسرائيلي، بالإضافة للسماح لعدد كبير من الطلاب بالدراسة في مدارس وجامعات مصر وتقديم كافة التسهيلات وسبل الدعم للطلبة الفلسطينيين.

ساهمت قيم التسامح والسياسة الخارجية المتزنة للدولة المصرية في ترحيب دول العالم خاصة في افريقيا بالدور المصري الذي يصيغ رؤيته بشكل مستقل بعيدا عن صراع المحاور في أيا من أقاليم الصراع، وكانت لهذه الدبلوماسية دورا كبيرا في الترحيب بالدور المصري للوساطة في غزة وسوريا وليبيا والسودان.

وصاغت الثقافة المصرية الحديثة جانبًا كبيرًا من وعي ووجدان الشعوب الافريقية والعربية عبر وسائل الإعلام ومجالات الأدب والثقافة والفنون، مدور رموز مصر الفكرية في العلوم الإنسانية وغيرها.

وتعد الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية من أهم أسلحة القوى الناعمة التي تمتلكها الدولة المصرية حيث لعبت دورا هاما في تعزيز الفنون والثقافة، ودعم المواد السينمائية والتليفزيونية التي تعكس بشكل واضح الاستراتيجية المصرية في الاهتمام بشواغل الأشقاء في افريقيا والوطن العربي، وكان للأعمال الفنية التي قدمتها الشركة المتحدة في إعادة مصر لريادتها الفنية والإعلامية والثقافية في محيطها الإقليمي والدولي.

عند الحديث عن القوى الناعمة المصرية لا يمكننا تجاهل الانتشار الكبيرة للهجة المصرية التي تعد أكثر اللهجات انتشارا في المنطقة، وحاز عدد كبير من علماء مصر جوائز في الأدب والفن والعلوم، مع جذب الدولة المصرية لملايين السلاح من دول عربية وأجنبية وافريقية.

هذا، وتمتلك مصر بفضل قوتها البشرية أكثرية عناصر القوة الناعمة في الإقليم حتى الآن، حيث لا تزال اللهجة المصرية هي أوسع اللهجات العربية انتشارًا، وتنتج البلاد أكبر عدد من الأفلام السينمائية والمسلسلات التلفزيونية، وتصدر أكبر عدد من الكتب والمقالات العلمية، وينتمي أغلب الحائزين على الجوائز الأدبية والفنية والعلمية في المنطقة إلى مصر، كما تجتذب البلاد سنويًّا عددًا كبيرًا من السياح العرب.

ولمؤسسة الأزهر الشريف دور كبير في إبراز مدى تأثير القوى الناعمة المصرية عبر المنح المجانية التي تقدم لعدد كبير من دول القاهرة السمراء، ويمثل الأزهر نقطة مضيئة وهامة لشعوب العالم الإسلامي سواء من خلال الوفود الكثيرة والبعثات التي ترسلها مؤسسات الأزهر إلى الدول الصديقة في القارة السمراء أو بتقديم آلاف المنح المجانية للطلاب الأفارقة للدراسة بشكل مجاني في الأزهر.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة